حوار.. في أسئلة واجوية..
(في حديث صحفي مترجم حول الجوانب النفسية لثورة مصر مع أحد المواقع الأجنبية)
إحدى اللقطات من مظاهرات الإسكندرية بمحطة الرمل أمام مسجد القائد إبراهيم.. شاركت فيها مع الشباب.. ومحتوى اللافتات لا يخلو من الطرافة.
قبل 25 كان الناس يشتكون بعضهم البعض والكل كان يرى أن هذا الجيل جيل فاسد لا يصلح لأن يدير الحياة السياسية ما الذي تسبب في هذا المنظور برأيك بعد رؤيتك لما حدث في 25 يناير؟
شهدت البلاد الكثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أدت إلى ظهور السلبيات وحالة عامة من الإحباط الفردي والجماعي ترتب عليها شعور اللامبالاة وعدم الانتماء لدى قطاعات متعددة في المجتمع وخصوصاً الشباب الذي غاب عن المشاركة بأي دور فاعل على مدى سنوات.
هل من الممكن أن تقول أن الثورة نفضت التراب من على أخلاق ومبادئ الإنسان المصري؟ ماذا غيرت فينا؟ كيف فعلت ذلك؟
كان للثورة أثر واضح بما يشبه الزلزال الذي هز مشاعر المجتمع بما فيه الكتلة الحرجة التي غابت عن المشاركة في الشأن العام على مدى عقود سابقة، وكان عنصر المفاجأة في قيادة الثورة بواسطة قطاع من الشباب لم تكن له سابقة في الحياة السياسية وتمكن من قيادة الجماهير من كل القطاعات فكانت عنصر النجاح لهذه الثورة.
هذه الثورة غيرت من رؤيتنا للصفات الشخصية لمن يقوم بثورة وذلك للإنسان العادي، لكن من وجهة نظركم كمتخصص هل ترى شروطا عامة محددة للشخصية الثائرة الناجحة؟
غيرت هذه الثورة المفاهيم السائدة حيث أنها بدأت بمبادرة جماعية لشباب تمكنوا من العلم ووسائل الإتصال واجتمعوا على أهداف آمنوا بها فكان الإستثناء في نجاح هذه الثورة دون قائد محدد يتمتع بمواصفات القيادة فكانت مثالاً لعمل الفريق الجماعي.
كيف نستقر نفسيا بعد الأزمة؟
أتي الاستقرار بمرور الوقت وتزايد المشاعر الإيجابية نتيجة للمكاسب النفسية والمعنوية التي حققتها الثورة والأمل التي بعثته بعد أن حركت المياه الراكدة.
هناك العديد من الأصوات المتشائمة على الرغم من أن الأيام قد أثبتت عكس ما يتوقعه المتشائمون فماذا برأيك سبب هذا التشاؤم المستمر على الرغم من النتائج الممتازة التي لم يتوقعها أحد؟
إن أي تغيير في نمط الحياة يتضمن بعض الصعوبات والهزات على المستوى الفردي والجماعي ولكن التغيير سمة حضارة ويؤدي دائماً إلى التقدم كما يقول المثل الإنجليزي:Not every change is an improvement, but every improvement is a change.
هل هذه فرصة الإبداع للشعب المصري؟
نعم.. فالثورة دائماً تتضمن الإلهام لتفجر طاقات كثيرة لم تكن تظهر من قبل والمثال على ذلك الإرادة الصلبة، العزيمة القوية والتفكير الإيجابي للشباب في كل مراحل الثورة منذ بدايتها وحتى تحققت أهدافها تباعاً.
بعد أن سقط النظام وجدنا أن أمراضا نفسية عديدة كان هو سببا مباشرا لها فهل تعتقد برأيك أن المشاكل السلوكية والنفسية التي تعاني منها دول عربية أخرى سببها الرئيسي أيضا النظام الحاكم؟ وهل ترى من سبل لتعديل الأنظمة لتوجهاتها لتصحيح مسارها قبل تفاقم الأوضاع بها؟
بالتأكيد فإن الكثير من الضغوط النفسية التي تؤدي إلى المشكلات السلوكية والاجتماعية والنفسية تكون بسبب الفساد في النظام الحاكم ويمكن تصحيح هذا الوضع حين يتوفر عنصر الإدراك للاحتياجات المعيشية والمعنوية للمواطن وتوفير مناخ من الأمن والاستقرار والحرية.
العرب في الخارج يعانون من المهانة والاضطهاد فهل مثل هذه الثورة قد تؤثر في تغيير هذا الوضع وتجعلهم أكثر استقرارا؟
الآثار المترتبة على هذه الثورة ستكون عميقة وإيجابية على النواحي النفسية وستؤدي بالتأكيد إلى رفع الروح المعنوية وشعور غير مسبوق بالاعتزاز والثقة بالنفس لدى المصريين والعرب عموماً.
الدول الأجنبية تعاني من الهجرة غير الشرعية، فهل تظن أن مساندة هذه الدول للأنظمة الديكتاتورية هو أحد أسباب تفاقم هذه الأزمة؟ وهل ترى أن دعم استقرار الشعوب المقهورة واستيفاء مطالب الشعوب النامية قد يكون حلا فعالا بدلا من دعم نظام القهر؟
من المتوقع عقب نجاح ثورة مصر وتونس وما يحتمل أيتبعها من ثورات مماثلة في دول العالم الثالث أن يكون ذلك حلاً للمشكلات الاقتصادية والظروف الاجتماعية المتردية والضاغطة التي دفعت إلى ظهور مشكلة الهجرة غير الشرعية بحثاً عن لقمة العيش والاستقرار في مجتمع أفضل، والحل يكون بدعم التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى التنمية وفرص الحياة المعقولة في الدول الفقيرة.
الرئيس السابق حسني مبارك تعامل مع الأزمة بشكل منتقد فالشعب قد لمس في تعامله سوء احترام له لذا لم يجد الشعب بدا إلا خلعه فبماذا تنصح حكام الدول التي تقع تحت نظام ديكتاتوري؟
لا شك أن النظام الديكتاتوري السابق قد تعامل مع الموقف قبل وأثناء الثورة بالكثير من التخبط والحمق في إدارة الأزمة وتفهم موقف الثوار ومتطلباتهم المشروعة وذلك بسبب طول البقاء في السلطة والعجز عن فهم احتياجات الجماهير وعدم المبالاة بجموع الشعب والاعتماد على القبضة الحديدية والقمع كوسيلة للبقاء في السلطة وهذا درس لأي نظام آخر في التعامل مع مثل هذا الوضع.
آخر الكلام: قالوا عن الثورة المصرية:
باراك أوبامل: يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر
رئيس وزراء ايطاليا: لا جديد في مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة
ستولتنبرج رئيس الوزراء النرويجي: اليوم كلنا مصريين
هاينز فيشر رئيس النمسا: شعب مصر أعظم شعوب الأرض، ويستحق جائزة نوبل ل...لسلام
رئيس وزراء بريطانيا: يجب أن ندرس الثورة المصرية في المدارس
السي أن أن: لأول مرة في التاريخ نرى شعب يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها
واقرأ أيضاً:
حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!
(في حديث صحفي مترجم حول الجوانب النفسية لثورة مصر مع أحد المواقع الأجنبية)
إحدى اللقطات من مظاهرات الإسكندرية بمحطة الرمل أمام مسجد القائد إبراهيم.. شاركت فيها مع الشباب.. ومحتوى اللافتات لا يخلو من الطرافة.
قبل 25 كان الناس يشتكون بعضهم البعض والكل كان يرى أن هذا الجيل جيل فاسد لا يصلح لأن يدير الحياة السياسية ما الذي تسبب في هذا المنظور برأيك بعد رؤيتك لما حدث في 25 يناير؟
شهدت البلاد الكثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أدت إلى ظهور السلبيات وحالة عامة من الإحباط الفردي والجماعي ترتب عليها شعور اللامبالاة وعدم الانتماء لدى قطاعات متعددة في المجتمع وخصوصاً الشباب الذي غاب عن المشاركة بأي دور فاعل على مدى سنوات.
هل من الممكن أن تقول أن الثورة نفضت التراب من على أخلاق ومبادئ الإنسان المصري؟ ماذا غيرت فينا؟ كيف فعلت ذلك؟
كان للثورة أثر واضح بما يشبه الزلزال الذي هز مشاعر المجتمع بما فيه الكتلة الحرجة التي غابت عن المشاركة في الشأن العام على مدى عقود سابقة، وكان عنصر المفاجأة في قيادة الثورة بواسطة قطاع من الشباب لم تكن له سابقة في الحياة السياسية وتمكن من قيادة الجماهير من كل القطاعات فكانت عنصر النجاح لهذه الثورة.
هذه الثورة غيرت من رؤيتنا للصفات الشخصية لمن يقوم بثورة وذلك للإنسان العادي، لكن من وجهة نظركم كمتخصص هل ترى شروطا عامة محددة للشخصية الثائرة الناجحة؟
غيرت هذه الثورة المفاهيم السائدة حيث أنها بدأت بمبادرة جماعية لشباب تمكنوا من العلم ووسائل الإتصال واجتمعوا على أهداف آمنوا بها فكان الإستثناء في نجاح هذه الثورة دون قائد محدد يتمتع بمواصفات القيادة فكانت مثالاً لعمل الفريق الجماعي.
كيف نستقر نفسيا بعد الأزمة؟
أتي الاستقرار بمرور الوقت وتزايد المشاعر الإيجابية نتيجة للمكاسب النفسية والمعنوية التي حققتها الثورة والأمل التي بعثته بعد أن حركت المياه الراكدة.
هناك العديد من الأصوات المتشائمة على الرغم من أن الأيام قد أثبتت عكس ما يتوقعه المتشائمون فماذا برأيك سبب هذا التشاؤم المستمر على الرغم من النتائج الممتازة التي لم يتوقعها أحد؟
إن أي تغيير في نمط الحياة يتضمن بعض الصعوبات والهزات على المستوى الفردي والجماعي ولكن التغيير سمة حضارة ويؤدي دائماً إلى التقدم كما يقول المثل الإنجليزي:Not every change is an improvement, but every improvement is a change.
هل هذه فرصة الإبداع للشعب المصري؟
نعم.. فالثورة دائماً تتضمن الإلهام لتفجر طاقات كثيرة لم تكن تظهر من قبل والمثال على ذلك الإرادة الصلبة، العزيمة القوية والتفكير الإيجابي للشباب في كل مراحل الثورة منذ بدايتها وحتى تحققت أهدافها تباعاً.
بعد أن سقط النظام وجدنا أن أمراضا نفسية عديدة كان هو سببا مباشرا لها فهل تعتقد برأيك أن المشاكل السلوكية والنفسية التي تعاني منها دول عربية أخرى سببها الرئيسي أيضا النظام الحاكم؟ وهل ترى من سبل لتعديل الأنظمة لتوجهاتها لتصحيح مسارها قبل تفاقم الأوضاع بها؟
بالتأكيد فإن الكثير من الضغوط النفسية التي تؤدي إلى المشكلات السلوكية والاجتماعية والنفسية تكون بسبب الفساد في النظام الحاكم ويمكن تصحيح هذا الوضع حين يتوفر عنصر الإدراك للاحتياجات المعيشية والمعنوية للمواطن وتوفير مناخ من الأمن والاستقرار والحرية.
العرب في الخارج يعانون من المهانة والاضطهاد فهل مثل هذه الثورة قد تؤثر في تغيير هذا الوضع وتجعلهم أكثر استقرارا؟
الآثار المترتبة على هذه الثورة ستكون عميقة وإيجابية على النواحي النفسية وستؤدي بالتأكيد إلى رفع الروح المعنوية وشعور غير مسبوق بالاعتزاز والثقة بالنفس لدى المصريين والعرب عموماً.
الدول الأجنبية تعاني من الهجرة غير الشرعية، فهل تظن أن مساندة هذه الدول للأنظمة الديكتاتورية هو أحد أسباب تفاقم هذه الأزمة؟ وهل ترى أن دعم استقرار الشعوب المقهورة واستيفاء مطالب الشعوب النامية قد يكون حلا فعالا بدلا من دعم نظام القهر؟
من المتوقع عقب نجاح ثورة مصر وتونس وما يحتمل أيتبعها من ثورات مماثلة في دول العالم الثالث أن يكون ذلك حلاً للمشكلات الاقتصادية والظروف الاجتماعية المتردية والضاغطة التي دفعت إلى ظهور مشكلة الهجرة غير الشرعية بحثاً عن لقمة العيش والاستقرار في مجتمع أفضل، والحل يكون بدعم التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى التنمية وفرص الحياة المعقولة في الدول الفقيرة.
الرئيس السابق حسني مبارك تعامل مع الأزمة بشكل منتقد فالشعب قد لمس في تعامله سوء احترام له لذا لم يجد الشعب بدا إلا خلعه فبماذا تنصح حكام الدول التي تقع تحت نظام ديكتاتوري؟
لا شك أن النظام الديكتاتوري السابق قد تعامل مع الموقف قبل وأثناء الثورة بالكثير من التخبط والحمق في إدارة الأزمة وتفهم موقف الثوار ومتطلباتهم المشروعة وذلك بسبب طول البقاء في السلطة والعجز عن فهم احتياجات الجماهير وعدم المبالاة بجموع الشعب والاعتماد على القبضة الحديدية والقمع كوسيلة للبقاء في السلطة وهذا درس لأي نظام آخر في التعامل مع مثل هذا الوضع.
آخر الكلام: قالوا عن الثورة المصرية:
باراك أوبامل: يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر
رئيس وزراء ايطاليا: لا جديد في مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة
ستولتنبرج رئيس الوزراء النرويجي: اليوم كلنا مصريين
هاينز فيشر رئيس النمسا: شعب مصر أعظم شعوب الأرض، ويستحق جائزة نوبل ل...لسلام
رئيس وزراء بريطانيا: يجب أن ندرس الثورة المصرية في المدارس
السي أن أن: لأول مرة في التاريخ نرى شعب يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها
واقرأ أيضاً:
حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!