عيب يا شعب.. قالها من صرخوا في وجوهنا.. أيها الجاحدون كيف تتطاولون على رمز مصر وصاحب الضربة القوية الجوية وتطالبون بالرحيل عن مصر؟.. كيف “تحرمونه” وهو في هذا العمر من العيش والموت في “وطنه”؟. عيب يا شعب مبارك مريض وفي الثمانين من العمر ولا مجال للتطاول والتذكير بمن قتلهم وهم في العشرينيات من العمر فهذا تبجح غير مقبول.
عيب يا شعب.. المطالبة برحيل مبارك مساس بكرامة المصريين. فلا كرامة لكم إلا “بالتوسل” لمبارك ونظامه بالتمادي في سرطنة طعامكم واستباحة كرامتكم وسرقة “ما تبقى” من مكانة مصر ومن أعماركم وأرزاقكم وأراضيكم.. عيب يا شعب كيف تطالبون بعودة الأموال المنهوبة ألا يتناقض ذلك مع شهامة المصريين وكرمهم؟! أتريدون الإساءة لسمعة مصر ألا يوجد فيكم رجل عاقل؟!
عيب يا شعب كيف تتطاولون على أسيادكم في الداخلية؟!.. لقد قالها مدير أمن البحيرة صراحة وشاهدها “الشعب” فما كان من وزير الداخلية إلا أن قام “بنقله” إلى مكان آخر حيث سيستقبله “العبيد” بما يليق بالأسياد بعد أن تطاول العبيد السابقون وقاموا بتصويره ونشر تهديداته أيضا..
عيب يا شعب كيف لا تسارعون بتضميد الجراح “النفسية” لضباط الشرطة الذين يمكثون في بيوتهم “خوفا” من توقعات غير مؤكدة بأن جرعة خضوع الشعب لهم قد نقصت بعض الشيء، ولذا يواصلون “تربية” الشعب وعقاب بإطلاق أيادي البلطجية، عيب يا شعب سارعوا بالخروج في مظاهرات للاعتذار لضباط الداخلية وليكن شعارها “أحبه مهما أشوف منه”.. أو يمكنكم استعارة شعار المظاهرة التي خرجت تأييدا للسادات عندما صرح أن للديمقراطية أنياب وهدد “بفرم” من يعارضه.. فخرجت مظاهرات حاشدة تحمل صورة مفرمة وكتب افرم.. افرم يا سادات.
عيب يا شعب كيف تتطاولون على شفيق وتطالبون برحيل وتتناسون “تاريخه” في تطوير مصر للطيران الذي يخجل بجواره تاريخ مينا موحد القطرين؟!.. عيب يا شعب كيف يخرج منكم عملاء يقولون أن مطار دبي أفضل من مطار القاهرة ومع ذلك فلم يحكم من قام بتطويره دبي، فضلا عمن خطط لمطار فرانكفورت كيف لا يحكم أمريكا؟!..
عيب يا شعب لماذا لم تزحفوا على بطونكم شكرا لشفيق والذي يدخل التاريخ باعتباره أول من يعتذر للشعب المصري الذي عبد الفراعنة في الماضي والحاضر “ويصرون” على أن يكون ذلك مستقبله أيضا؟..
عيب يا شعب يا جاحد كيف لم تقدروا هذا الاعتذار وتتوقفون عند أمور “ثانوية” مثل مئات من الشهداء والآلاف من المصابين نسبة كبيرة منهم فقد أبصارهم..
عيب يا شعب يا ناكر الجميل، لقد نزل شفيق من عليائه في هرم السلطة وتواضع وارتدى البلوفر وتخلى عن الكرافته واعتذر لكم، ماذا تريدون أكثر من ذلك، هل تريدونه أن يرتدي “الكوتشي “ويتظاهر مع عامة الشعب في التحرير؟.. عيب يا شعب لقد ذهب عز وجرانة والعادلي إلى الزنازين بعد تركيب السيراميك والسخانات وتخصيص وقتا لهم للتريض بعيدا عن عامة المساجين، فماذا تريدون أكثر من ذلك؟..
عيب يا شعب كيف تتطاولون وتحلمون بمحاسبة العادلي عن جرائمه الأمنية، ألا تعرفون أن هذا المطلب سيجعل الدائرة تتسع لتشمل أسيادكم جميعا؟، لقد ألقينا إليكم بكرة صغيرة ملونة لتفرحوا بها تتمثل في جرائمه المالية.. عيب يا شعب كيف تطالبون بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية؟..
ما هذا الكلام السخيف الذي ترددونه وتصرون عليه وتعطلون مصالحنا الشخصية، وتؤخرون إفلاتنا بجرائمنا وتشغلوننا عن تثبيت جذور النظام المتشابكة والتي “اهتزت” إلى حد ما بعد 25 يناير..
عيب يا شعب وكفى تمردا، ولتفرحوا بما “ألقينا” إليكم به من فتات وخذوه صدقة خفية في أيديكم ولا تنظروا لما تبقى من مطالب الثورة حتى لا تنقص البركة. عيب يا شعب وتذكروا أن من رضي بقليله عاش والطمع يقل ما جمع.
واقرأ أيضاً:
دروس في الحرب النفسية / كيف تخلص المصريون من الخوف من الحميمية / ثقافة الخوف والصحوة