توجه العراقيون للإدلاء بأصواتهم في السابع من مارس 2010 لاختيار ممثليهم، ويدلي 19 مليون ناخب في 18 محافظة عراقية بأصواتهم لاختيار 325 مرشحاً من بينهم 82 امرأة لشغل مقاعد مجلس النواب العراقي الجديد من بين 6172 مرشحاً من القوائم المشاركة. وتنشر الأمم المتحدة 13 فريقاً في بغداد ونينوى والأنبار وكركوك، كما أن هناك 500 مراقب دولي و70 من الجامعة العربية و250 ألف مراقب محلي مع 100 من الاتحاد الأوروبي يراقبون هذه الانتخابات.
وفي الحقيقة وواكبت العملية الانتخابية أكثر من 60 عملية للمسلحين أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً، وجرح 110 آخرين، ولكن ذلك لم يمنع الإقبال الكثيف على الاقتراع آملين أن يجدوا ما حلموا به من حياة كريمة وعيشة مرفهة وحتى لو كما كنا في العهد السابق..!!
رغم كل الصعوبات التي واجهت الناخب العراقي وما كان يحاول إقناع نفسه به وفي الحقيقة أنا واحدة منهم، بأن العراق لن يتغير ولن تقوم له قائمة بعد أبدا..!!
إلا أننا غالطنا أنفسنا متحدين كل العوارض التي واجهتنا، حالمين بمستقبل مشرق كما زعم لنا أو ما تصورناه بأنه سيكون ولادة عراقية فجرية، ومحاولين تعويض ما فقده العراق في الأربع السنوات الماضية -أي في حكم نوري المالكي- وتوليه منصب رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة..!!
وما حصل أثناء حكمه من تخريب ودمار وعمليات تهريب أموال واعتقالات وتكوين مليشيات وإبادة جماعية على الهوية الطائفية ولأساتذة العراق وشيوخها وعلمائها. وعمليات تفجير واعتقالات أفضت إلى ولادة سجون سرية تم الكشف عنها. وما رأيتموه بأم عيونكم على شاشات التلفاز..!
بالإضافة إلى تدهور الوضع الأمني، فتدهور الوضع الخدمي من انقطاع التيار الكهربائي وأزمة حل العقد المتراكمة فوق بعضها، ولا ندري ما علتها..!
وأزمة انقطاع الماء، مما أدى إلى الكثير من العوائل العراقية بشرب ماء ملوث غير صالح للشرب..! مما أفضى إلى ظهور حالات مرضية خطرة وانتشارها كداء الكلب والحمى القلاعية وغيرها من الأمراض التي فتكت بالشعب..!
وكل هذه الأحداث دفعت المواطن العراقي إلى التحدث إلى نفسه كالمجنون، ولم لا سنحاول هذه المرة عسى أن يكون خيرا، ولكن عبثا نحاول..!
فكل ما وعدنا به من أمل وازدهار وإعادة الحياة الحركية وإعادة المصانع والمعامل وبناء المستشفيات وتطيرها ووو.....الخ لم يحدث منه إلا خلافات على طاولت السياسة، فنتابع شاشات التلفاز اجتمعت الكتلة الفلانية، مع الكتلة العلانية، مع الكتلة الأخرى... ولكن باءت بفشل..؟؟؟
ساسة عراقيون لا يستطيعون التوصل إلى حل مرضي لإخراج العراق من أزمته الراهنة، كيف يعقل؟؟. وكل ما يهمهم كيف يجلسون على الكرسي ويأمرون وينهون ويكوشون في كروشهم الأموال ويشيدون لأنفسهم القصور..!
وتمضي أيام وتأتي أيام والمواطن العراقي يترقب شاشات التلفاز ويتابع بتلهف ولديه بصيص أمل بان تحل الأزمة واجتماعات أخرى على طاولت الاجتماعات لتتداول في (كيفية أسرار الطبخ) وليس حل الأزمة السياسية الراهنة للعراق لأنهم لا يجتمعون للتوصل للحل بل يجتمعون للأكل فقط.
والشيء المضحك المبكي لحالنا أنه قد تم الإعلان عن الكتلة الفائزة بعد إجراء عملية العد والفرز للأصوات وقد تم الإعلان بأن الكتلة الفائزة هي القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي..!
وهي الكتلة التي تمثل اللسنة في العراق، وليس خافيا على أحد أن الفرحة غمرت بغداد ومحافظاتها ولا أدري لماذا فرحنا ولماذا ذهبنا للانتخاب..! فعلينا أن نعترف نحن بلد محتل بنظري اعتبرهم دول عظمى وهي (إيران وإسرائيل وأمريكا)، أليس إياد علاوي هو من ولي من قبل أمريكا بعد السقوط رئيسا للوزراء في أثناء تكوين أو تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة سنة 2003..!
وهو من شن هجوما بالطائرات الهليكوبتر على محافظة الفلوجة. إحدى محافظات السنة، وخلف وراءه ضحايا لنا لا يعدون ولا يحصون من أبنائه السنة...!
ولكننا تناسينا هذا الموقف، وقلنا نعلي الهمة ونتوكل على الله... وتوجهنا وانتخبنا، ومرت حتى الآن أكثر من أربعة شهور ولم يتم التوصل إلى حل يرضي القادة، والسودان البلد الشقيق قامت بإجراء الانتخابات بعدنا وأعلنت النتيجة!!.
ونحن نطحن تحت وطأة من حكمونا وسلبوا أرضنا والكتل السياسية تجتمع وعندما تخرج لتصرح للشعب المسكين تقول (اتفقنا على أن لا نتفق)
وهنا سؤال يطرح نفسه أين أمريكا من هذا كله... ما هو دور من قلبت بلدا عريقا كالعراق رأسا على عقب.. وتقف الآن ساكتة دون تدخل؟
والدولة المحتلة الثانية وهي إيران الشقيق اللاشقيق هي من يتدخل رافضة أي محاولة وطنية حاسمة لحل المشكلة رافضة أن يتنصب الأبناء السنة أي مناصب سيادية، راضية بتشكيل الحكومة على عهدها السابق أي برئاسة نوري المالكي (دولة القانون) أي قانون لا أدري!.
وفي آخر المستجدات من تأخر تشكيل الحكومة أصبح قادة الكتل يوجهون الاتهامات علنا إلى بعضهم أمام شاشات التلفاز وكل كتلة تطلب من الكتلة الأخرى أن تتنازل وتقدم الاعتذار لها..!
والشعب المسكين المغلوب على أمره يعاني الجوع والفقر والمرض والبطالة والشح بالماء والكهرباء وأي وسيلة للعيش، ي حياة مقرفة نعاني..!
يا ترى ماذا نتوقع بعد هذا التاريخ المرير الذي عشناها ومازلنا نعيشه ونعانيه...!
وهل ستشكل الحكومة على النحو السليم بدون تدخل أي قوى أخرى محتلة لنا، وهل سيحصل السنة على مقاعد سيادية، أم مقاعد إستراتيجية (لا تحل ولا تربط)
هذا هو الآن الملخص الكامل لحال المواطن العراقي بعد الانتخابات وهذا هو دور الحكومة المعلن أمامنا، ولا أدري ما خفي كان أعظم..!
لك الله يا عراق... فالكلاب تلهث على تقطيعك..!
واقرأ أيضًا:
بابا صدام: الدكتاتور في سطور/ اللحظات الأخيرة في حياة صدام حسين/ مسرحية الماء الساخن/ الطاقة الكهروانقطاعية!!!