النشأة:
جنرال متقاعد ولد في قطار كان في طريقه من سيبيريا إلى بولندا ووصل إلى الكيان الصهيوني في سن الخامسة، وحين تطوع في الجيش غيَّر اسمه من "هوبرمان" إلى "دغان"، متزوج وأب لثلاثة أبناء ويعيش في شمال الكيان الصهيوني.
ترجمة الشخصية:
بدأت علاقة هذا التحالف "شارون – دغان" في أواخر ستينيات القرن العشرين، عندما خدم دغان كقائد للواء المظليين في الجيش الصهيوني تحت إمرة شارون الذي كان قائدا للمنطقة الجنوبية. وأوكلت رئيسة الوزراء الصهيونية آنذاك "جولدا مائير" لشارون مهمة القضاء على حركة الفدائيين الفلسطينيين التي كانت في أوجها في قطاع غزة، ووضع كل من شارون ودغان في ذلك الحين مخططا لاغتيال الفدائيين أطلقوا علي العملية "اجتثاث الشياطين" حيث قام جنود لواء المظليين بقيادة الجنرال "دغان" بقتل كل فدائي يقبض عليه ونفي أسرته إلى الأردن أو لبنان وهدم كل بيت يؤوي فدائيًّا.
وبلغت القسوة بـ"دغان" إلى إصدار أوامره لجنوده بالتمثيل بجثة أي فدائي ونفذ الجنود الأمر؛ حيث قاموا بوضع جثث الشهداء في بالوعات المجاري أمام مرأى من الجمهور الفلسطيني؛ إمعانا في الإذلال وزرعا للخوف في القلوب.
دغان والمخابرات وشارون
أدى هذا الإذلال الذي تعامل به الجنود الصهاينة في هذه الوحدة إلى أن يصرحوا لـ"يديعوت أحرونوت" 11-9-2002 "الخدمة في هذه الوحدة والإعدام بدم بارد للأسرى قد شوش حياتنا تماما، وأصاب نفسيتنا إلى الآن". ففي فترة تولي "إسحاق شامير" الحكومة تم تعيين دغان رئيسا لشعبة العمليات في القيادة خلال حرب الخليج، وكان شامير ينوي في حينه تعيين دغان لمنصب رئيس الموساد، لكن شامير لم يلبث طويلا في منصبه، وبالمثل استعان بنيامين نتنياهو بخدمات دغان، وعيَّنه رئيسا لوحدة محاربة الإرهاب.
بلغت خدمة دغان في الجيش الصهيوني 32 سنة. بدأ في وحدة المظليين وأصيب خلال الخدمة مرتين فحاز وسام الشجاعة.
شغل دغان في منصبه العسكري الأخير قائد ركن محاربة الإرهاب التابع لمكتب رئيس الحكومة، واعتزل دغان الخدمة العسكرية وعمل منذ ذلك الحين كأحد قادة لجان الانتخابات التابعة لشارون في حزب الليكود. ومن هذه المكانة القريبة من شارون تم تكليفه عام 2001 بتولي مسؤولية ملف الانتفاضة الفلسطينية.
والمعروف أن دغان أول من بادر إلى سياسة الاغتيالات ضد القادة الفلسطينيين سنة 1970 وقد أقام لهذا الغرض أول وحدة "مستعربين" كما أنه مؤسس الميليشيات العميلة التي كانت تابعة لجيش الاحتلال وعندما ترك الجيش وخرج إلى الحياة المدنية كان أول نشاط له قيادة الحركة الاحتجاجية الشعبية التي أقامها المستوطنون اليهود لمقاومة الانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة.
رأس دغان الوفد الصهيوني الأمني الذي أجرى محادثات مع الجانب الفلسطيني عام 2001 تحت رئاسة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "أنتوني زيني" التي انتهت بالفشل كالعادة، وقال عنه يومها مدير عام وزارة الخارجية الصهيونية "أفي جيل": "إن من يريد إحباط فرص التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الفلسطينيين فعليه أن يكتفي بتفويض شخص مثل مائيردغان".
يُعد دغان في نظر كثير من المحللين صاحب سياسة حصار عرفات وإذلال القيادات الفلسطينية، فهو يحرض دائما ضد القادة الفلسطينيين الذين يفترض فيه أن يتفاوض معهم، فدغان يقرر من خلال حديث أجراه مع القناة الثانية للتليفزيون الصهيوني 11-2-2001: أنه من خلال موقعه كرئيس للطاقم الإستراتيجي المكلف بالتعامل مع الانتفاضة سيوصي بالتعرض لحياة قادة السلطة الفلسطينية.
لم يكتف دغان بذلك بل اعترف "بأنه شارك شخصيًّا في عمليات الإذلال التي تعرض لها الفلسطينيون" في إشارة إلى انتفاضة الأقصى ودافع عما قام به، مبررا ذلك بأنه جاء من أجل إفهام الفلسطينيين أنه يجب أن يعوا أنه لا طائل مطلقا من أي عمل "عدائي" يقوم به الفدائيون ضد الجيش الصهيوني وأنه لن يتضرر الفدائيون وأسرهم فقط بل ومجمل السكان الفلسطينيين.
المخابرات
من أهم الأدوار التي لعبها دغان تجنيد الخونة من السلطة وغيرهم من العوام، وقد لعب دوره بمهارة جعلت "إسحاق رابين" يتعجب من النجاح الذي حققه الرجل تروي "يديعوت أحرونوت" أنه خلال زيارة لرئيس الوزراء الصهيوني الأسبق "إسحاق رابين" لمقر الموساد رافقه دغان -الذي ترأس ما بين "1990-1997" وحدة جمع المعلومات في الموساد بعرض إنجازات وحدته وقدم لرابين قائمة بأسماء عملاء تم تجنيدهم، وبعد أن هز رابين رأسه تعبيرا عن الرضا قال: "على الدوام أسأل نفسي: ما الذي يدفع الإنسان إلى خيانة دولته وأسرته ورفاقه والتجسس لصالح دولة أخرى؟ فرد عليه دغان قائلا: "لكل إنسان نقطة ضعفه، ومهمتنا هي أن نجد هذه النقطة".
وردًّا على سؤال حول إحساسه كمسئول عن تجنيد العملاء كعمل قبيح تستخدم فيه وسائل قذرة كالإسقاط عن طريق الجنس قال: "إنه من الصعب على من يعمل في هذا المجال البقاء نظيفا".
ويمضي موضحا أسلوبه في العمل قائلا:
"إننا في إسرائيل لا نسمي العميل جاسوسا، بل نقول له: هيا نرى كيف تسهم وتخدم عملية السلام؟ وكيف تكافح الفاسدين؟ وماذا تفعل من أجل الديمقراطية؟". هذه البداية... إلي أن يقع. وأضاف: لكل إنسان غرائزه وحاجاته؛ ولذلك لا توجد صيغة واحدة تلاءم الجميع ويمضي قائلا: "لحظة التجنيد التي يشعر فيها العميل أنه يتحول لصديق لحظة لا يشعر بها إلا المسؤول عن تفعيله؛ لذلك فمن المهم لنا جدا أن يكون لدى المسئولين عن التجنيد شعور مرهف".
شارون يرد الجميل
أثار اختيار دغان-والمفترض أن يتولى منصبه في أول أكتوبر 2002 الكثير من الاعتراضات داخل الكيان الصهيوني، لكن دغان اكتفى بالتعليق لأحرونوت: "هذه المسرحية السياسية تثير غضبي" بينما برر ديوان رئيس الحكومة تعيين دغان: "بخبرته الواسعة التي اكتسبها من خلال شغله عددا من المناصب الاستخباراتية".
وربما يفسر تمسك شارون به ما نشرته "فورين ريبورت" النشرة البريطانية المتخصصة بالشؤون العسكرية- من أن مائيردغان قد يكون متورطا في اغتيال إيلي حبيقة، وقالت: "من المؤكد أن دقيقي الانتباه لاحظوا أن مائيردغان اختفى عن الأنظار لمدة ثلاثة أشهر قبل مقتل حبيقة، ولم يظهر إلا بعد مقتله". وتمضي النشرة متسائلة: "هل يرتبط هذا الاختفاء بالاغتيال خاصة أن طريقة التصفية دقيقة".
في أمان الله
واقرأ أيضاً:
الشخصية الصهيونية وحتمية الصراع/ بن أليعازر/ إيهود باراك.. الجنرال الحائر/ اعرف عدوك: غابي أشكنازي/ اعرف عدوك: إسحق رابين