(يحتوي هذا الموضوع على ألفاظ قد تزعجك!!)
منذ اليوم الأول -ما بعد التنحي- كان علينا جميعا أن ندرك أننا قد دخلنا في معركة مركبة وطاحنة على عدة مستويات، فالسلطة بأجهزتها لن تكون غنيمة باردة أبدا، والنخب القديمة مسكونة بالفشل ونزعات الاقتتال الغريزي المدفوع بثارات تاريخية معقدة، وحسابات مزمنة مع السلطة بأجهزتها، وشهواتها، ومخيلتها!!!
ثورة يعني تغيير؟؟ طيب.... ماذا فعلنا لمعالجة هذا "الموضوع"؟؟
ثورة يعني خلخلة أوضاع، وتراكيب.... قديمة، وانطلاق طاقات جديدة، وحراك أجيال واعدة، وخروج شعب كسر خوفه، وتمرد على جلاديه!!!
وقد حصل هذا كله، فماذا فعلنا به؟؟
السلطة استخدمت وتستخدم الناس القديمة، واللغة القديمة، والألاعيب القديمة في تحطيم كل ما قمنا به... ومحاولة حشرنا في مسار أخرق ملعوب في أساسه وقواعده وناسه!!!
وكان الرد المطلوب، واستكمال الثورة، هو ببساطة... أن نكمل إلى الأمام، مستثمرين الخلخلة، ومشغلين للطاقة، ومتفاعلين مع الشعب الذي كسر خوفه!!
بدلا من هذا المنوال الناجح، تهنا في الملعوب، ذهبنا نتسابق ونتعارك، وتركنا يوسف (الشعب)، للذئب (السلطة)، تفتك به، ونحن عنه غافلون!!!!
نضيع الوقت والطاقة والجهد والأحلام في محاولات لمحاكاة الكتل الأسمنتية القديمة، أو ننخرط في ذمها، وننفق أثمن لحظات من عمرنا، وعمر الوطن فيما لا يستحق أكثر من بصقة!!!
نحن الذين نختار الاهتمام بكل ما يجلب العار، والإحباط، واليأس، ولا يجلب نفعا على الإطلاق!!! بل يجلب القوى القديمة بقديمها كله، وبؤسها كله إلى الواجهة، ويدعو الناس للاختيار بينها!!! ويعرقلها، ويفشلها، ونحن نهتم، ونثرثر، ونتفاعل، ونعشق هذا الهراء!! كما نعشق الدماء!!!
نحشر أنفسنا في مربعات الهراء، ومربعات الدماء، ونترك/تركنا بقية مربعات بناء القدرات، وخلخلة السلطات، وتشغيل الطاقات، واحتلال المواقع، في بلد مكشوف، مفتوح، مفشوخ لمن يريد أن يتعلم، ويتواصل، ويحرره شبرا شبرا.
الأمل مرتبط بالتغيير، والتغيير مرتبط بالتركيز ومواصلة السير بالجديد، والإبداع، وتحفيز الطاقة بالخيال، والأحلام، وسيرة الشهداء، وتشغيل الأدمغة بالقراءة، والتواصل الإنساني، والانتشار في كل مربعات الرقعة.... الأرض لنا، هي لمن يحررها، والشعب نحن منه، والمستقبل ملك لمن يتكلمون لغته!!!
تفكيك السلطة والفساد، استكمال الثورة والأهداف، تحقيق الأحلام، والآمال... كل هذا ممكن جدا، ومتاح جدا، ومطلوب/مفتقد جدا، لأن المصريين حتى الآن منغمسون في التلويش!!!! ولا يتغير العالم به!!!
لا يتغير العالم باختزال ثورة عظيمة وواسعة ومبهرة وشاملة البدايات إلى مجرد بالوعة براز، القوى القديمة، وإعلام الفلول، وكهنة المعابد... أصنام المتاحف!!!
طبعا البراز -أعزكم الله- هو جزء من الحياة الإنسانية، لكن اعتباره الجزء الأهم، هو اختيار وانتحار نمارسه حين نختصر الحراك الهائل والطموح الهائل وديناميات الطاقات المتدفقة!!!
اختصار هذا، وحشره في مسار السلطة، هو إصرار على تبديد الثورة في سراديب البراز!!!
حرروا عقولكم من البراز الذي يريدون إغراقنا فيه، افتحوا عيونكم لتروا الناس الجديدة، والأفكار الجديدة، والأساليب الجديدة، وواصلوا بلا ملل، متعة الحرية والتحرر، أبدعوا لغة تستحقونها، وتعلموا مهارات تحتاجونها، وحرروا أنفسكم، وشعبكم، وأرضكم... تمتلكونها!!!
العالم كله يتكلم لغة جديدة تتبلور، وتتشكل، وينتظركم، تقدموا، تكاتفوا، لا تلتفتوا وراءكم، اقرأوا، تعلموا، لا تسأموا، تراحموا، تحاوروا، تحابوا، تأملوا. حتى يكون المستقبل لنا... والبراز لهم!!!
(البهاريز): ببساطة نحن نختار، إما الحركة في الدنيا الواسعة التي فتحتها لنا الثورة بفضل الله، أو الانحشار في مسارات ضيقة ملعوب فيها، وملعوب بنا فيها!!!
نحن نختار أن نكمل ما بدأناه، وهو جديد يحتاج إلى إبداع لا يتوقف، وعمل، ومعارف جديدة، ولغة مختلفة، وانتشار في كل مربعات رقعة اللعب، أو أن نبقى مجرد متفرجين في مسرح المجاري الذي حشرونا فيه، نحن، والكاميرات، والجرائد، ويحاولون حشر الشعب كله فيه!!
والاختيار لنا!!!!
واقرأ أيضاً:
بروفيل مرشحي الرئاسة3/ ظاهرة "ولاد ابواسماعيل"/ أبعاد الاختيار السلفي لـ(أبو الفتوح) وتبعات القرار