اعترافاتي الشخصية: طل الملوحي
"دم كثير، هزائم، في كل ركن، في الزوايا، في براعم الليمون، ويولدون، ويموتون، خدًج.. في الحاضنة، لا زالوا يتنفسون، أحرقوا كل المرآب، والبحر من ورائكم، والبحر من أمامكم، والبحر تحت أرجلكم، فعلقوا نجمي المضيء، على الصليب، ثم اذبحوه" كانت هذه كلمات من بين روائع كثيرة قامت بكتابتها الفتاة العربية السورية الصغيرة طل الملوحي، طل صاحبة الاسم الجميل ليست شاعرة سورية شهيرة وليست أديبة يشار لها بالبنان. طل الملوحي ليست إلا فتاة صغيرة في المدرسة إليها تذهب ومنها تعود لبيتها وهي بعد في عامها التاسع عشر، هذه الفتاة الصغيرة الشاعرة الموهوبة رأى النظام المستبد في سوريا أنها تشكل خطرا عليه...
طل الملوحي هذه العصفورة المغردة الصغيرة تلقت الرد على كلماتها وهي في هذه اللحظة، وفي هذه الساعة وهي منذ 27 ديسمبر 2009 الماضي ملقاة في غياهب معتقلات الشقيقة سوريا تحت قيادة الأسد الابن ومنذ اعتقالها لا تعلم أمها المكلومة عنها شيئا رغم المناشدات والتوسلات المرفوعة للسيد الرئيس الابن، هكذا هي الدنيا أبناء يوضعون على مقاعد الرئاسة وأبناء يوضعون في معتقلات. وعلى أبواب السفارة السورية بالقاهرة حاولنا الوقوف، أنا وعدد قليل من شباب صغير في مثل عمر ابنتي طل أو أكبر محاولين نقل رسالة لسفير الحكومة السورية. قوات الأمن الغاشمة وجدناها على مدد الشوف ولواءات زي الرز والسادة الأفاضل مباحث أمن الدولة وقد أغلقوا كل الشوارع المؤدية إلى لسفارة من أبوابها ليقبع سفير الحكومة السورية الغاضب المستاء آمنا في ظل حماية سفراء الحكومة المصرية المنتشرين على أرض الشارع.
كانت طل تكتب أشعارها على ذات الإنترنت التي كان الرئيس الابن وراء تشجيع إدخالها بدعوى فتح باب الحريات وإذا بها تصبح في عهده سندا جديدا لفتح أبواب المعتقلات. طل.. هي ابنتي الحبيبة وقرة عيني أحلم بأن أطمئن عليك وأن ألقاك يوما وأن ألمس يديك وأن أضمك يا صغيرتي إلى صدري وأن نجلس يوما ذات مساء كي أستمع إلى صوتك وأنت تلقين على مسامعي كلماتك الجميلة وأشعارك.
أما السيد الرئيس الابن فأقول له لن نقبل منك يا سيادة الابن أنت وأمثالك، أنت تفعلوا هذا بأبنائنا نحن، لديكم سفراء وسيأتي يوم قريب تنعكس فيه الصورة فنحصل نحن الشعوب على سفراء لنا يمثلوننا ولا يمثلونكم وساعتها سنملأ الأرض والسماء أشعارا وحكايات نتذكر فيها تحت سماء الحرية تلك الساعات السوداء التي عشناها تحت حكمكم.. والكلمات الأخيرة في مقالي أتركها لطل التي تقول لكم "وطن يرتجيك، فلتكن ميتة.......، هولها... يحدث ذكرا، ميتة ليس يدفع عنها طول باع، ولا مكانة كسرى، أشعل الأرض، فلابد للوجود أن يعود، ولابد للأرض أن تطفح... بشرا"
اقرأ أيضاً:
أغنية راب مصرية للشهيد خالد سعيد من حاتي مصر