تراجعٌ وحيرة: فلترحل سيدي الرئيس: الآن، وليس بعد
"ظل الرئيس يترجح بين دور "الرئيس"، الذي كان أوضح ما يكون في زياراته الخارجية، وربما في سياسته الخارجية، وبين دور "الفتوة" (الخائف دون أن يعرف) (من فضلك هذا ليس تحليلا نفسيا فأنا ضد ذلك تماما تماما، هذه مجرد فروض مواطن مشارك مجتهد)، وكلما خاف: مدّ قانون الطوارئ، وكلما قام بزياراته للخارج، أو زاره أحد من الخارج، كان يمارس دور الرئيس دون تلوّث بدوريْ الفتوة أو البلطجة في كل ذلك، ثم جاءت الجراحة الأخيرة في ألمانيا، فاقترب القدر أكثر، وإذا بنا نفاجأ به شابا يتحدى، ويؤكد كفاءته الصحية بجهد لا يتوقف، وكأنه ينفي الزمن، ويتنكر للجراحة ومغزاها، ورفضت أن أتذكر "جلال صاحب الجلالة" (ملحمة الحرافيش أيضا).
لست أدري لماذا رفضت في تلك النشرة أن أتذكر "جلال صاحب الجلالة" الحكاية السابعة، الآن عرفت....
حين بدأت في كتابة نشرة اليوم رجعت إلى الرواية الأصل ملحمة الحرافيش، وإلى نقدي لها دورات الحياة وضلال الخلود، قرأت الحكاية السابعة كلها وكأني أقرأها لأول مرة، ثم قرأت نقدي للملحمة كلها، فجأة أشرق في وعيي تفسير مؤلم جدا لما يجري الآن، وأشفقت على السيد الرئيس، وقررت أن أنتقل إلى الجانب الآخر، بعد أن كنت أنصحنا وأنصحه أن يبقى هذه الشهور السبعة أو الثمانية، آمنت أن الأفضل له ولنا أن يغادر حالا إلى منتجعه في رأس الحكمة بالذات، وتأكد لي أن ذلك هو الأفضل جدا جدا بعد أن شاهدته في التلفزيون في اجتماعه الأخير مع نفس الناس جدا جدا جدا (ألم تبلغك الرسالة سيدي بعد كل هذا؟؟؟!!!)
سيادة الرئيس: ارحل، ليس من مصر، ولكن مما اضطروك إليه، ثم إني رفضت أن أمضي في التفسير والقياس أكثر من هذا حتى لا أتمادى فيما لا أرضاه.
حفظك الله سيدي راحلا، هادئا، حامدا، فلاحا مصريا مستغفرا أوّابا
إرحل يا سيدي، الآن، وكلي ألم
هذا أفضل لك ولي ولنا، لأنني رفضت تماما أن تنتهي كما وصلني من حدس شيخي في هذه الحكاية
عزيزي صديق الموقع:
إذا أردت أن تقرأ نشرة اليوم، فاقرأ هذه الكلمة مرتين ثم ارجع إلى الحكاية السابعة من ملحمة الحرافيش "جلال صاحب الجلالة"، ثم إلى نقدي لكل الملحمة، هكذا شرح لنا نجيب محفوظ الموقف كله.
آسف؛
لكن هذا هو الذي حدث،
لعلي أخطأت، وليرحم الله الجميع.
واقرأ أيضاً: