شعرت بشيء من الشوق للمهدي صباح السبت 25 فبراير.... في البداية توقعت أنه قد لا يرد في وقت الاتصال مثلما عودني هاتفه الصامت معظم الصباحات والأمسيات تطلب وتطلب وهو لا يرد ببساطة لأنه لا يرى اتصالك ولا يسمعه.... ثم تجده بعد فترة يتصل بك.... لا أدري لماذا لا أفلح في جعل محمولي صامتا أبدا ربما أعطيع لغيري يرد لكنني لا أجعله صامتا إلا في المسجد..... شجعت نفسي بأنه السبت إجازة، وفكرت أن أطلب منه شيئا من النشاط على مجانين ربما يكون لديه شوقا لمجانين ومتسعا من الوقت، وقلت ربما يطفئ الشوق أن تتأكد أنكما ستلتقيان قريبا في ندوة الخميس.... وبالفعل لمست المحمول ولم أكد أستعد لسماع... يا بلادي بحبك يا بلادي...... حتى أتاني صوته الباسم المرحب وهو يقول "ازيك... " قلت: الحمد لله... أوحشتني يا دكتور فقط ولهذا اتصلت... راح يشكرني فقلت بل أنا الذي يشكرك أن لك وجها كلما تذكرته غمرني الشعور بالسعادة والدفء،.... وواصل الشكر وسأل: يا ترى انبسطت في لبنان قلت نعم... جدا قال الحمد لله.
قلت وقد غمرني قاسم كسروان صديقي الشيعي والمستشار معنا في مجانين بفيض كرمه وترحابه وصليت معه... جماعة والحقيقة أنني رغم استغراب كل من حكيت له ما زلت عاجزا عن فهم المشكلة.... ما زلت عاجزا عن استيعاب أننا لا يصح أن نصلي سويا لأنني سني وهو شيعي ألسنا مسلمين؟ ثم أن حكاية أنه لا يسجد لا على ما يؤكل ولا على ما يلبس أي حكاية الصلاة على حجر هذه تبدو بحاجة إلى التأمل وربما البحث لكنني بعد لم أفعل....... فكان رد المهدي فعلا صحيح مفروض أن نقترب من إخواننا الشيعة ليعرف كل منا الآخر.... فقلت له منذ فترة قريبة وصلني مقطع فيديو يعرض حوارا حول المذهب الشيعي والشيعة في مصر لكاتب إسلامي لا أذكر اسمه لكنه رائع أحلى ما فيه أن عرض لموقف أهل السنة من أحزان الشيعة ونواحهم في عاشوراء فقال ما معناه أن رد فعل أهل السنة على حزنهم هذا هو الاحتفال وأكل الصنف الحلو المسمى عاشوراء!... عموما سأرسله لك.
ضحك المهدي وقال لأجل هذا وغيره كثير أريد أن يحدث التقارب ولو على مستوى النخب... قلت له أظنه موجودا عند كبار المشايخ في الطرفين... فقال بقدر غير كافٍ وقلت إذن نحتاج إلى توسيع المقصود بالنخب قال بالضبط خاصة وأن التدبير الأمريكي الآن -ولا أظن ذلك خافيا عليك- هو أن تسمح بقيام حكومات إسلامية بغرض ضرب إيران بهم من خلال الفتنة بين السنة والشيعة وذلك في نفس الوقت الذي تزكي فيه نزعات الطوائف والأقليات.... وقد آن لنا وهو واجب علينا أن يكون لنا دور في تقارب السنة مع الشيعة... قلت له إن بالفعل لنا دورا فقال يجب تفعيله أكثر من الوضع الحالي لأن الخطر الداهم أكبر... قلت له تخيل يا أخي أنني برغم أنني أحاول التقريب عبر مجانين إلا أنه لم يخطر ببالي أن يكون الأمر أكبر من ذلك! واضح جدا أن في من الخصال المصرية كثير فأنا أبدو محبطا بالفطرة يا أخي والله مثل أغلب المصريين...
قال المهدي أما أن فيك من الخصال المصرية فحقيقة أنك مفرط في مصريتك تتجمع فيك خصال المصري الأصيل بحق... شكرته من قلبي... فقال أنه يعني ما يقول ولا يقصد الإطراء وأضاف أنه وضع اسمي أنا وابن عبد الله ضمن قائمة المرشحين للقيام بالتدريب في حملة اسمها "اشتقنا لأخلاقنا" تستهدف مصر كلها وأنهم سيطلبون دعم موقع مجانين في الدعاية للحملة، قلت له صدقت وأصبت في اختيارك فنحن فعلا معا نحتاج استعادة أخلاقنا كمجتمع وهكذا يجب أن يكون الطب النفسي الاجتماعي ثم اتفقنا على اللقاء الخميس القادم في أحد اجتماعات الجمعية التي ستقوم بالحملة.
أخيرا وصلت إلى العيادة في الزقازيق وبينما أنا على الباب رن هاتفي المحمول وكان ابني أحمد... آه بدأت المرحلة البنية إذن من حياتك يا وائل.... حقيقة أنا لم أعشق اللون البني من قبل... طوال ما مر بي من سنوات كنت أقبله ويعجبني ولكني لا أحبه.... لكن يبدو أنني بعد التغيير الأخير في عيادة مجانين الزقازيق سأحب البني ولتكن بداية المرحلة البنية.
اتصلت بأحمد ابي قلت خير... فسألني: بابا أنت تعرف باسم يوسف؟ قلت له طبعا رأيت عدة فيديوهات له على الإنترنت أضحكني وأبكاني في الأسابيع الأولى للثورة وعرفت بعد ذلك أنه زميل طبيب وأستاذ جامعي جراح قلب وصدر، سألني تعرفه شخصيا قلت له لا يا أحمد شخصيا لا قال لي استشهد ببعض المشاهد لك وأنت تتحدث عن الشرطة وأيضًا تحدث قبلك عن دكتور المهدي وإن بدا ذلك على سبيل السخرية....
قلت له هو فنان ساخر يا أحمد على أي حال ابعث لي الرابط فقال حاضر...... لكنني كنت أحسبه صديقك لأنه يعتبر عمل دعاية للموقع قلت له كيف فقال كان على المشاهد التي ظهرت فيها www.MaGaNiN.CoM فقلت أبدا با أحمد فقط يبدو يا ولدي أن رفعي لمقاطع فيديو لي عبر اليوتيوب بعد تحريرها ومحاولة استخدامها دعاية للموقع على الإنترنت قد أثمر... الحمد لله...... وما أن أغلقت الخط مع أحمد حتى تذكرت ما ضايقني بحق... لن أكون قادرا على حضور لقاء الخميس القادم مع المهدي لأنني سأكون في ندوة في مكان آخر... يا ترى أتصل الآن بالمهدي أم أرجئ إخباره بذلك........ ولم أزل في تساؤلي هذا حتى بدأ المجانين في الدخول.... دعواتكم بألا أنسى!
واقرأ أيضاً:
التي تسُرُّه إذا نظر! مَن وبمَ؟ / رهاب اللامحمول لا تصدق معدا ولا صحفيا