تتوالى الأحداث في مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير عقب الثورة في تونس ثم في مصر.. ولكن يشاء الله أن تندلع الأحداث في ليبيا لتجعلها أكثر النقاط سخونة بعد أن سالت الدماء في شوارع مدنها في الشرق والغرب بغزارة وبصورة لا يكاد يصدقها العقل.. ومن الأمور المثيرة ونحن نتابع أحداث ليبيا على وجهة الخصوص الأسلوب الغريب والفريد الذي يتعامل بيه رأس النظام هناك الذي أعطى نفسه صفة فوق وضع الرئيس أو القائد وهو لقب "الزعيم".
ولقد وردت على خاطري فكرة، رأيت أن اطرحها للمناقشة من خلال عرضها على زملاء المهنة من منبر شبكة العلوم النفسية العربية.. فقد كنت أراجع بعض الموضوعات التي قمت بنشرها في الصحف وعلى مواقع الانترنت قبيل توقفي عن الكتابة في الموضوعات النفسية الخاصة والعامة مع قيام ثورة تونس ومن بعدها ثورة مصر, وقد لفت نظري مقال اقترحت فيه ضرورة الفحص النفسي لسائقي السيارات كوسيلة للحد من مشكلة حوادث الطرق المتفاقمة في مصر والتي تحصد أرواح أكثر من 10 آلاف شخص سنويا بالإضافة إلى حوالي 30 إلف مصاب، وكان العامل البشرى المتعلق بقائدي السيارات هو السبب الرئيسي في هذه الحوادث وما تسببه من ضحايا وخسائر.
والفكرة التي اطرحها للمناقشة هنا هي اقتراح بضرورة إجراء الفحوص النفسية وتقييم الحالة العقلية لرؤساء وقادة و"زعماء" الدول في المنطقة التي نعيش فيها على وجه الخصوص.. وأهمية أن يتم ذلك بشكل دوري للتأكد من سلامة القرارات التي يتخذها هؤلاء والتي تتعلق بمصائر البشر من شعوبهم.. ولعلى الدافع لي إلى إثارة هذه القضية التي أعلم أن تطبيقها ليس بالأمر اليسير هو ما لاحظناه على مدى الأسابيع الماضية بالنسبة لأداء هؤلاء الحكام.. فالاستخدام المفرط للقوة في ليبيا والتصرفات المرضية التي تتسم بالرعونة وسوء تقدير الواقع التي نجم عنها حمامات الدم التي أثارت مشاعرنا جميعا هناك.. ومن قبل ذلك ما حدث في تونس ومصر من قرارات غير منطقية للحكام خصوصا في أخر عهدهم في السلطة التي بقى فيها كل منهم لفترات طويلة من الزمن.. وهذا ما دفعني إلى عرض هذا الاقتراح بضرورة إجراء الفحوص والتقييم النفسي لهؤلاء الحكام.. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك فهو أمر متروك لزملاء المهنة في الطب النفسي وعلم النفس.. وليس ذلك سوى مجرد فكرة أطرحها للمناقشة.
آخر الكلام: المثل المعروف
"شر البلية ما يضحك".. بدأ يلح على خاطري بشدة وأنا أستمع للخطاب الحماسي المثير ل.." الزعيم" الليبي.. وتخيلت جمعا من المتظاهرين يهتفون: "الشعب... يريد... علاج الرئيس." !!!! مع تحياتي
-وإن بدت مسألة طريفة أو عبثية.. فلكم المعذرة على تقديمها في الظرف الحالي ونحن نتابع ما يجري في ليبيا على هذا النحو..-
واقرأ أيضاً:
القذافي مجنون أم مجرم أم ذا وذا؟ / بين أمجاد الغرب، وأوهام العرب / حكاوي القهاوي (32)