حكاوي القهاوي (22)
(93)
خير الكلام ما قل ودل
لخّص لنا الرئيس مبارك في بلاغة شديدة من هو وكيف يرى شعبه. فقد صرح قائلاً أن الرئيس أوباما راجل طيب وأنه لا يفهم الثقافة المصرية. وكأنه بذلك يقول أن سيادته مش طيب فهو راجل ابن...، أيضاً يرى سيادته أن الشعب المصري بتاع كلام مش زي الخواجات عندما يخرج يبقى بجد ناوي التغيير، يقصد الرئيس باختصار أننا شعب مش محترم والمفروض محدش ياخد على كلامه.
(94)
أغنية الأسبوع
أظن أن الرئيس المصري يغني للمصريين "أنا مش خرنج لا لا لا أنا كنج كونج"؛ إذ كيف للرئيس أن يكون أضعف من بن علي في تونس ويهرب بعد خمسة عشر يوماً فقط؛ وهو الذي كان يُعلم قادة العالم أصول الاستبداد، كده يبقى شكله وحش قوي وسط أصحابه البلطجية. أيضاً أكيد أنه ينظر لنا ويقول علينا "دول.. دول.. دول خبلانه"، وبالتالي أقول له "هنحميك في كنكة".
(95)
لعبة الحصار
حيث أن النموذج الإسرائيلي هو النموذج المثالي الذي يحتذي به الرئيس المصري دائما؛ فقد قرر سيادته أن يرفع شعار "إن لم تستحي فافعل ما شئت". وسيقوم النظام الآن بتنفيذ مخططاً خبيثاً في الانقضاض على ثورة الشباب وذلك بتنفيذ "حصار مصر"؛ وهو أشبه بحصار غزة. فيقوم الرئيس وفقاً لهذا المخطط بإجهاد الشباب الثائر في مصر وحصارهم والضغط عليهم حتى يستسلموا أو أن يمل الشعب من وقف حالهم بسبب هذا الحصار فيتحركوا ضد الشباب. وهذا يعني أن النظام سيقوم بطرح المواد التموينية الضرورية لاستمرار الحياة حسب ما يحدث على الأرض من تنازلات فعلية من جانب الثوار، ولا مانع من قطع التيار الكهربي أو افتعال أزمة في الوقود. فالرئيس سيستمر حتى ينتهي ما لدى الدولة من مخزون من مواد تموينية وإذا استمرت الثورة فسيرحل تاركاً البلد خرابة وليس فيها دقيق يكفي لعمل رغيف واحد أو لتر بنزين. فالرئيس قد أقسم أنه سيحارب حتى آخر كيلو دقيق لديه. ما على الشعب إلا أن يقرر أنه سيقبل تحمل المعاناة مثلما يعاني أهلنا في غزة، فرغم الحصار الإسرائيلي إلا أنهم مازالوا صامدين. فالحل ضد الحصار الذي سيفرضه النظام هو الصمود فالصمود... فالصمود حتى تنجح الثورة.
(96)
إنها ثورة يا بشر
يبدو أن الكثيرين يراوغون ولا يريدون الاعتراف بالفارق بين الثورة والحركة الإصلاحية؛ ويسعون إلى تقزيم ما يحدث في مصر لجعله مجرد حركة إصلاحية تتم في حضن النظام وفي إطار دستوره ورئيسه ومجالسه الشعبية والبلطجية وكل أولاد الكلب الحرامية اللي ضحكوا وبيضحكوا وحيضحكوا علينا. ما يحدث من النظام أشبه باللص الذي يمسكونه وهو يسرق فيأخذ اللص في الصراخ ويقول حرمت خلاص آخر مرة، وبمجرد تركه يجري ويبدأ في السرقة من جديد. هذا بالضبط ما يريده النظام؛ أن يفلت من قبضة الشعب ليعاود الكرة في السطو على الشعب.
لا تجعلوا منها يا أوباش حركة إصلاحية؛ إنها ثورة ولا تنتظر منكم أو من غيركم إعترافا أو تنفيذاً في إطار دستوركم العقيم ورئيسكم الفرعون. لو أن الثورات إنتظرت من الحكام إذناً لما كان لثورة 23 يوليو أن تستمر؛ ولكان الملك فاروق إستمر في الحكم لحين أن يتفضل هو بتغيير النظام في إطار الدستور. الأمر السخيف أيضاً ما يقول به أفاقي النظام من أنه لا يجوز لثمانية مليون أن يحددوا ما يريده ثمانون مليون، إذا كان الأمر كذلك فكيف يحق لحفنة من الضباط الأحرار أن قرروا مستقبل بلادهم وغيروا النظام وأسقطوا الملك فاروق، أوليس حسني مبارك نفسه أبن هذا النظام العسكري الذي قام بالثورة. إذا كان هذا ما يعتقده هؤلاء الأفاقون؛ فعليهم أن يصححوا الأوضاع ويسقطوا إذن ثورة 23 يوليو لأنها تغيير لم يتم في إطار الدستور، فما بني على باطل فهو باطل ويبقى النظام الحالي باطل وغير دستوري.
4/2/2011
ويتبع >>>>>>: حكاوي القهاوي (24)
واقرأ أيضاً:
هيلن كيلر معجزة لن تتكرر/ ولمَ لا؟/ حكاوي القهاوي/ ساخن من مصر: أيام الغضب الثلاثاء/ حرب الترويع والتجويع