1- قبلت: فانهالت التبرعات بالملايين من أجل بناء مساكن منخفضة التكلفة لمتضرري السيول في أسوان طبقا للمشروع المقدم من الدكتور ممدوح حمزة الذي اجتمع مع المحافظ والجهات الرسمية وقدم لهم كافة الرسومات الهندسية الخاصة بالمشروع ومواصفاته وطبقا للموقع الذي اختارته الجهات الهندسية الرسمية. ووعد المحافظ شخصيا الدكتور حمزة بتوصيل المياه وتقديم التسهيلات وبدأ العمل في المشروع ودارت العجلة بقوة وحماس وتم بناء 29مسكنا في 23يوما فقط... أي إنجاز.
2- امتنعت: إذ لم يف المحافظ بوعده توصيل المياه مما يستحيل معه استكمال عملية البناء، ثم ماطلت المحافظة في إصدار تراخيص البناء، رغم أن كافة مستندات المشروع والرسومات الهندسية تحت يدها. ثم تحججت المحافظة بعدم رضائها عن الرسوم الهندسية وبأنها تريد تعديلات علي الأساسات من شأنها رفع تكلفة الوحدة السكنية الواحدة، وكانت قد أصدرت الجهات المعنية تعليماتها قبل ذلك ببناء700 وحدة سكنية بدلا من 200.
اجتمعت لجنة من أساتذة كلية الهندسة بجامعة أسوان لفحص أساسات المساكن التي تم بناؤها بالفعل، عن طريق غمرها بالمياه لمدة ستة أيام متواصلة ونجحت المساكن في الاختبار ولم تتأثر الأساسات ولكن.. تم منع اللجنة من إعلان تقريرها الذي كان من المفترض أن يأتي في صف الدكتور حمزة. وقد أخبر رئيس اللجنة الدكتور حمزة أن منع إصدار التقرير قد جاء بناء على تعليمات شفهية من مسئول كبير لا يستطيع الإفصاح عن اسمه!!
3- منعت: اقتحمت الشرطة موقع المشروع، وأوقفت العمل فيه، وقام معد برنامج القاهرة اليوم بأوربيت ومقدمه الإعلامي عمرو أديب الذي كانت التبرعات قد أتت من خلاله بالاتصال بالمحافظ لعقد لقاء مجمع لحل المشاكل فقبل المحافظ ثم عاد ورفض.. بل أسند المشروع إلى شركة أخرى. وحتى الآن وبعد إنجاز هذا العدد القليل من المساكن في وقت قياسي يبقي متضررو السيول في أسوان في العراء.
هذا هو ملخص الموضوع باختصار شديد جدا أو قل هو ملخص اللغز.. أما التفاصيل فهي مفزعة للغاية ومستفزة إلى أبعد الحدود. وأرجو أن يتفضل أحد ويجيب لي على سؤالي البسيط. لماذا يتم وقف المشروع بتكاليفه المنخفضة رغم صموده أمام الاختبارات ويتم حجب التقرير؟ لقد منع حكم القضاء المحافظة من الاستمرار بخطتها استكمال المشروع بشركة بديلة لحين حل كل المشاكل.
وأتساءل هل ستحترم المحافظة حكم القضاء أم أنها ستفضل الاستمرار في العناد حتى ضد القانون ذاته! وأظل أفكر وقد انتهت كلمات مقالي لهذا الأسبوع.. ما هو السر؟ ما هو السر؟ أرجوكم فهموني!!
اقرأ أيضاً:
مريم والبطاقة الانتخابية والبوليس/ التأمل على الطريقة الصينية