هل صدفــةٌ أنَّ اسمَـها آذار؟؟
أم قد رأوا ما أخفَـتِ الأقدارُ؟؟
هل صافحوا الأنسام يوم قدومها
أم عانقتهم في الدجى أنوارُ؟؟
أتذوقوا الترياق ملء شفاهها؟؟
أم في اللسان ترنمـت أوتارُ ؟؟
هل أدركوا ما قالت الأزهار يو/
م مجيئها أو ردت الأطيارُ؟؟؟
الزهر قال: أيا طيورُ استبشري
والطير رد: لتضحك الأزهارُ
آذار ... ما هذي عيونك إنما
ليـلٌ بـَهيمٌ قد حواهُ نهارُ
كم حار في سرِّ العيونِ شُوَيْعِرٌ
مثلي له في سرها أوطـارُ
يفني الليالي كي يفوزَ بسرها
والسر تفنى دونَهُ الأعمارُ
آذارُ إني بالمحـامِدِ مغـرمٌ
وتروقـني الأخلاقُ والأفكارُ
إن كان في عينيكِ سر واحدٌ
فلكم أحاطت قلبكمْ أسرارُ
***
قالت-وقد ملأ العتابُ عيونها-:
يا شاعري ... ما تنفعُ الأشعارُ ؟!
أتبيتُ تطربُ للعيونِ وسحرِها
وبَـني أبيكَ تحوطهُمْ أخطارُ؟؟
وتبيتُ تعبثُ بالقوافي لاهيًا
ونبيتُ تعبثُ بالقلوبِ النارُ؟!!
ماذا يفيدُ السحرُ عينًا قد رأتْ
وطَـنًا يباعُ.. وأمةً تنهارُ؟؟
ما عادَ في الأوطانِ شبرٌ واحدٌ
إلا عليهِ من الهمومِ حصارُ!!
أنَّـى حللْـنا فالمنازلُ ذلةٌ
ومتى ارْتَـحلنا فالمنازلُ عارُ
نحْيَا كما شاءَ العدو حياتنا!،
ونـموتُ كيف عدونا يختارُ!ّ
ماتتْ فوارِسُنا وتاهَ حِصانُنَا
فلكل عيرٍ قدْ خَلا المضْمارُ
كنا إذا الأسحارُ جاءتْ تلقنا
تحلو لنا الصلواتُ والأذكارُ
واليوم طفنا حول تَمْثالِ الهوى
ترثي لنا الآصالُ والأسحارُ!
يا شاعري .. فدعِ الصبابةَ والهوى
ولتبْكِ من كانوا لما قد صاروا
واجعلْ حروفَكَ أغنياتِ بنادقٍ
يشدو بـها إخوانُكَ الأحرارُ
فالصدقُ ما تروي شفاه مدافعٍ
والظنُّ ما قدْ قالت الأحبارُ
أنا ما نسيتكَ رغمَ خمسٍ قد مضت
لكنـها كأسُ الهمومِ تُدارُ
ما كان أجمل أرضِ -ليبيا- يوم أن
قد ضمَّنا بستانُـها المِـعْطارُ
كانت صحارَى قبل أن نأتي لها
فغَـدت جِـنانًا تحتها أنـهارُ
ولقد بكتْ شمسُ السماءِ وبدرُها
لـمَّـا سرتْ برحيلِنا الأخبارُ
فإذا القضا قد شاءَ كان لقاؤنا
مهما نأتْ وتنافرتْ أمـصارُ
وإذا أبَى فالروحُ ليس يحوطُها
قيدٌ ... وليسَ تردُّها أسوارُ
***
فأجبتها: لكمُ الهناءةُ والرضا
ما حـلَّ ليلٌ أو هَـلَّ نـهارُ
ولوالديكم ألف ألف تـحيةٍ
ولكل منْ حلتْ بـهمْ آذارُ
آذارُ...عذرًا إنْ وقفتُ ببابكمْ
يـجْتاحني التحنانُ والتذكارُ
أفلا أغني من تَـغَنَّتْ باسمها
الطيـرُ والأنسام والأزهـارُ؟؟
في القدس قد حط الفؤادُ رحالَهُ
ولكمْ هَـفَتْ لدروبها الأبصارُ
لا..لا تظنوا الشعرَ ليس بنافعٍ
كم نورتْ ظلمـاتِنَا أشعارُ
سَيُوَقِّعُ النهرُ الطروبُ مقالتي
ولسوف تشدُو بالقصيدِ بـحارُ
هل صدفةٌ أن اسـمها آذارُ؟
أم قد رأوا ما أخفت الأقدارُ؟
سمير الدهشان
(القصيدة فازت بالمركز الأول بمهرجان أسر الجامعات المصرية) (العام الجامعي 96 - 97)
واقرأ أيضاً:
حيُّوا الفتاة المسلمة / فِـقْـهُ الرَّغْـبَةِ / أنا والشعر / ألوان