كل من يلتفت حوله يجد هذا العالم مليء بالصراعات بين مختلف الأجناس، وكأن هناك أيدي خفية هي من خلقت هذه الصراعات فأينما تولي وجهك هناك نزاعات، قد تختلف في مضمونها ولكن تشترك في أنها بين فريقين أحدهما يمثل الحق والآخر يمثل الباطل، أو بمعنى أصح هناك طرف الخير وطرف الشر، تلك الصراعات منها القديمة ومنها الحديثة منها من ولدنا ونحن نعلم بوجودها ومنها من نشأت وترعرعت معنا، منها عقائدية دينية وسياسية.
لكن ما يجب ويستحق الإشارة إليه هو لماذا هذه الصراعات مستمرة ولا تهدأ ولا تكل ولا تمل، ومن الممول الرئيسي لهذه الصراعات والمستفيد الأكبر من استمرارها، وما هي الفائدة التي سوف يجنيها هذا الممول من وراء هذه الصراعات، أسئلة كثيرة منها من نجد له إجابات ومنها لا توجد لها إجابات ومجهولة الهوية، والمهم أن تظل هذه الصراعات مستمرة، والجدير ذكره أن أغلب هذه الصراعات من مخلفات الاستعمار للعديد من الدول بشكل عام والدول العربية بشكل خاص.
إن الحالة التي تركها لنا الاستعمار بعد خروجه الشكلي من الأراضي العربية، والمشكلات التي خلقها قبل خروجه، هي انعكاس لما يجري حاليا من صراعات على الأرض والموارد ومصادر المياه والعقائد الدينية، وذلك لضمان تحقيق مصالحة الشخصية من خلال دخوله لحل الأزمات والصراعات الحادثة في تلك المناطق كما يحدث حاليا في جنوب السودان ودارفور.
ولو استعرضنا قليلاً في أسس واستراتيجيات حكم الشعوب وإخضاعها أن من أهم شروطها استراتيجية افتعال الأزمات وتقديم الحلول لها، حيث يبدأ في افتعال مشكلة ما أو وضع معين، كانتشار العنف وتنظيم هجمات إرهابية دموية، حتى يسمح لهم بسن قوانين صارمة تساعدهم في وأد الحريات بحجة حفظ الأمن في ظاهرها، ولا يجب أن ننسى الأزمات الاقتصادية، ويأتي المخلص على أنه الحافظ للحقوق والخائف على المصالح، وبذلك يسمح لهم التحكم بالحقوق الاجتماعية وتفكيك الترابط الأسري ومن ثم قبول هذه القوانين المتحكمة كشر لا بد منه.
ولا يجب أن نغفل أن الأحداث الجارية هي عبارة عن تنفيذ أجندة مخططة لها مسبقاً للسيطرة على العالم أجمع من قبل قله قليلة متحكمة ومستفيدة في هذا العالم من خلال اختلاق الصراعات وإغراق العالم في الجهل ونشر الرذيلة والفساد وإبعادهم عن دينهم وخالقهم، وهذا يأتي من خلال نشر معتقدات ومفاهيم معينة في حياتنا من خلال التلفاز ووسائل الإعلام المتحكمة فيها هذه القلة القلية بصورة تدريجية لإيصالهم لما يطمحون إليه وجعل الشوب مجرد أدوات لتحقيق مصالحهم ومآربهم، ولنعلم أن الحقيقة هل التي نراها بقلوبنا وبصيرتنا قبل بصرنا، ومهما حاولوا أن يخفوها ستبقى الحقيقة وستظهر يوما ما.
واقرأ أيضاً:
تحكم صامت / التحول من الصراع إلى الوفاق المجتمعي / ديمقراطية الجهل