قبل الغنيوة:
حين كتبت نقدي لرواية نجيب محفوظ ليالي ألف ليلة، اقتطفت عنوانها من عبارة وردت في المتن هذا نصها: "القتل بين مقاميْ العبادة والدم"، وحين نشرت الكتاب الهيئة العامة، كتبت تنويها بالمحتوى على ظهر الغلاف، إلا أنه يبدو أن الموظف المُراجع لم يفهم العبارة، فصحح "مقاميْ العبادة" إلى "مقاهـِي العـِبارة.." دون الرجوع إلىّ طبعا.
الفرق بين ثقافة الحرب، وثقافة السلام، هو الفرق بين عبارتيْ: "مقام العبادة" كما جاء في إبداع محفوظ، و"مقاهي العـِبارة"، كما صحَّحَته الهيئة (ممثـِّلة للسلطة)!! حين يكون القتل الشريف بأسلحة نظيفة هو وعى البقاء، يكون عبادة، وحين يكون السلام هو تحويل هذه الطاقة إلى عبارات على المقاهي، يتحول "القتل العبادة"، إلى "سلام الكلام" على المقاهي، هذا هو الفرق بين "إبداع محفوظ لثقافة الحرب: وعيا يقظا، و"تسويق السلطة لثقافة السلام" كلاما سهلا؟.
ما علينا: الموضوع ما زال صعبا، فقررت تأجيله حين عثرت على هذه "الأرجوزة" عفوا بين أوراقي، وقد تصورت أنها تصلح ترجمة إلى العامية المصرية لخطاب العندليب الأمريكي الأسمر "أوباما" في جامعة القاهرة يكمل مشوار دبليو بوش (بشابيشو) والست كوندي، قال لا فضّ فوه:
تقدر تختارني يا ضنايا:
تبقى معايا، أو ويّاياَ !!!
زى جدودك في الجبلايا
وانْ جالك وَشّ الحريّة
تبقى الحدوتة ما هيش هيّة
جرى إيه يا أخينا عايز تنهبْ؟!
تسكتْ، تكسبْ
تفهمْ، تتعبْ!
تسحبْ، تلعبْ
تضرب لي كده ييجي كام تعظيم
تلقى الملاليم صارت ملايين
والسوق الحرة الممتازة
تدي لجنابك بزازة
وأنت يا قاعد جنب الراديو
تستنى أماني ماهيش عندو
تقدر تشبعْ، رغْىْ وشعارات،
ووعود، وعهود، وخطب وحاجات،
ترمى الزَّهْـرَايهْ: تتمايلْ
حتى لو ورقك مش هايلْ
تربط بطنك بحزام الصبر
تتكرع ريحة الفكر الحر
= كده تـُمُوتِيكِى؟
- طب قولّى ازاى؟
= فوّل تنْكِ الجوع عـــالآخر
تيجى تقطم لقمة: تِتـَّاخـِر
تِـعـْـتِـل زى حمار فى المطلعْ
توصل، يعنى: يا دوبك ترجعْ
تستلم الرخصة وتبرطعْ
تلقى الرخصة مكتوب فيها:
إن جنابك كده : "إنسانُ حر"
= بأمارة إيهْ؟
- إنك تقدر تعلن رأيكْ
= يعنى اعمل إيه؟
- قول ما بدالكْ
= طب دانا "عايز....
- عايز تاني؟!!!
ما كافاكشي كلامنا الإنساني؟
طب عايز إيه؟
= عايز ابقى "بشراً محترماً"
- ليه يابْنى كده؟ إنت اتجننت؟
= طب أمشى لـْقــدّام كام "قدَماً"
- برضو اتجننت.
= طب حبةْ "عدْل" فوق البيعة
- مش لمّا تشترى من أصلهْ
= هوّا بيتباع؟
- إلعدل يابْـنى بقى خصوصى؟
= وانا حادفع كامْ؟ ولمين، طب فين؟
- تدفع روحك هنا بالتقسيط،
"خمسهْ فْ ستة".
= وأما مايبقاش فاضل فيّا،
أيها حاجةْ، أنا أعمل إيه؟
- "جمعيهْ"!!
= واقبض إمتى؟
- بعد الدفـْنَـَةْْ
واسرح وأقول:
نـِفسى مْنِ ولاد الجنـّيهْ
الصفوهْ، الشُّـعرا، الآلاتية
يعملوا نظرية انما هيهْ
ويسمّوها، بالصلا عالزين:
"تحديث الفكر المش نافع،
عوْلمة الكـُونْ: كلّه منافع"!!
تأليف الكوندا و بشابيشوا
وراجعْها "أوباما" نافشْ ريشو
نظرية تأمم طاقــة الكونْ
وجميع أيُّهَا حركة وسكونْ
لحساب أقوَى أيها فرعونْ
يخدم شركات الميجا أفيونْ
أصحاب الكام مليار مليونْ
وتغطى "مؤامرة" مخفيه
تحكم ناسنا بالمِرَاضيّه
وجميع أصناف الحرية
جاهزة ومرسومة بْشفافية
"ديمقراطيه إنما هيّه"!
بيعيدو توزيعها بْأريحية
فى كـْياس ملفوفة بحنـّية
فيها منقوع المِلاغية
وحكاوى البِنج التاريخية
وحروب، لكنْ: إستباقية
وجثث أطفال متغطية
و"خطط لطريق" مستـنـّية ...!
(- طبْ إمتى بقى؟
= لسّه شويهْ!)
ألفية تفوت ورا ألفية
كله بيهون إنت وهيّه
"تبقى انت كده عْرفت المرسومْ
وعليكْ"أن ترضى بالمقسومْ"
كما إنك حر انك تعلن:"إنك مظلوم"
تصعب على ناس حلوين بالكوم!
يكفيك يابني! إنت حاتنهب!؟
نشرت في الدستور بتاريخ 19-5-2010
اقرأ أيضا:
نتائج انتخابات الرئاسة سنة 2011 وتوقعات 2017 / هل نحن في حاجة إلى زعيم، أم إلى رئيس، أم بطل قومي؟ / نجيب محفوظ يعلمنا، القتل العبادة = ثقافة الحرب!!