٠ مرت فترة طويلة بلا كتابة... أي شيء على الإطلاق. فانشغال الذهن المستمر في أمور عدة يجذب التفكير في اتجاه هذه الأمور ولا يترك متسعاً لكتابة شيئاً.
٠ أصبح الفيس بوك "اللعين" مثل كوب النيسكافيه الصباحي، أحد معالم روتيني اليومي، وأنا لا أكره الفيس بوك في حد ذاته ولكن لأنه أصبح عادة لا أستطيع التخلص منها حتى الآن، وأنا أكره أن اعتاد على أمر ما مهما كان. مثلما أكره التليفزيون والإنترنت لأني لا استطيع إلا أن أطالعهما كفرض يومي لمعرفة ما الجديد وهذا كل يوم.
٠ مجموعة من الكوابيس المستمرة أتعرض لها يومياً منذ فترة وهو أمر متوقع في ظل الضغوط الطاحنة التي يشحن بها يومي الذي يبدأ في السادسة صباحاً. آخرها: أقف في تظاهرة صامتة أمام الجامعة وإذا بعصا عسكري أمن مركزي تنهال على رأسي مباشرة - وشعرت بألم الضربات في الحلم فعلاً - فأعود لمنزلي لأكتب مقال بعنوان: عصا الأمن المركزي... على راسي!
٠ توقفت عن القراءة والكتابة منذ فترة وبعض السلوكيات الجميلة الممتعة في حياتي مثل الذهاب لساقية الصاوي وما يصاحبه من مشاهدة معارض فنية وحضور حفلات وعروض غنائية، وحتى اليوجا لم يعد لها مكان في يومي المشحون، وفي المقابل أحاول أن أزيد ساعات المذاكرة وسماع الموسيقى والأغاني والقرآن، وأحاول ما استطعت زيادة قراءتي في المصحف والاستماع له، فلم تعد المساحة المعتادة منه تكفيني، أو لم تعد تشبعني وأصبحت أشعر دائماً أن هناك مساحة روحية ما مفقودة.
٠ منذ أيام والملل الشديد بدأ يتسرب لنفسي من ثبات برنامجي اليومي خاصة طريقي الثابت للعمل، وحينما حاولت كسر هذا الإحساس بالاستماع لمادة صوتية مفيدة سواء قرآن أو درس ديني أو موسيقى، يفاجئني دائماً أحد ركاب المواصلات المرافقين بفتح الصوت في محموله وكأنه كاسيت بدون مراعاة لأي مشاعر أو خصوصية الآخرين. فيشوش على الاستماع لما أريد، والسؤال الذي يقفز لذهني هنا ماذا يمكن أن يكون عليه رد فعل المحيطين به لو كان ما يستخدمه جهاز كاسيت قبل ظهور المحمول؟
تخيلوا معي المشهد: المواصلات العامة وأحد الركاب يحمل جهاز كاسيت ويشغله على أحد الأغاني بصوت مرتفع...! ما الفرق بين هذا وبين ما يفعل الكثيرون الآن مع أجهزة المحمول؟ وإذا لم يفعل أحد الركاب هذا فيقوم بالمهمة سائق الميكروباص فهو يشغل دائماً قرآن ودائماً أصوات لا أحبها، فلا أقو على طلب خفض الصوت حتى لا أُلام وأُتهم بقلة الإيمان.
٠ أحلام ورغبات كثيرة متنوعة تطاردني، ولا يصاحبها ما يكفيها من الصبر عليها، تضعني في حالة مستمرة من القلق والتوتر بلا انقطاع.
٠ يبقى التفاؤل السلاح الفعال في ظل واقع مرير شاق مرهق، يستنزف أعصابك ووقتك طوال الوقت. يبقى الإيمان بأن الجهد والاجتهاد يؤتي ثماره في النهاية مهما طال الطريق مهما كانت الصعاب، فمع الوقت يتأكد لي أن الحياة ليست سهلة بل مليئة بالمنغصات والآلام والمشاق ولو لم نقتنص من الزمن لحظات سعادة وبهجة وان لم نجد في طلبها فلن تأتينا.
٠ تبقى الثقة بالله منبع كل سكينة وسلام نفسي ومنبع كل حكمة ويقين بأي حقيقة، وتبقى الصلة بالله المعين الأول على تحمل كل قبح الدنيا، ودائماً يبقى الصبر المعين الأول على تحمل أذى الآخرين وحماقاتهم.
٠ سؤال أخير: كم مرة عاهدت نفسي على أن انتظم في الكتابة ولو أسبوعياً ثم لم أستطع الوفاء بالعهد؟
واقرأ أيضًا:
عن أي حب يتحدثون؟ / يوميات ولاء في الماراااثون! / القدس... نزور؟ ولا ما نزورش؟