نعيش في أوهام نخلقها بأنفسنا كل يوم. نتقوقع داخل أنفسنا هروبا من الواقع، ظنا منا أننا أفضل من هذا الواقع. فنجد عذرا للهروب إلى عالم الأحلام، والأوهام... ذلك العالم الزائف (عالم الإنترنت).
فنعيش فيه شخصيات مختلفة تسرق عمرنا ،ونلبس ثياب الملائكة رغم أننا بشر، ونصدق أن هناك ملائكة آخرين في هذا العالم، رغم أنهم أيضا بشر مثلنا .
لهم تناقضاتهم، وهذا طبيعي لأننا فطرنا على الخير والشر،وهذه ليست ازدواجية مثل دكتور جيكل ومستر هايد، ولكننا نتحول لدكتور جيكل ومستر هايد عندما ندخل إلى هذا العالم، وننفصم عن العالم ونصبح شخصيات أخرى، بل يمكن أن نتحول إلى مصاصي دماء.
"يبتزون ويقايضون ويسبون ويسرقون ويلعنون، ولا يعرفون دينا ولا خلقا" لأنهم يعرفون جيدا أنهم يلعبون من وراء الستار.
فنصدم في آخر يومنا في عالم الأوهام، باكتشاف أن هذا العالم ليس عالمنا، ولا يحل مشكلتنا ولكننا نعود إليه مرة أخرى لأننا أدمناه، وتعودنا على مسكناته التي تخرجنا من واقعنا الأليم، إلى يوتوبيا خيالية.
وأتساءل إلى متى سنستمر في تعاطي المورفين، والمسكنات، والمهدئات التي إذا غابت عنا تعذبنا وتألمنا، نبحث عنها كالمجانين، سواء عن طريق الكمبيوتر أو الهاتف، في المنزل أو في العمل أو حتى سيبر.
فنحن لم نعد نستطيع أن نعيش يوما بدون المدعو (إنترنت)، ليس حبا فيه ولكن كرها في واقعك.
ولكن ألم تمر بك لحظات، تشتاق فيها إلى واقعك بمرة، وألمه، بأفراحه وأحزانه، بضجيجه العالي، وبأصواته المزعجة، بخوفه وقلقه، بكل ما فيه.
فأنا وأنت خلقنا لهذا العالم...
لم نخلق لنأخذ المورفين، والمسكنات، والمهدئات، التي تسكن ألمك قليلا، وتأخذك من عالمك كثيرا.
لأنك إذا لم تعش واقعك بمره، فلن تعيش أحلامك بحلاوتها.
واقرأ أيضاً:
الفيس بوك ينتزع قلبي / سر صعوبة الخطوة الأولى