أريد له هجرا فيغلبني حبي
وأنوي،، ولكن لا يطاوعني قلبي
وكيف أطيق الصبر عنه وإنما
أرى الشعر للوجدان..... كالماء للعشب ِ
فكم شد من عزمٍ وبصَّرَ من عمًى
وأيقظَ من نومٍ وذلَّلَ من صعبِ
***
لقد بغَّضت لي الشعرَ في مصر شلةٌ.......
يبيعونهُ بالمال للبغْيِ والنهبِ
فكمْ سافحٍ قدْ لَـقَّبُوهُ بفاتحٍ
وكم من مسرف سموهُ ذا الكرَمِ الرحْبِ
وكم من فاجرٍ باغٍ مَشَوْا في رِكابهِ.......
وسمَّوهُ ليْثًا وهو أدنأُ من كلبِ
وكم ولغت في حرمة الناس كفُّهُ
فغطوا عليها.... كالخضابِ على الشيْب
إذا كان هذا دَيْدَنُ الشعر في الورى
فما هو إلا السمُّ في المشرب العذبِ
***
وثلةُ سوءٍ ظنتِ الشعرَ معدنًا
يصاغُ بجهْدٍ كالنحاس وكالصلبِ!!
فجاءوا به وزنا أجفَّ من الصفا
وأثقل من هجر علي مهجةِ الصَبِّ!
لئنْ نحتوهُ كالتمـاثيـل هيئةً،،
فمن لهمو بالروح والروح من ربي؟
***
وشرذمة أخرى سبى اليأس قلبهم
لليأس جندٌ كم يميت ُوكم يسبي؟
إذا عرضوا للشعب قال قنوطهم
عليلٌ قد استعصى على نطسِ الطبِّ
نسوا ما به من مكرمات كوامنٍ
كمون اللظى في الفحم والتبر في الترب!
لك الله شعبا سامَهُ جمعُ قلةٍ
فيالك من جمعٍ ويا لك من شعب
يريقُ دماهُ المُتْرَفونَ لِيَنْعَموُا
بها خمرة تحلو علي اللهو واللعب
يسيغونه لحما فإذا ما تمتعوا
رموه عظامًا كاد يقضي لها نحْبي
يساقُ إلى ما يشتهون كأنهُ
قطيعٌ وويلٌ للقطيعِ من الذئب ِ
***
وطائفةٌ أخرى أطاعوا هواهمو
فجازوا إلي اللذاتِ دربا إلي دربِ
يقولون: ليسَ المرء إلا فؤادهُ
وكيف يعيش المرءُ جسمًا بلا قلبِ؟
فغاصوا به في الغيد والحب والهوى
كأن لم يكن في القلب معنى سوى الحب!!!
إذا لم يكن في القلب دينٌ وهمةٌ
وبغْضٌ لطغيانٍ.. فما هو بالقلبِ!!
***
عجبت لهم قالوا : تماديت في المنى
وفي المثل العليا وفي المرتقى الصعب !!!
فأقصر ولا تجهد يراعَكَ إنما
ستبذر حَبا في ثرًى ليسَ بالخصبِ
فقلت لهم: مهلا فما اليأس شيمتي
سأبذر حَبي والثمارُ من الربِّ
إذا أنا أبلغت الرسالةَ جاهدًا
ولم أجد السمعَ المجيبَ فما ذنبي
***
وقفتك يا شعري علي الحق وحده
فإن لم أنلْ إلاه.. قلت لهم : حسبي
وإن قال غر ٌ: ثروتي قلت دعوتي
وإن قال لي حزبي أقول له: ربي
فعشْ كوكبًا يا شعرُ يهدِي إلي العُلا
ويَنْقَضُّ رجْمًا للشياطين كالشهْبِ !!!
1950
واقرأ أيضا:
عندما أموت / نهاية / لحن مدرستي / لا تفضحيني / دموع الياسمين