قابلتها في شارع مظلم، تائهة، رثة الثياب، محطمة المشاعر، يديها ترتجفان من قسوة الدنيا، لم تصدق أنَّ معي مشعلا من النور.
سألتها.. فأجابتني بعينيها التائهتين، وكلماتها المتفرقة، بأن من حولها أفسدوا حياتها.
ابتسمتُ!!
لم تتوقع مني ابتسامتي الساخرة تلك، كانت تتوقع أنْ ألعن الدنيا معها كما يفعل الجميع؛ ولكني لم أكن أريد أن أعطيها نشوة مؤقتة، لتشعر بأنها مسكينة.
قلت لها: إننا خلقنا للشقاء في هذه الدنيا لم نخلق للراحة. ونظرية المؤامرة التي نبرر بها حياتنا الشقية، غير صحيحة. فنحن نعتقد أن الآخرين هم الذين يفسدون حياتنا، ولكننا نحن الذين نفسد حياتنا بقصد أو دون قصد. قد نكون مخطئين في اختيار طريقه حياتنا التي لا تلاءمنا، ولكن نستمر فيها دون أن نشعر، فتسحبنا الأوهام رغمًا عن أنفسنا. رغم إننا نستطيع أن نقوم بصفع أنفسنا حتى نفوق من غيبوبتنا التي نحيا بها. ونجلس نبكي أمام باب واحد، رغم وجود الكثير من الأبواب، لأننا نعتقد أنه الباب الذي يؤدي إلى الجنة ولكنه قد يُلقي بنا في الجحيم إذا فُتح لنا. ولكنها طبيعتنا البشرية البلهاء نقبع في الطرقات المظلمة مع أن هناك طرقات منيرة كثيرة في حياتنا تركناها
فهل ممكن أن نتوقف عن لعن الظلام الذي نعيش فيه ونتعلم أن نستمتع بالحياة التي أعطاها الله لنا؟؟
أن نطرق كل الأبواب حتى يُفتح بابٌ على الجنة.
ولكنها لم تفق من غيبوبتها واتجهت إلى نفس الباب وطرقت مرات عديدة ولكنه لم يفتح!!
ظلت قابعة هناك تمر الأيام عليها واختفى النور، لذلك لا تصبح مثلها في كل مشكلة تواجهك لا تيأس ولا تقنط وترضخ لحل وحيد..
أعمل عقلك وذهنك وأوجد عشرات الحلول، فلعل في أحدها يكون النجاح والتفوق.... جرب فلن تخسر شيئًا
واقرأ أيضاً:
منازلنا الثلجية / أنا يتيم!!