(506)
مع الشهداء.. ذلك أفضل
أحد أبطال المقاومة في مدينة السويس قال في برنامج تليفزيوني من سنتين تقريباً "لو أبني جه يعمل اللي أنا عملته هقول له لأ". ورفض الراجل يقول ليه. بس أنا حسيت وكأنه عايز يقول ليه أموت إذا كانت النتيجة إنْ الكلاب دول يركبوا البلد ويسرقوها.
هو اللي مات في حرب أكتوبر مات ليه؟ مات عشان السادات يبقى البطل، ويحط في النهاية إيده في إيد بيجين الحقير، ومن بعده يركب حسني ع البلد ويسرق ما فيها هو وعيلته وباقي لصوص العصابة؟
قتلوا فينا الانتماء ولاد الكلب وكرهنا البلد، الكل بقى هدفه الهرب من المخروبة، وينسى إنه في يوم كان مصري، حتى لو كان مصيره في البحر الغرق.
وجت الثورة واكتشفنا إننا لسه مصريين وإنْ جوانا حبها، ونحب الموت لأجل ما هي تعيش وتنسعد. بس يا خسارة فرحتنا ما كملتش، ولقينا الثورة قدام عنينا بتنسرق، وولاد الكلب فضلوا راكبين ع البلد وزاد عليهم ولاد الستين كلب اللي تاجروا بالملة والدين. فجأة إكتشفنا إنه بينضحك علينا من جديد وإنْ دم الشهيد بيروح هدر، وإننا بنرجع نقول تاني لمصر طظ وألف طظ فيكي يا بلد، إكتشفنا إننا بنرجع نهرب منها من تاني، وننسى إننا لمصر بننتمي، اكتشفنا إننا بنرجع نتوه في غربتنا سوا كانت مخدرات أو وطن بديل لأجل ما نوهم نفسنا إنه أخيراً بقى لنا بلد.
هي دي أزمتنا اللي بنعيشها دلوقت في مصر. بس أنا لقيت لنفسي الحل، الشهيد هو طوق النجاة. أنا قررت إني مكنش خاين للشهيد، قررت إني أكمل المشوار اللي ابتداه، حتى لو كان التمن إني أموت زيه ويبقى في يوم أسمي شهيد. ببساطة وبمنتهى الوضوح مش هكون إبن كلب خاين أو جبان، ببساطة أكتر أنا مش عسكر ولا سلفي أو إخوان.
(507)
ذكاوة
دول الجوار بذكائها الفذ إكتشفوا أخيراً إن مصدر الخراب هو جماعة الإخوان المسلمين؛ فانقلبوا عليها بعد ما كانوا بيدللوا فيها. إكتشفوا أخيراً إن الجماعة لا تتطلع إلا للكرسي فقط لا غير، أما الدين عندهم فهو مجرد مطية. دلوقت دول الجوار فاكرة إنهم خلاص أصبحوا أذكياء والدليل على كده أنهم صاروا يؤيدون الآن الجماعات السلفية بهدف ضرب جماعة الإخوان، وهم بذلك قد أصبحوا كمن يستنجد بالرمضاء من النار. وسيكتشفون بعد حين أنهم قد فعلوا مثلما فعل السادات من قبل عندما دعم التيار الإسلامي لضرب الشيوعيين، فانتهى الأمر بأن من قتل السادات هو تلك الجماعات الدينية.
بعد مقتل السادات تعلم حسني الدرس فحارب كل من يصلي أو يقرأ القرآن؛ لأنه لا يعرف بالظبط متى تتغير النوايا ويتحول السلفي من مجرد قارئ للقرآن ليصير كعبود الزمر؛ فيكفر الحاكم ويسعى للجلوس على الكرسي. مشكلة السلفي إنه أشبه بمن يركب سيارة ولا يسير بها للأمام وإنما يرجع بها إلى الخلف، وقد يحدث أثناء رجوعه أن تقع السيارة في حفرة فإذا به كالظواهري وطالبان أو كعاصم عبد الماجد، وقد يقع آخر في حفرة فيجد نفسه كشيخ جليل لا مطامع له في الدنيا. أخشى ما أخشى أن تبكي غداً دول الجوار بدلاً الدموع دم؛ عندما تكتشف بعد فوات الأوان أن هذه الجماعات هي التي تجلس على الكرسي في مصر. إذا حدث هذا فقد يكبر الموضوع برأسهم ويبدأوا في محاولة إعادة السيطرة على دول المنبع بعد أن جربوا طعم الجلوس على الكرسي في مصر.
(508)
أنا ما أنخلعش
السلفيين بيقولوا إنهم ماشين ورا السلف؛ سلف مين بالظبط مش عارف؟!! طب ما السلف قال إنْ الست من دول ممكن تخلع جوزها، وأسيادكم حواليكم بيقولوا الست تخلع جوزها. إشمعنى بقى تتمردوا في دي على أسيادكم وتقولوا للخلع لأ؟ يعني لما جت عند لا مؤاخذه قلت لأ مش لاعب، أنا ما أنخلعش؟!! فكرتوني بالنكتة بتاعة الشيخ اللي أفتي لراجل إن الحيطة لازم تنهد وتنبني سبع مرات علشان الكلب لا مؤاخذة إتبول عليها، ولما الراجل قال له يا مولانا دي الحيطة اللي بيني وبينك، فالشيخ ضحك قال يا راجل قليل من الماء يطهرها. عموماً مش غريبة عليكم، وعلى رأي العيال بتوع الكورة ولسه.. ولسه. أما إحنا كفاية علينا نغني ونقول أنا اللي أستاهل كل اللي يجرى لي أنا اللي أستاهل كل اللي يجرى لي الغالي بعته رخيص ولا أحسبهوش غالي.
(509)
كورة تاني لأ
الكورة إتعملت في بلدنا علشان الناس تتلهي فيها وتبعد عن السياسة. طب دلوقت العيال بتوع الالتراس ولاد الإيه دخلوا في السياسة، وقالوا إحنا اللي لا مؤاخذة معرفش إيه الداخلية، والخوف المرة الجاية يعملوها في الحربية. يعني كده الكورة بقت خطر ع الحكومة والمشير ذات نفسه، وعلشان كده الدوري لازم يقف لغاية أما يشوفوا حل في العيال بتوع الالتراس.
23/3/2012
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (111)
واقرأ أيضاً:
كتالوج الرئيس القادم / متى تنتهي الثورة؟ / وماذا بعد؟ / قراءة في شخصية أبو الفتوح / ماذا نحن فاعلون؟ / حكاوي القهاوي