من خلال معرفتنا السيكولوجية والتمحيص (ولو عن بعد) في شخصية معمر القذافي التي تتبدى فيها أعراض المرض النفسي وذهان العظمة (من مثل: نرجسيته المفرطة، الألقاب العظيمة التي يطلقها على ذاته، الدعوة إلى اتباعه للوصول إلى النجاح والمجد، الكتاب الأخضر الذي يصلح لكل شيء، نظرته الدونية لغيره من الناس ووصفهم بأسماء حيوانات وألقاب دونية من مثل ما تجلى في خطابه الأخير، وغيرها من تصرفاته الغريبة وأرائه الشاذة المعتزة بذاتها وإنجازاتها....)، فإن دورنا نحن الأطباء النفسانيين والأخصائيين النفسانيين حاسم في كيفية تسيير الأحداث على كافة الأصعدة وتوجيهها والتنبؤ بتصرفات هذه الحالة النفسمرضية لذا علينا أخذ زمام المبادرة...
لقد استعمل الأستاذ أحمد محمد النابلسي في مقال له حول قوة تأثير الوسائل الإعلامية في التغيير في مصر وتونس مصطلح "NETWAR" ، وإنه من خلال المعطيات الليبية الخاصة مع القذافي أرى أنه سيرافقه مصطلح آخر هو "PSYWAR" .
إن التنبؤ الذي يتصور لي في حال انفلات الأمور وعدم مراعاة الخصوصية لشخصية القذافي وانحصار الدعم الشعبي والعسكري له وفي حالة بلوغه درجة اليأس:
- أن يلجأ لـ"الانتقــام" من كل الناس الصديق والعدو.....
- "تدميـر الإنجـازات" الصناعية والفنية من مثل النهر الصناعي العظيم لأنها له وستذهب معه
- تدمير حقول النفط
- وأمر آخر أتمنى ألا تتوفر وسائله وأن يخطئ تنبؤي هو استعمال الأسلحة الكيماوية وتكرار السيناريو إلى حلبجة ليبية.
أعتقد أن لا مفر من أخذ مثل هذه التوقعات المرعبة فعلا، في الحسبان ووضع كل الاحتياطات اللازمة لتجنب حدوثها. إن الاكتفاء بالانتظار إلى حين استقالة القذافي أو استسلامه، هو بتقديري تجاهل لسيكولوجية هذا الرجل إضافة لكونه سذاجة فكرية وسياسية، إن هذا النوع من "الفسيفساء الشخصية" تدفعنا إلى افتراض نهاية كان توقعها أقرب مرافقيه وهو وزير داخليته المستقيل.. وهي الاغتيال أو الانتحار
إنه ليندى الجبين، وتعتصر القلوب حزننا على الدماء التي سالت ولا تزال... آملين انفراجها وعودة السلام والاطمئنان.
اقرأ أيضاً: