دروس في الحرب النفسية مستفادة من ثورة مصر 25 يناير 2011
إن ما حدث في هذه الثورة خلال عشرين يوما تقريبا من أساليب الحرب النفسية يجب أن يُدرس وأن نقف أمامه لنرى فنون الخداع وطرق الضغط على المتظاهرين وعلى الشعب لكي يكفوا عن مطالبهم ويقلعوا عن تظاهراتهم...
فيما يلي عرض موجز لأساليب الحرب النفسية المختلفة (القديم منها والحديث) التي استخدمت في محاولات قمع وإيقاف هذه المظاهرات وإجهاض هذه الثورة:
1) قطع شبكات الانترنت والتليفونات المحمولة والرسائل النصية لتصعيب التواصل بين الناس.
2) انتشار قوات الأمن لصد مظاهرات الاحتجاج وذلك باستخدام (قنابل مسيلة للدموع – رصاص مطاطي – الرش بالمياه) بهدف تفرقة مجموعات المتظاهرين.
3) هجوم فريق الخيالة بالجمال والخيول على صفوف المتظاهرين وضربهم بهدف التفرقة وإثارة الرعب والفزع.
4) إلقاء الحجارة والطوب والقذائف النارية على المتظاهرين لإخافتهم حتى يفروا.
5) ارتداء بعض عناصر قوات الأمن والشرطة الزي المدني وضرب المتظاهرين بعنف وشراسة.
6) إطلاق سراح المساجين والمجرمين من السجون والإعلان عن ذلك لإثارة الفوضى وبث الخوف والهلع بين المواطنين.
7) إشعال الحرائق في بعض المباني الحكومية وسرقة بعض المحال التجارية وتلفيق هذه الجرائم للمتظاهرين بهدف كسب الرأي العام العالمي.
8) قطع بث بعض القنوات الفضائية التي تنقل بالصورة والصوت حقائق عما يحدث في الشارع المصري حتى لا يعرف المواطنين هول الجرائم المفتعلة.
9) تضليل الشعب عن الحقائق بواسطة نشرات الأخبار وصدور البيانات المخالفة للوقائع وذلك بعرضها وقولها في المذياع والقنوات التليفزيونية المحلية.
10) إخفاء الحقائق ونشر بعض الأخبار المضللة والخادعة في الصحف والمجلات القومية.
11) إثارة ونشر الشائعات الكاذبة بين أفراد الشعب بواسطة اندساس بعض المغرضين وأصحاب المصالح في صفوف المتظاهرين.
12) افتعال بعض المأجورين تظاهرات صغيرة مؤيده للنظام الفاسد السابق.
13) اختفاء بعض عناصر الشباب الثوري وأصبحوا في عداد المفقودين
14) الضغط على شبكات الموبايل لإرسال رسائل قصيرة تعني كذبا صلاحية النظام الحاكم.
15) الضغط على بعض الدول لقطع بث القنوات الفضائية التي تنشر تفاصيل الحقائق.
16) تحليق طائرات حربية ومروحية فوق جماهير المتطاهرين لبث الخوف والرعب بينهم.
17) تحريض بعض الفنانين المنافقين للهجوم الكلامي وإطلاق الشائعات على المتظاهرين.
18) القبض على كثير من شباب المظاهرات وحبسهم في المعتقلات .
بعد هذا السرد لما حدث في ثورة الشباب المصرية 25 يناير 2011 نخلص إلى أن أهداف كل هذه الأساليب التي استخدمت في الحرب النفسية كانت: [الخداع – إثارة القلق باستخدام وسائل غير مألوفة – خلق قوة وهمية لا تقهر - التهديد بواسطة التسليح – بث الذعر وإطلاق الشائعات – التحقير من قوة الشعب والمواطنين – الوعود الكاذبة – إثارة الفتن الدينية والعقائدية...]
رؤية نفسية لأسباب نجاح الثورة
بالرغم من عشرات الطرق والأساليب التي استخدمت كحرب نفسية خلال أيام ثورة الشباب إلا إنها جميعا فشلت في تبديد وإخماد هذه الثورة...
ونجحت الثورة، لماذا؟؟
إنها كانت صرخـــــــة... صرخت الشعب المصري... صرخة تشبه صرخت الميلاد... صرخة خرجت من الأعماق بعد كبت طويل ومرير، فالشعب يقول أنا في ميلاد جديد.. أنا موجود ولي حقوق لابد من أخذها والحصول عليها.. وهذا لا يأتي إلا بالثورة والصمود في مواجهة الفساد حتى نيل المطالب.
إن سيكولوجية الشعوب يجب أن تعاد صياغتها بعد ثورة الشباب المصرية، إننا نرى نشوة الشعب المجسمة في الشباب فأثناء تظاهراتهم يضحكون ويغنون ويرقصون ويتزوجون أيضا هناك في الميدان، يواجهون الاستفزاز بسلوك أكثر استفزازية وهو أسلوب معروف في الحرب النفسية، مشاعر النشوة ترجع إلى أنهم وجدوا من يستمع لهم ويستجيب لمطالبهم مما زاد من تصميمهم على نيل مطالبهم وتحقيق هدفهم، إن احتجاج الشباب ورفضهم الفساد ظاهرة تحمل في طياتها (الإصرار والعزيمة والصبر والمثابرة)... إصرار في تحقيق ذات الشعب وإثبات الثقة وتلبية الرغبة، والعزيمة في قوة التحمل والصمود أمام مواجهة أساليب الحرب النفسية المخادعة، والصبر في سلمية التعبير عن المشاعر، والمثابرة في سلامة تظاهراته. كانت هذه الصفات من أهم العوامل النفسية التي تسببت في نجاح الثورة.
سمة ظاهرة نفسية أخرى كانت سببا في النجاح... هي المنظومة المعرفية لدى هؤلاء الشباب التي أكسبتهم مقاومة وجعلتهم لا ينخدعون بحيل الحرب النفسية... فهم يعرفون ماذا يريدون، إنهم يفكرون بايجابية بعيدا عن القهر والكبت والإحباط والخوف والسلبية... وهذا يعني أن الشعب أخيرا تخطى مرحلة الهوية والبحث عن الذات ووصل إلى مرحلة الرشد بعد سنوات ظلام وضياع كثيرة وطويلة، مما يشير إلى أنه أصبح ناضجا على المستوى الفكري والعاطفي والسلوكي.
مردود بعض دول العالم على نجاح الثورة المصرية (سي إن إن):
مانشيت صحيفة إيطالية "المصريون فعلوا ذلك بأمنهم، فما بالك بمن يحتل أرضهم!!"
باراك أوبامل: يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر
رئيس وزراء ايطاليا: لا جديد في مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة
ستولتنبرج رئيس الوزراء النرويجي: اليوم كلنا مصريين
هاينز فيشر رئيس النمسا: شعب مصر أعظم شعوب الأرض، ويستحق جائزة نوبل ل...لسلام
رئيس وزراء بريطانيا: يجب أن ندرس الثورة المصرية في المدارس
السي أن أن: لأول مرة في التاريخ نرى شعب يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها
إن ما يحدث يجب أن يسجل في تاريخ البشرية فقد يكون حدثا للمرة الأولى والأخيرة، وربما يكون للمرة الأولى ولكنها ليست الأخيرة... فهنيئا لنا جميعا على حرية الشعوب والأفراد.
واقرأ أيضاً:
الثورة تضرب على قفاها/ مفهوم الحرب النفسية/ الحرب النفسية وغسيل الدماغ/ حكاوي القهاوي
إن ما حدث في هذه الثورة خلال عشرين يوما تقريبا من أساليب الحرب النفسية يجب أن يُدرس وأن نقف أمامه لنرى فنون الخداع وطرق الضغط على المتظاهرين وعلى الشعب لكي يكفوا عن مطالبهم ويقلعوا عن تظاهراتهم...
فيما يلي عرض موجز لأساليب الحرب النفسية المختلفة (القديم منها والحديث) التي استخدمت في محاولات قمع وإيقاف هذه المظاهرات وإجهاض هذه الثورة:
1) قطع شبكات الانترنت والتليفونات المحمولة والرسائل النصية لتصعيب التواصل بين الناس.
2) انتشار قوات الأمن لصد مظاهرات الاحتجاج وذلك باستخدام (قنابل مسيلة للدموع – رصاص مطاطي – الرش بالمياه) بهدف تفرقة مجموعات المتظاهرين.
3) هجوم فريق الخيالة بالجمال والخيول على صفوف المتظاهرين وضربهم بهدف التفرقة وإثارة الرعب والفزع.
4) إلقاء الحجارة والطوب والقذائف النارية على المتظاهرين لإخافتهم حتى يفروا.
5) ارتداء بعض عناصر قوات الأمن والشرطة الزي المدني وضرب المتظاهرين بعنف وشراسة.
6) إطلاق سراح المساجين والمجرمين من السجون والإعلان عن ذلك لإثارة الفوضى وبث الخوف والهلع بين المواطنين.
7) إشعال الحرائق في بعض المباني الحكومية وسرقة بعض المحال التجارية وتلفيق هذه الجرائم للمتظاهرين بهدف كسب الرأي العام العالمي.
8) قطع بث بعض القنوات الفضائية التي تنقل بالصورة والصوت حقائق عما يحدث في الشارع المصري حتى لا يعرف المواطنين هول الجرائم المفتعلة.
9) تضليل الشعب عن الحقائق بواسطة نشرات الأخبار وصدور البيانات المخالفة للوقائع وذلك بعرضها وقولها في المذياع والقنوات التليفزيونية المحلية.
10) إخفاء الحقائق ونشر بعض الأخبار المضللة والخادعة في الصحف والمجلات القومية.
11) إثارة ونشر الشائعات الكاذبة بين أفراد الشعب بواسطة اندساس بعض المغرضين وأصحاب المصالح في صفوف المتظاهرين.
12) افتعال بعض المأجورين تظاهرات صغيرة مؤيده للنظام الفاسد السابق.
13) اختفاء بعض عناصر الشباب الثوري وأصبحوا في عداد المفقودين
14) الضغط على شبكات الموبايل لإرسال رسائل قصيرة تعني كذبا صلاحية النظام الحاكم.
15) الضغط على بعض الدول لقطع بث القنوات الفضائية التي تنشر تفاصيل الحقائق.
16) تحليق طائرات حربية ومروحية فوق جماهير المتطاهرين لبث الخوف والرعب بينهم.
17) تحريض بعض الفنانين المنافقين للهجوم الكلامي وإطلاق الشائعات على المتظاهرين.
18) القبض على كثير من شباب المظاهرات وحبسهم في المعتقلات .
بعد هذا السرد لما حدث في ثورة الشباب المصرية 25 يناير 2011 نخلص إلى أن أهداف كل هذه الأساليب التي استخدمت في الحرب النفسية كانت: [الخداع – إثارة القلق باستخدام وسائل غير مألوفة – خلق قوة وهمية لا تقهر - التهديد بواسطة التسليح – بث الذعر وإطلاق الشائعات – التحقير من قوة الشعب والمواطنين – الوعود الكاذبة – إثارة الفتن الدينية والعقائدية...]
رؤية نفسية لأسباب نجاح الثورة
بالرغم من عشرات الطرق والأساليب التي استخدمت كحرب نفسية خلال أيام ثورة الشباب إلا إنها جميعا فشلت في تبديد وإخماد هذه الثورة...
ونجحت الثورة، لماذا؟؟
إنها كانت صرخـــــــة... صرخت الشعب المصري... صرخة تشبه صرخت الميلاد... صرخة خرجت من الأعماق بعد كبت طويل ومرير، فالشعب يقول أنا في ميلاد جديد.. أنا موجود ولي حقوق لابد من أخذها والحصول عليها.. وهذا لا يأتي إلا بالثورة والصمود في مواجهة الفساد حتى نيل المطالب.
إن سيكولوجية الشعوب يجب أن تعاد صياغتها بعد ثورة الشباب المصرية، إننا نرى نشوة الشعب المجسمة في الشباب فأثناء تظاهراتهم يضحكون ويغنون ويرقصون ويتزوجون أيضا هناك في الميدان، يواجهون الاستفزاز بسلوك أكثر استفزازية وهو أسلوب معروف في الحرب النفسية، مشاعر النشوة ترجع إلى أنهم وجدوا من يستمع لهم ويستجيب لمطالبهم مما زاد من تصميمهم على نيل مطالبهم وتحقيق هدفهم، إن احتجاج الشباب ورفضهم الفساد ظاهرة تحمل في طياتها (الإصرار والعزيمة والصبر والمثابرة)... إصرار في تحقيق ذات الشعب وإثبات الثقة وتلبية الرغبة، والعزيمة في قوة التحمل والصمود أمام مواجهة أساليب الحرب النفسية المخادعة، والصبر في سلمية التعبير عن المشاعر، والمثابرة في سلامة تظاهراته. كانت هذه الصفات من أهم العوامل النفسية التي تسببت في نجاح الثورة.
سمة ظاهرة نفسية أخرى كانت سببا في النجاح... هي المنظومة المعرفية لدى هؤلاء الشباب التي أكسبتهم مقاومة وجعلتهم لا ينخدعون بحيل الحرب النفسية... فهم يعرفون ماذا يريدون، إنهم يفكرون بايجابية بعيدا عن القهر والكبت والإحباط والخوف والسلبية... وهذا يعني أن الشعب أخيرا تخطى مرحلة الهوية والبحث عن الذات ووصل إلى مرحلة الرشد بعد سنوات ظلام وضياع كثيرة وطويلة، مما يشير إلى أنه أصبح ناضجا على المستوى الفكري والعاطفي والسلوكي.
مردود بعض دول العالم على نجاح الثورة المصرية (سي إن إن):
مانشيت صحيفة إيطالية "المصريون فعلوا ذلك بأمنهم، فما بالك بمن يحتل أرضهم!!"
باراك أوبامل: يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر
رئيس وزراء ايطاليا: لا جديد في مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة
ستولتنبرج رئيس الوزراء النرويجي: اليوم كلنا مصريين
هاينز فيشر رئيس النمسا: شعب مصر أعظم شعوب الأرض، ويستحق جائزة نوبل ل...لسلام
رئيس وزراء بريطانيا: يجب أن ندرس الثورة المصرية في المدارس
السي أن أن: لأول مرة في التاريخ نرى شعب يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها
إن ما يحدث يجب أن يسجل في تاريخ البشرية فقد يكون حدثا للمرة الأولى والأخيرة، وربما يكون للمرة الأولى ولكنها ليست الأخيرة... فهنيئا لنا جميعا على حرية الشعوب والأفراد.
واقرأ أيضاً:
الثورة تضرب على قفاها/ مفهوم الحرب النفسية/ الحرب النفسية وغسيل الدماغ/ حكاوي القهاوي