النشأة:
ولد بن أليعازر في إحدى ضواحي مدينة بغداد، في الثاني عشر من شباط من عام 1936 لعائلة يهودية ميسورة الحال، وكان يُسمى "فؤاد"، وهو الاسم الذي ما زالوا يطلقونه عليه حتى الآن؛ بحيث إنهم يقولون "بنيامين فؤاد بن أليعازر". وهاجر إلى الكيان الصهيوني عام 1949 بعد عام واحد فقط من إنشائها حيث كان يبلغ من العمر آنذاك 13 عاما، وفور إنهائه دراسته الثانوية التحق بكلية القادة والأركان ثم استكمل دراساته العليا في كلية الأمن القومي بتل أبيب.
ترجمة الشخصية:
يطلق عليه اسم شارون الصغير، برز اسم بنيامين "فؤاد" بن إليعازر بقوة على مسرح الأحداث بعد فوز رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون في فبراير/ شباط 2001 حيث تولى وزارة الدفاع التي أوكلت إليها مع غيرها من الأجهزة العسكرية الصهيونية مهمة ضرب انتفاضة الأقصى. وكانت حصيلة الشهداء منذ قبول بن إليعازر لهذا المنصب في مارس/ آذار حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2001 أكثر من 600 شهيد وقرابة 20 ألف جريح.
التوجهات العدائية:
لا يعترف بن إليعازر بحق الفلسطينيين في الوجود داخل القدس سواء الغربية أو الشرقية، ويعمل جاهدا لتقليص عددهم هناك، ويعتقد بأنه لا يوجد غير قدس واحدة أبدية هي عاصمة الدولة العبرية، وعن ذلك يقول "أرفض قبول فكرة القدس الشرقية، فثمة قدس واحدة فقط، وإن خططي ترمي إلى دعم القدس وتلبية احتياجاتها".
ويؤمن بحتمية المستوطنات وانتشارها لبقاء الكيان الصهيوني، ويعمل جاهدا على بنائها سواء في كل فلسطين لذلك لم يكن مستغربا أن تزداد أعداد الوحدات الاستيطانية في معظم الأراضي الفلسطينية لتبلغ 24500 وحدة استيطانية استوعبت نحو 50 ألف يهودي في معظم الأراضي الفلسطينية، وكان نصيب القدس وحدها من هذا العدد 22 ألف مستوطن، أي أن عدد المستوطنين ازداد خلال عامين ونصف العام فقط من تولي بن إليعازر وزارة البناء والإسكان بنسبة 20% عما كان عليه الحال طوال 25 عاما مضت.
وبعد عام واحد فقط من توقيع اتفاق أوسلو (1994) صادر بن إليعازر 30 ألف دونم في الضفة الغربية و535 دونما في القدس الشرقية، الأمر الذي استحق بسببه أن يطلق عليه وصف "شارون الصغير".
قضى بنيامين بن إليعازر معظم سنوات حياته في الجيش الصهيوني، وتولى خلالها العديد من المناصب، فبدأ حياته العسكرية في أحد الألوية في الجولان السورية المحتلة، ثم تدرج في المناصب حتى أصبح قائدا لسرية.
ترك بن إليعازر الجيش لمدة قصيرة في عام 1981 حاول خلالها دخول الكنيست فانضم إلى حزب "تامي" بزعامة أهارون أبو حتسيرا وعين سكرتيرا عاما للحزب ورشح نفسه في انتخابات 1981 لكنه لم ينجح فعاد مرة أخرى إلى الجيش ليعمل منسقا للأعمال في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة من 1983 إلى 1984.
قرر ترك الجيش مرة ثانية عام 1984 ليجرب حظه في دخول الكنيست على قائمة حزب "ياحد" بزعامة عزرا وايزمان، وتكللت جهوده هذه المرة بالنجاح بعد أن فاز الحزب بثلاثة مقاعد برلمانية.
وفي عام 1988 وبعد أن قرر وايزمان دمج حزبه مع حزب العمل أصبح بن إليعازر العضو الخامس والعشرين في قائمة الحزب التي فازت في انتخابات الكنيست الثاني عشر، وعمل ضمن فريق الحزب في لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الفترة من 1984 إلى 1992 وكذلك في الفترة من 1996 إلى 1999، وضمن فريق لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في الفترة من 1984 إلى 1988، ولجنة الإسكان من 1984 إلى 1988، ورأس اللجنة البرلمانية للصداقة الإسرائيلية الكندية من 1988 إلى 1992.
في عام 1992 فازت قائمة حزب العمل في انتخابات الكنيست الثالث عشر والتي كان بنيامين بن إليعازر يحتل المرتبة الرابعة فيها فاختير لمنصب وزير البناء والإسكان.
في يوليو/ تموز 1999 اختير وزيرا للاتصالات ونائبا لرئيس الوزراء السابق إيهود باراك وظل محتفظا في الوقت نفسه بمنصبه وزيرا للبناء والإسكان حتى مارس/ آذار 2001.
تولى حقيبة وزارة الدفاع في حكومة شارون بعد فوزها في مارس/ آذار 2001، وفي نهاية ديسمبر/ كانون أول 2001 فاز برئاسة حزب العمل بعد أن تغلب على منافسه رئيس الكنيست أبراهام بورغ، وأصبح الطريق شبه ممهد أمامه ليصبح مرشح الحزب لمنصب رئاسة الوزراء في انتخابات عام 2003، بعد ذلك فاز في الانتخابات الداخلية للحزب وأصبح هو المرشح ضد شارون.
في عام 1980 انتقل بن أليعازر لتولي منصب قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأصبح برتبة عميد في عهد حكومة مناحيم بيغن. وباعتباره قائدا عسكريًّا للأراضي المحتلة وقع بن أليعازر على ثلاثمائة وخمسة وعشرين أمر إبعاد لنشطاء فلسطينيين إلى الدول العربية وعلى أوامر لهدم أربعمائة منزل فلسطيني.
وبعد قيادة الجيش في الأراضي المحتلة انتقل ليكون منسق شؤون الضفة الغربية وقطاع غزة في وزارة الدفاع وكان برتبة لواء، وظل في المنصب حتى سرح في عام 84.... بعد أسبوع من تسريحه من الخدمة في الجيش في شتاء عام 1984 كان بن أليعازر قد تلقى عرضا لترؤس إدارة شركة الكهرباء في الكيان الصهيوني، وعندما كان يهم بتسلم عمله الجديد في السلك المدني فإذا به يتلقى مكالمة من واحد من أكثر الناس الذين أثاروا الإعجاب في نفسه، وهو رئيس الكيان الصهيوني السابق الجنرال "عيزر وايزمان" فقد عرض عليه وايزمان أن ينضم إلى حزب يحاد الجديد "يمين وسط" الذي شكله للتوِّ؛ للتنافس في الانتخابات التي كان من المقرر أن تجرى في الصيف من نفس العام، حاول بن أليعازر إقناع وايزمان أن عمله في شركة الكهرباء أكثر جاذبية عن العمل في مجال السياسة، لكنه في النهاية وافق تحت إلحاح وايزمان.
فاز الحزب بثلاثة مقاعد فقط في البرلمان بانتخابات 1984، كان من ضمنهم بن أليعازر، بعد ذلك انضم "يحاد" لحزب العمل.
في أمان الله
واقرأ أيضاً:
الشخصية الصهيونية وحتمية الصراع