الطفـل العنيـد (10)
متى تحتاج إلى مساعدة متخصصة؟
1. لو كنت تشعر إنك لا تستطيع الوصول إلى طفلك العنيد، الصعب رغم محاولتك تطبيق البرنامج.
2. لو استمر طفلك في وقوعه في المشاكل رغم تحسن العلاقات بينكما.
3. لو استمرت المشاكل كفرد، كعائلة، أو كزوجين رغم تطبيق البرنامج.
4. لو كانت المشاكل العائلية أو الزوجية لا تتعلق بالطفل الصعب وتلك المشاكل تمنعك من مساعدة الطفل.
وعندما تقرر الحصول على مساعدة متخصصة لابد من تقييم كامل للموقف العائلي عن طريق شخص كفء ومتخصص ولديه خبرة في التعامل مع الأطفال والعائلات وكذلك لديه خبرة في مبدأ الطباع المزاجية للأطفال. فمثلاً لو ذهبت إلى طبيب نفسي يعتقد كثيرًا في التحليل النفسي ويرى أن الأطفال تؤثر عليهم مجموعة دوافع لاواعية قد ينصحك بجلسات طويلة من التحليل النفسي والذي قد يضر الطفل أكثر مما ينفعه، هذا النوع من الأطباء يعيش في الخيال والوهم، ابتعد عنه فقد انتهت صلاحية استعمال هؤلاء الأطباء، يجب أن يكون التركيز على الإرشاد الأبوي الذي يساعد على التفاهم مع الطفل وليس تحليله.
أو قد يرى آخر أن العيب هو في قدرتك كأم وينصحك أنت أن تُعالجي ويترك التعامل مع الطفل وهو أساس المشكلة.. راجعي نفسك ربما تكون المشكلة تعنيك أنت أيضًا.
أو قد يرى آخر أن العائلة هي أساس المرض والطفل هو مجرد عارض وقد يطلب علاج العائلة بأكملها.
وقد يرى آخر أن المشكلة هي نشاط زائد ويطلب إعطاء الطفل دواءًا، قد يساعد هذا مع مستوى النشاط والتركيز ولكن واضعين في الاعتبار أن هناك وسائل أخرى مهمة وفعالة لمساعدة الطفل.
إذن أي وسيلة علاج تتجاهل الطباع المزاجية للطفل لن تكون ذات تأثير فعال على المدى البعيد، وتذكر دورك كخبير في طباع طفلك إنك أنت من تدرك ما هو الهدف الذي تريد الوصول إليه وذلك عن طريق تفاعل إيجابي بينك وبين المعالج.
متى يحتاج الطفل إلى علاج فردي؟
متى نقول أن طباع الطفل ستتحسن مع الوقت؟ ومتى نقول أن ذلك الطفل يحتاج إلى مساعدة متخصصة؟
إن أعراض مثل الخوف، التعلق، الإلحاح، الأحلام السيئة، سهولة التأثر كلها أعراض تذهب بتطبيق ذلك البرنامج، ولكن إن استمرت تلك الأعراض أو كانت شديدة في درجتها أو استمر الطفل في رفض المدرسة أو كان سلوكه عدواني أو لديه مشاكل في علاقاته بالأطفال الآخرين أو في صورته أمام نفسه مثل أن يقول "أنا سيء، أنا أكره نفسي" قد تكون هذه إشارة هامة إلى احتياجه للمساعدة.
ومدة العلاج تحددها استجابته ومدى تأثير تلك المشاكل عليه، ومن الخبرة يستفيد الأطفال من مدة علاج قصيرة أكثر من مدة طويلة وهذا بفرض أن الجو العائلي مستقر.
متى تحتاج العائلة إلى علاج؟
لو وجدت أن رغم استخدامك البرنامج وتحسن علاقاتك بطفلك لا تزال هناك صراعات خطيرة بينكما كزوجين وأحدكما يعاني من قلق مزمن، اكتئاب، أو مشاكل في الشخصية لن يستطيع ذلك الشخص تطبيق البرنامج حتى رغم اقتناعه به.
لو كانت المشكلة في التفاعلات بين أفراد العائلة فعلاج العائلة كلها يصبح ضروريًا حتى نستطيع التركيز على التعامل مع الطفل الصعب وتفهم طباعه المزاجية.
نقاط هامة عند الأطفال فائقي النشاط
مساعدة متخصصة تحتاجها في تلك المناطق:
1. صعوبات التعلم: إذا كان هناك فرق واضح بين مستوى الذكاء وبين التحصيل الدراسي يتم تشخيص صعوبات التعلم، الكشف المبكر على الأطفال قبل سن المدرسة يساعد على التدخل المبكر وبالتالي يحصل الطفل على مساعدة مكثفة مثل: حجرة موارد، أو فصول خاصة، أو حتى مدرسة خاصة لصعوبات التعلم.
2. المشاكل السلوكية والعلاج الدوائي:
الغالبية العظمى من الأطفال بغض النظر فائقي النشاط أم لا تتحسن بالتناول السليم، ولكن هل يحسن العلاج من السلوكيات عند الأطفال؟
هذه منطقة لا تزال تحت النزاع، هناك عديد من المتخصصين الذين يرفضون استعمال تلك المنشطات مع الأطفال قائلين إن وصفها أصبح زائدًا عن الحاجة إليها، إما بسبب أن التشخيص خاطئ أو بسبب عيوب في نظام التعليم وإننا نقيم الأطفال على حساب شخص بالغ مدرس كان أو والد كسول لا يريد بذل مجهود وكي نجعل حياته أكثر سهولة.
إن العلاج الدوائي (Ritalin) يساعد على تهدأة السلوك المدمر ويحسن التركيز ويساعد على التكيف الدراسي والاجتماعي ولكن لا يجب اعتباره الحل السهل لأي مشكلة. برأيي إنه يجب أن يكون جزءًا من خطة مكثفة في التعامل مع الطفل الصعب في المدرسة أو البيت. ويجب عدم استخدام الدواء مع العلاج السلوكي مع أطفال تحت سن خمس سنوات، ويمكن استعماله فوق خمس سنوات مع طفل يجمع الأخصائيون على تشخيصه، طفل عنده "متلازمة فرط النشاط وقلة الانتباه" ولكن مع وضعه في فصل مناسب له وتوفير التقنيات اللازمة للتعامل مع سلوكه المتهور والجامح.
لو كان الجو العائلي متأزم قد يكون العلاج الدوائي المؤقت مساعدًا على تهدأة الجو وتهيأة الآباء والمعلمين لوضع خطة مناسبة للتعامل، وعندما تتحسن الأمور نستطيع توقيفه.
3. التخاطب: كقاعدة عامة إخضع طفلك لتقييم متخصص لو لم يستخدم جمل عند سن سنتين أو لو أحسست أن لغته متأخرة عن سنه أو لو أحسست إنه لا يفهم جيدًا أو يتفاهم جيدًا أو لو أحسست بمشكلة في مخارج الألفاظ.
لو كان هناك تاريخ مرضي لنوبات صرع أو أي مشكلة في المخ استعن بأخصائي في الأمراض العصبية.
4. أمراض الحساسية: إضافات الأطعمة، الألوان الصناعية، الملونات، المعادن والأملاح، حتى السكر الزائد كلها أشياء موضع شك إنها تسبب مشاكل سلوكية لدى الأطفال.. ورغم أنه ليست هناك قرائن على وجود أطعمة معينة تُحسن سلوك الأطفال ولكن هناك العديد من أمراض الحساسية التي قد تظهر كاضطرابات سلوكية، وقد يفيد هؤلاء الأطفال وجبة متوازنة مع البعد عن العامل المؤدي إلى الحساسية.
بصورة عامة الغذاء المتوازن مطلوب حيث أنه أساس أي نظام مناعي جيد.
ويتبع >>>>>>: الطفـل العنيـد (12)
واقرأ أيضاً:
كيف نربي طفلاً منظمًا؟ (2) / الطفل العصبي / كيف تصنعين طفلاً يحمل هم دينه؟