مبارك بـ (لحية)!! (الإخوان وأمريكا)
كان يوماً مشهوداً في تاريخ الإخوان المسلمين، ولا شك، لقد كان يوم الفتنة الكبرى، إنه يوم الأربعاء (10/01/2012) حين ذهب الصهيوني الأمريكي (بيرنز)، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، إلى مقر "حزب الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وجلس إلى د. محمد مرسي، ود. عصام العريان وآخرين، يوم مشهود ولا شك في تاريخ الإخوان، فاليد التي صافحوها شـاركت في ذبح نصف مليون فلسـطيني و2 مليون عراقي وضعفيهماا في 30 دولـة إسـلاميـة مارسـت واشـنطن العدوان عليها، إنه يوم نحسبه يُمثل انتكاسة كبيرة في قصة الإخوان السياسية التي لا تنتهي أبداً، إذ أنهم في هذا اللقاء الخامس مع الأمريكان منذ الثورة، أكدوا للجميع -للأسف الشديد- أنهم لا يختلفون كثيراً عن سياسات حسني مبارك ونظامه المخلوع في مجال العلاقات مع أخطر وأهم عدو لمصر -ونقصد به واشنطن-!
إنهم لا يختلفون سوى في "إطلاق اللحية"، وإطلاق الكلمات الرنانة، الفخيمة، فارغة المحتوى، التي سرعان ما تذوب كقطع الثلج، ليُصبح (الحفاظ على كامب ديفيد) وعلى العلاقات الخاصة مع واشنطن هو أصل اللقاءات والسياسات الإخوانية ـ الأمريكية؛ وإذا كان هذا الأمر غير مستهجن من قوى وأحزاب علمانية أو إسلامية أخرى، فهو ليس طبيعياً أبداً من جماعة كانت تعد أمريكا هي الشيطان الأكبر، في كل أدبياتها، ومواقفها خلال الـ 80 عاماً الماضية، وأنها السند الرئيسي للعدو الصهيوني، وإذا كان الأمر -أيضاً- جائزاً في مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير، فنحسب أنه لم يعد جائزاً بعد الثورة المجيدة التي أزالت الخوف والحسابات الصغيرة التافهة. إننا باختصار أمام إعادة إنتاج لنظام حسني مبارك ولكن "بلحية إخوانية"، تُظهر العيوب أكثر مما تُخفي للأسف ودعونا نُسجل ما يلي لعله يفيد:
أولاً: هل يتخيل قادة جماعة الإخوان -ولن نقول شبابها-، لأن لهؤلاء كما تابعنا رأي آخر سلبي جداً في اتصالات الإخوان بالأمريكان، هل يتخيل القادة أن الأمريكان سـيُغيرون سـياسـاتهم تجاه مصر والقضايا العربيـة (وفي القلب قضيـة فلسـطين) لمجرد أنهم جلسـوا مع الدكتور محمد مرسـي ورفيقـه د. العريان..... حباً وعشـقاً في سـواد عيونهما!؟ وإذا لم يتخيلوا هذا التحول الكبير في السياسات الأمريكية والذي لم يحدث للأسف ولو جزئياً، فعلامَ يُراهنون إذن!؟ هل سألوا المسؤولين الخمسة الكبار الذين التقوهم منذ بدء الثورة وحتى يوم 10/01/2012 عن حصار غزة، والـ 8 آلاف أسير فلسطيني وملايين الشهداء المسلمين في أفغانستان والعراق بالأيدي الأمريكية ومئات الشهداء المصريين منذ 1948 وحتى ثورة 25 يناير وشهدائها الذين قُتلوا بأسلحة وقنابل الغاز السامة (وفقاً لتقارير منظمة العفو الدولية الصادرة الشهر الماضى)!؟ بالطبع لم يحدث، وتعامل قادة الإخوان (حزباً وجماعة) مع زيارة الأمريكان وكأنه "مكسب تاريخي" يستحق الصمت على جرائمهم، أو على حد تعبير البعض كأن (النبي) زارهم في دارهم...!!! رغم أن أصغر طفل في جماعة الإخوان، يعلم أن أمريكا هي (إسرائيل) وأنها لن ترضى عنك حتى تتبع ملتهم، فهل نفهم من هذه اللقاءات الدافئة أن الإخوان قد اتبعوا ملة واشنطن وتل أبيب ولكنهم ينتظرون التوقيت المناسب لإشهار دينهم الجديد!؟
ثانياً: يعلم الإخوان أن هدف الزيارات الأمريكية والفرنسية لمقراتهم ليس من أجل سواد عيونهم -كما قلنا- بل من أجل (إسرائيل) و(كامب ديفيد)، فإذا كان الإخوان وحزبهم بما يضمه من قادة وكوادر واعية، لا يعلمون هذا فتلك مصيبة، أما إذا كانوا يعلمونه ويقبلون بالجلوس والحوار والاتفاق معهم فالمصيبة أعظم وهي تستلزم أن نسأل وبصراحة أضحت واجبة: هل يا ترى الإخوان قرروا الحفاظ على أمن (إسـرائيل) والذي تصونـه (كامب ديفيد)، وقرروا -كما ذكرت صحيفـة (غارديان) البريطانيـة- دفع "حماس" لاسـتبدال الكفاح المسـلح بالعمل الشـعبي، ولتذهب فلسـطين، والأقصى، إلى من يقدر على حمايتها من غير الإخوان..!!؟؟ ألا يعلم الإخوان أن ثمة مؤامرة أمريكية -وبالتأكيد إسرائيلية صهيونية- لبناء شرق أوسط جديد هو نفس ذات الشرق الأوسط القديم إبان الحكام المستبدين (من عينة مبارك) بل ربما أسوأ منه -لأنه يسرق شرعية الثورات ويلعب بها- أو يتغطى بها -لأمد طويل-. إنـه شـرق أوسـط بلحيـة، أو بقشـرة إسـلاميـة، شـرق أوسـط تسـقط فيـه فلسـطين والمقاومـة، ويحل محلهما الصراعات الطائفيـة والمذهبيـة والمكاسـب الصغيرة لجماعات إسـلاميـة -للأسـف- ولأحزاب ترطن بالدين والثورة وهما منهما براء...!!!
ثانياً: يعلم الإخوان أن هدف الزيارات الأمريكية والفرنسية لمقراتهم ليس من أجل سواد عيونهم -كما قلنا- بل من أجل (إسرائيل) و(كامب ديفيد)، فإذا كان الإخوان وحزبهم بما يضمه من قادة وكوادر واعية، لا يعلمون هذا فتلك مصيبة، أما إذا كانوا يعلمونه ويقبلون بالجلوس والحوار والاتفاق معهم فالمصيبة أعظم وهي تستلزم أن نسأل وبصراحة أضحت واجبة: هل يا ترى الإخوان قرروا الحفاظ على أمن (إسـرائيل) والذي تصونـه (كامب ديفيد)، وقرروا -كما ذكرت صحيفـة (غارديان) البريطانيـة- دفع "حماس" لاسـتبدال الكفاح المسـلح بالعمل الشـعبي، ولتذهب فلسـطين، والأقصى، إلى من يقدر على حمايتها من غير الإخوان..!!؟؟ ألا يعلم الإخوان أن ثمة مؤامرة أمريكية -وبالتأكيد إسرائيلية صهيونية- لبناء شرق أوسط جديد هو نفس ذات الشرق الأوسط القديم إبان الحكام المستبدين (من عينة مبارك) بل ربما أسوأ منه -لأنه يسرق شرعية الثورات ويلعب بها- أو يتغطى بها -لأمد طويل-. إنـه شـرق أوسـط بلحيـة، أو بقشـرة إسـلاميـة، شـرق أوسـط تسـقط فيـه فلسـطين والمقاومـة، ويحل محلهما الصراعات الطائفيـة والمذهبيـة والمكاسـب الصغيرة لجماعات إسـلاميـة -للأسـف- ولأحزاب ترطن بالدين والثورة وهما منهما براء...!!!
ثالثاً: إن إصرار الإخوان وحزبهم على استقبال المسؤولين الأمريكيين وإصرارهم على تطمينهم على (كامب ديفيد) والعلاقات الدافئة مع واشنطن رغم نصائح المخلصين لهم بألا يفعلوا، خاصة وهم لم يتولوا أي مناصب سياسية بعد -أ حسب أن هذا السلوك الانتهازي، مع كامل الاحترام للأشخاص وللقادة داخل الجماعة، يُعد انقلاب على الثورة، وعلى مبادئ وقيم حسن البنا، بل واغتيال جديد له، وهو في تقديرنا المتواضع، يُعد قصر نظر و(براغماتية) سياسية، قد تنقلب على الإخوان، وترتد بنتائج شديدة السلبية، سواء على مستوى ثوار 25 يناير الذين ثاروا ضد الفساد والاستبداد والتبعية لواشنطن والغرب، ولم يثوروا فقط من أجل الخبز والدستور، بل سيمتد الأثر السلبي إلى بنية (جماعة الإخوان)، ذاتها، والتي قد تتفكك على خلفية هذا التعامل المباركي -نسبة إلى حسني مبارك- مع دولة عدو.
إن من يتعامل بهذا العناد والإصرار مع واشنطن رغم الملاحظات والانتقادات الوطنية الموجهة لهم في هذا الصدد، لن يمنعهم أحد، غداً من الحوار مع تل أبيب للأسف، إنهم بهذا يسيرون على خُطى مبارك، خطوة خطوة، ولكن بلحية، وكان الله في عون فلسطين، وقبلها مصر...!!!
واقرأ أيضاً:
أزمة شباب الإخوان / تحليل نفسي للمناظرة الرئاسية الأولى / الثورة المضادة في الشعب نفسه / خيار العودة إلى "الميدان" وثورة المصريين الثانية / انتخبوه وعارضوه
واقرأ أيضاً:
أزمة شباب الإخوان / تحليل نفسي للمناظرة الرئاسية الأولى / الثورة المضادة في الشعب نفسه / خيار العودة إلى "الميدان" وثورة المصريين الثانية / انتخبوه وعارضوه