طالت أو قصرت المدة ستنتهي إن شاء الله ثورة 25 يناير ومهما كانت النهاية فالمؤكد أنه لا عودة إلى ما قبل 25 يناير.
ما حدث في ثورة 11 (على وزن ثورة 19) سيستغرق وقتا طويلا من التحليل النفسي والسياسي لما حدث وما أدى إلى هذه الثورة من شعب عرف عنه طول صبره كما يتضح من أمثاله الشعبية (اصبر على جار السوء يا يرحل يا تجيله مصيبة تاخده) ما الذي أدى بهذا الشعب إلى ما أسماه أستاذنا أحمد عكاشة "ثورة الجمال"، المهم الآن ما بعد الثورة فهو الذي يجب أن يفكر فيه كل مخلص لهذا البلد فالصعب في ما هو آت وليس فيما هو كائن.
كلنا يعرف ما أصاب الشخصية المصرية من تشويه على مدى 50 عاما بقصد أو بدون قصد من القائمين على الثقافة والتعليم والإعلام فكيف السبيل إلى الإصلاح.
أرى أن السبيل إلى ذلك هو العمل في طريقين:
أولا: وقف الإفساد والتشويه للشخصية المصرية من أول كى جي إلى الدكتوراه في التعليم والثقافة والإعلام.
ثانيا: وضع وتنفيذ خطة موضوعة على أسس علمية لإصلاح ما تم إفساده في خلال الخمسين سنة الماضية, يشترك في وضعها علماء التربية وعلم النفس والإعلام والثقافة.
الطريق الصعب ما زال أمامنا وترك الأمور للمقادير تسيرها كما تشاء فيه خطورة في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ مصر لأن حاجز الخوف قد زال ولو لم يتم إصلاح السلوك فسينتهي بنا الحال إلى ما لا يحمد عقباه.
ويتبع >>>>>>>: حديث ما بعد الثورة (2)
واقرأ أيضاً:
ساخن من مصر أيام الغضب الثلاثاء3 / حكاوي القهاوي (28) / لماذا بكى المصريون عبد الناصر بينما رفضوا مبارك؟