إيما لازار
هذي برقية من أحد الأقذار
لم يخترْ جنسا
أو لونًا
أو حتى اسمًا ما اختارْ
أن يولدَ في بلد الأقذارْ
إيما لازار
أمي سوداءْ
وأبي أسود !
والليلة كانت سوداءْ
وتدفقَ نهرُ الشهوة في الظلماءْ
يبصقُ في أحشاء القبر عواءْ !!
وصراخُ اللا شيءَ يُدَوِّي :
لا تفعلْ ... لا تفعلْ يا نذلُ !
لكنَّ الصوتَ يضيعُ هباءْ
الأمرُ قضاءْ
وهنالك لا يملكُ شيءٌ أن يختارْ
أن لا يولدَ في بلد الأقذارْ
إيما لازار
حينَ وُلِدتُ :
علمني أهلُ الحكمةِ أغنيةَ الضعفاءْ :
" الجنسُ اثنانْ ......،
واللون اثنانْ ،
والنعلُ الأبيضُ سيدُ أهلِ الأرضْ،
والظهرُ السافلُ عبدْ !،
لكنَّ الدورةَ حتمًا سوفَ تدورْ،
ويصيرُ الكل سواءْ....
لا شيءَ محال "
فليهتفْ كل السفلة للتمثالْ
وليسجدْ كل السفلة للتمثالْ
وهتفتُ :
يحيا التمثالْ ... يحيا التمثالْ !
إيما لازار
ضوءُ الشمس أسيرْ
والريحُ غبيٌّ وضريرْ
والأرضُ الملعونةُ تلدُ الموتْ
............... وتميتُ الموتْ
تبتلعُ الدمْ،
والماءَ المعجونَ بقطع اللحمْ
وتعود لكي تلدَ الموتْ
وتميتَ الموتْ
إيما لازارْ
العمرُ القادمُ بلُّور مشطوفْ
وعليه حروفْ،
ترقدُ عندَ الميناءْ
تتقيأ زيفًا وخرافهْ
وتحطمُ وهمَ العَـرَّافهْ
وتصيحُ تصيحْ :
" لا تسجدْ للصخرْ
لا تهتفْ للصخرْ
فالحضنُ الدافئُ وهمْ
والحريةُ وهمْ "
فليسقط تمثال الوهم
ولتسقطْ إيما لازارْ !
• إيما لازار هي الشاعرة الأمريكية التي كتبت السطور الشعرية الموجودة على قاعدة تمثال الحرية والتي تقول فيها "أيها البحر على صدري هناألقِ إلي بالخائفين، بالجائعين بالمحرومين من الحرية، فسوفَ أضمهم ... إلخ"
واقرأ أيضاً:
دمعَةُ القُدس / رسالة إلى غزة / قصيدة أصبحنا / رئيسُ جُمْهُورِيَّةِ الجنونْ / من قصيدة لبغداد