كان يا ما كان في قديم الزمان...، وفي حاضر العصر والأوان...، وفي المستقبل كمان..!
كان وما زال وسيبقى كل شيء يتغير من حولنا ويتبدل... فدوام الحال من المحال...
غير أنه يا سادة يا كرام، يا قارئين الكلام، للتغير في أيامنا هذه نكهة مختلفة، فلم تعد نكهة دجاج ولا زعتر ولا جبنة..، وإنما غدت نكهة بصل وثوم... وأعاننا الله!
ما إن تخرج من المنزل حتى تجد الشارع من حولك قد تغير...، الشارع الذي مهدوه بالأمس أصبح اليوم هضابًا ووديانًا بسبب حفريات خطوط الهاتف أو الصرف الصحي... والأشجار التي تفتَّح ورقها أخضرَ زاهيًا بالأمس أصبح أسودًا بسبب دخان السيارات....وووو، ثم... يا هادي يا دليل!! أين الحافلة؟... خيرًا إن شاء الله... غيروا مسير الحافلات أيضًا، وغيروا شركات النقل على خط: بيتنا-بلاد الواق الواق!
أمري لله... أصعد إلى الحافلة وأسأل السائق كأمية لا تعرف القراءة: هل تذهب إلى....؟ وبعد أن يهز برأسه... أدخل وقد اطمأن قلبي أني لن أذهب إلى سيبيريا...
وأثناء جلسة حالمة أمام الحاسب وبين الأوراق يرن جرس الهاتف رنينًا يجعله يقفز من مكانه... خيرًا إن شاء الله....
- السلام عليكم..
- وعليكم السلام... كيف الحال؟ وما الأخبار؟
- ...لا شيء فقط أحببت أن أخبرك أن عليك أن تستعجلي وأن تتركي الأحلام الوردية، فقوانين دراستك تغيرت... فأضافوا لك كذا بحثًا، وزادوا كذا شرطًا، وقلصوا مدة إنجاز الأبحاث،.....
- !!!!!!!! شكرًا.... تتابعونني ببقية الأخبار غدًا... لأني أصاب بتحسس من كثرة التغيير... والجرعة اليوم كانت عالية...
أعود فأحملق في الأوراق ثم.... أين الكتاب الفلاني؟ وبعد بحث وبحث... أكتشف أن أختي قد غيرت ترتيب الكتب في المكتبة أيضًا... لتهلكني بعملية البحث والتنقيب عن كتاب كنت أستطيع العثور عليه في الظلام في مكانه الذي كان فيه من سالف العصر والأوان.... لكن كما قلت دوام الحال من المحال...
وفرارًا من كل هذا التغيير، أفتح موقع مجانين... يا سلاااااام هذا التغيير الذي يفتح النفس.....
وأبدأ بالقراءة...
- !!!!!!.... ما هذا يا رفيف؟! ما إن تعثري على معلومة نفسية وتظني نفسك شاطرة ومثقفة، وأنك تعلمت شيئًا جديدًا، حتى تصبحين كمن اكتشف أمريكا مرة أخرى...، نعيمًا... معلومة قديمة... أصبحت بالية ولا تستخدم... أثبتوا بطلانها... يا خسارة التعب ووجع الدماغ في محاولة التثقيف وتوسيع المدارك في غير اختصاصك... المعلومة تغيرت!!
مممممممممم...!!!
ولمَ لا؟؟
كل الناس تغير وتبدل...
وما الذي ينقصنا؟؟ لماذا لا نغير نحن أيضًا؟
لماذا لا نبتكر تغييرًا لا يخطر على بال؟؟
لماذا لا نجعل البقدونس بنكهة البرتقال؟
ولماذا لا نجعل الطماطم بنكهة اللحم؟ والموز بنكهة الفليفلة؟؟
فكرة ممتازة!!
ولنبدأ بالطب النفسي باعتباري من أسرة مجانين- ثم هو ساحة واسعة للتغيير والتجديد...
سيداتي سادتي...
نظرًا لأن المرض النفسي يسبب كثيرًا من الحرج للناس، قررت لجنة التجديد في مجانين أن تجري بعض التعديلات...
ونظرًا لأن الكلمات القبيحة لها تأثير سيئ على النفس، والكلمات الجميلة لها تأثير جيد على النفس....
ووفقًا لعلم نفس القرن الحادي والعشرين، قررنا ما يلي:
من اليوم فصاعدًا يسمى الطب النفسي: "مكدوس" (ولمن لا يعرفه: باذنجان صغير الحجم يسلق ويحشى بالجوز والفليفلة الحمراء والثوم، ثم يوضع في زيت الزيتون وبالهناء والشفاء)...
وسبب الاختيار أني لم أقابل سوريًا ولا عربيًا ولا أجنبيًا إلا وقد أعجب به جدًا... فمن باب التفاؤل، وأملًا في أن يعجب الناس بالطب النفسي... سنسميه "مكدوس"...
(عذرًا منكم يا أطباء لكن أنتم أدرى بطبيعة العصر وضروراته).
تسمى مشفى الأمراض العقلية "منتزه ومطعم الأكابر"
تسمى الأدوية النفسية بأسماء الخضراوات والأعشاب (عذرًا من الصيادلة): (من فضلك أعطني حقنة بندورة، وعلبتين بقدونس، وزجاجة نعنع)
تسمى أنواع الاكتئاب بأسماء الحليب ومشتقاته، وبأسماء الأكلات التي تصنع منه نظرًا لأن الحليب له أثر طيب في علاج الاكتئاب:
- الاكتئاب الخفيف: حليب بالفريز.
- الاكتئاب المتوسط: أرز بالحليب.
- الاكتئاب الحاد: قشطة!
- الاكتئاب الثنائي القطب: "محلَّاية" أو "كشك الفقراء" نظرًا لأن الأكلتين متقاربتين ويتم تقديمهما في مناسبات الأفراح...
- الاكتئاب الموسمي: جبنة قشقوان...
وباقي أنواع الاكتئاب أكملوها أنتم يا أصحاب الاختصاص فأنتم أدرى بها، أما أنا فرحم الله امرأ عرف قدره فوقف عنده، لكن أحتفظ ببراءة الاختراع!
- الوسواس القهري: بيض.
بجامع أنهم يجبرون الأطفال ويقهرونهم على أكله...
- الرهاب: فلفل، (الرهاب خوف، والفلفل تخاف أن تتذوقه)
وعلى هذا نقول: فلفل اجتماعي، فلفل الساحة، فلفل الأماكن المرتفعة.... (حرقني لساني)!
- القولون العصبي: فاصوليا، أو فول... (وجه الشبه واضح ولا يحتاج إلى شرح فكلاهما يفعل فعله في القولون)!
- الفصام: معكرونة اسباكيتي... (سؤال هل تتقن لف السباكيتي على الشوكة؟)
وما سوى هذه الأمراض كل واحد أدرى ببلده وأمراضه... عفوًا.. أكلاته المفضلة!
هذا التغيير له فوائده الكثيرة، ومن ذلك:
1- الناس سيصبحون أكثر تقبلًا للأمراض النفسية، نظرًا للانطباع الذي تتركه هذه الأسماء في نفوسهم. وبهذا سيكثر رواد العيادات النفسية عفوًا.. "المكدوسية" وسيزداد دخل الطبيب المكدوساني.
2- المريض سيدخل ويخرج من عند الطبيب وهو يضحك... بدل أن يصيبه الحول الوحشي عند سماع اسم مرضه!!
يدخل فيقرأ على لوحة الطبيب: الدكتور فلان، اختصاصي المكدوس.... (شي بشهي الأكل). ثم يدخل إلى الطبيب ويشكو، ثم يسأل ما هو مرضي يا دكتور؟
فيجيب بكل هدوء: لا شيء... بسيطة... شوية بيض وحليب!!
وهذا له أثر كبير جدًا على الشفاء.
3- لن يخجل المريض النفسي من مرضه بعد الآن... فإن سأله أحد عن مرضه أجابه بكل فخر: "كشك الفقراء". وحينها سيجيبه السائل: (مبارك ليش كان عندكم حفلة؟).
4- لن يخجل المريض من الدخول إلى الصيدلي الذي يقول له بأسى عند إعطاء الدواء: "الله يعافيك"، لأنه بعد أن يطلب علبة بطاطا، وعلبتين ملفوف، سيناوله الصيدلي الدواء مبتسمًا ويقول: "صحتين وعافية، إن شاء الله بتاكلهم بالهنا"!!
هناك فوائد أخرى كثيرة، وفي هذا القدر كفاية لذوي الألباب....
دعواتكم دائمًا بمزيد من التغيير والإبداع والنجاح...
""مع تحيات المطبخ الطبي الحديث لعلاج الأمراض المكدوسية""
واقرأ أيضاً:
عن ماذا أكتب؟؟ /فيلليني مشاركة1 / العبادة في الهرج