إنه في يوم الأربعاء التاسع من نوفمبر من عام 2011 اجتمع استشاريون للطب النفسي للتدوال في شأن تطورات الثورة المصرية التي يشهدها الوطن من حيث محاولة فهمها، وكذلك تحديد ما يتوجب عليهم تقديمه على خلفية التخصص، ومن قبله الانتماء للوطن.
في شأن تصورهم لما حصل ويحصل قيل: إننا أمام حركة شباب تحولت لثورة شعب بكل طوائفه وأجياله، في حالة غير مسبوقة عبر التاريخ المصري وأن أدواتنا في التحليل، وخبراتنا السابقة تحتاج إلى تجديدٍ يمكننا معه فهم أفضل لما يجري، وتحديد أدق لما يمكننا تقديمه.
كما قيل أيضا أن هذه الثورة المباركة تواجه تحديات كبيرة، ومحاولات إجهاض في إطار الصراع الدائر بين شبابها ومن حولهم جماهير الشعب المتعاطف معهم ومعها في جانب، وبقايا المنظومات القديمة في التفكير والسلطة، وأمام الثورة منعطفات واختبارات في قدرتها على المواصلة الفعالة من جانب، في مواجهة التعويق، وفي قدرتها على التفاوض الفعال لتحقيق غاياتها، وانتزاع المكاسب التي قامت من أجلها،
لاحظ المشاركون أيضا أن هناك مناخا من الإثارة والتوتر، بإيجابياته وسلبياته، وأنه يوجد وضع من التشويش الذهني العالي عند الكثير من المواطنين، يصل عند البعض إلى مستوى الانهيار النفسي، ورصدت أعراض اضطراب الكرب الحاد Acute Stress Disorder وبمستويات من الشدة ومظاهر توحي بأننا سنشهد كثيرين في مصر مصابين باضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب التالي للرضح Post Traumatic Stress Disorder ، بل ورصد بعضنا أعراضا ذهانية من هلاوس وغيرها.. في حالات راجعت العيادات النفسية خلال الفترة القليلة السابقة إضافة إلى تسجيل عددٍ من الانتكاسات في المرضى السابقين.
بالمقابل أدلى بعض مرضانا بشهادات توجد تحسنا طرأ على الأعراض التي كانوا يشتكون منها، وحصل هذا التحسن من خلال المشاركة في الحشود والتجمعات التي حصلت منذ الخامس والعشرين من يناير المنصرم، وبناءا على ما تقدم رأى المشاركون أن الجهد الذي نستطيع تقديمه يتلخص مبدئيا فيما يلي:
إتاحة خدمة الدعم والعلاج النفسي لمن يحتاجها سواءا عبر وسائط الاتصال المتنوعة، أو عبر الفحص الإكلينيكي بالعيادات لمن يريد، والتواجد قرب مواقع الأحداث، بحسب القدرة والاستطاعة، لتقديم الخدمة العلاجية مباشرة.
التواصل مع جماهير الشباب والشعب لتطوير الفهم والممارسة بصدد تحسين شروط وأفكار وخطط عملية التفاوض للوصول إلى أفضل نتائج ممكنة تجاوزا لأزمة ثقة واضحة بين أطرافه، ومناخات غير مواتية، وفجوة جيلية كبيرة تفرض فجوات في اللغات المستخدمة، والتصورات الحاكمة، وانطباعات تحتاج لتفكيك وتغيير.
وربما نستطيع أحيانا تلخيص ما لدينا في شكل وصايا للشباب والشعب الثائر، وجموع المتعاطفين مع الثورة، وزاد البعض كلاما عن توجيه وصايا للأطراف على الضفة الأخرى.
وتوافق المشاركون على إعلان عملهم هذا، وتوسيع دائرة الدعوة له، وسط المتخصصين من أطباء النفس أو علماء النفس والاختصاصيين النفسانيين، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وتم تشكيل مجموعة على الموقع الاجتماعي الفيسبوك لخدمة هذه الأهداف، واتفقنا على ظهر السبت القادم ليكون موعدا للاجتماع القادم للاتصال والتنسيق وحضور الاجتماع يرجي الاتصال على رقم الهاتف 0100089242
حضر الاجتماع:
أ.د أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر
أ.د إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي جامعة الإسماعيلية
د. خليل محمد فاضل استشاري الطب النفسي
أ.د وائل أبو هندي أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق
د. أحمد محمد عبد الله مدرس الطب النفسي جامعة الزقازيق
د. أحمد عاطف فايد أخصائي الطب النفسي مستشفى العباسية
والله الموفق لما فيه الخير
عنهم:
أ.د وائل أبو هندي
Dr. Wa-il AbouHendy
رئيس شعبة طب نفسي الطوارئ والكوارث
باتحاد الأطباء النفسانيين العرب
www.MaGaNiN.CoM