ما زلت بين ضِفَّتَيِّ الكتابْ................ أغْـتالُ أيَّـامي!،
مستقبل الوهم بقصر الضبابْ.............يَمْتَدُّ قُـدَّامي!!
حلْمٌ أناديهِ .... فيهوي الشبابْ ........في بئرِ أوهامي
حلمٌ لمنْ؟ والشيبُ في كل بابْ ........يجتـاز أحلامي،،
سعيا لإعدامي
كأنَّ ما غير كتابي سرابْ !!!
******
كم غبتُ عن عمري وغابتْ حياهْ ........عن كل ما حولي
كم ذبتُ في درسٍ لألقَى سواهْ ........قد ذاب من قبلي
في مَهْمَهِ النسيانِ ضاعتْ لُغَاهْ ........فاستنكرتْ عقلي
إن جاءها يرجو تناستْ رجاهْ ................ فأجَّجَت غِـلِّي،
فرحت من هولي:
أهْذِي وقولي، منْ صنيعِ الشفاهْ
******
الناس هل قاموا؟ وهل ذا نهارْ؟؟؟ ........أم ليلُ؟ لا أدري!
هل تلك شمسٌ أشرقتْ في الديارْ؟ ........أنوارُها تسري،،
والصوت في سمعي أصوتُ الصغارْ ........كلٌّ غَدَا يجري؟
أم أنَّ مصباحي...... وأقدامُ جار .............قد خادَعا فكري
مهما يكن أمري
ما كان رأسي عن كتابي يدار!!
******
زهراتُ عمري ترتوي من عَناءْ ........من أجل مأمولي
وهو الذي تخفِي ضلوعُ القضاءْ ........في صدر مجهولِ
إن لم تُحَمِّلْني الحظوظ الهناءْ، ........فالحزنُ محمولي
إنْ ما تعالتْ شهرتي للسماءْ............فالمرُّ موصولي
والعزف جندولي
في كل فِيْهٍ وهو نبعُ الشقاءْ!!
******
ما زالَ شـكٌّ في كيـاني يُـذابْ ........ يذري بأحلامي
يجلو بأيامي رهيب الصعابْ،، ........ صَدًّا لإقدامي!!
ما يَرْتجي عمري بدربِ العذابْ ........ما ذنب أعوامي؟
من أجلِ غيبٍ لم تزلْ في اكتئابْ ........تقتات أسقامي
من بين أقلامي
وصفحةٌ تُطْوَى وأخرى تُـجابْ!!
******
ضيَّعْتِ وقتي في حديثِ الهباءْ ........واللغو يا نفسي
ضيعتِ وقتي لوعةً واشْتِـكاءْ، ........كالنار في رأسي
هل خِلْتِ مني رجعةً للوراءْ ........والضعفِ واليأسِ؟
من بعد ما قاربَ دربي انتهاءْ ........من قسوةِ الدرسِ
للفجرِ للشمسِ
للحلمِ يا نفسي.... لثوبِ النقاءْ
******
ما كنتُ يا نفسي غَريرًا أنامْ ........ أو جاهلاً دربي
ما كنت مقهورا لجعل المرَامْ ........وقْفًا على الطبِّ
بل كان تحقيقا لأسمى مَــنامْ ........مِن عالمِ الغيْبِ
كم طافَ يمحو عن عيوني الظلامْ وارتاح في قلبي
إذ كنت في صحبي
ثوبي بياضٌ والتفاتي سلامْ
******
يكويك يا نفسي لهيب الجحيمْ؟........طولتُ إضرامَهْ
واليومَ كي أنسى العذابَ الأليمْ ........قررتُ إعدامَهْ
قررتُ أنْ أمشي الطريقَ القويمْ ........من غيرِ لوَّامَهْ
فالطبُّ ماذا غيرُ قلبٍ .. رحيمْ ........في جوفِ عَلاَّمَهْ
قد صاغَ أحلامَهْ
من غيرِ حلمٍ أجوفٍ بالنعيمْ؟
ولفوت "أشعار طالب أسود"
نوفمبر1984
واقرأ ايضًا:
وجوهٌ شتي !! / عسى..يا عَسى! / سببٌ مَبْـحُـوح ! / عجبٌ / من يشهدُ للعاشق؟؟؟