سؤال تداعبنا به نفوسنا الحائرة. هل الدنيا تستطيع أن تجعل القلوب قاسية. هل نقبل مادية مجردة تجوب الدنيا ذهابا وإيابا لتكون عذرا لنفوس تتجرد من الرفق وقلوب تصبح نبضاتها قاسية.
طالعنا صلاح جاهين بكلماته التي تلمس القلوب حين قال:
قالوا الشقيق بيمُصّ دم الشقيق
والناس ما هيَّاش ناس بحق وحقيق
قلبي رميته وجبت غيره حجر
داب الحجر... ورجعت قلبي رَقيق
عجبي!!
أحيانا تقسو الدنيا على المرء. وتعصر القلوب قسوة الإنسان. فيتمنى المرء أحيانا لو تغادره رقة المشاعر التي تجعل القلوب تتألم من قسوة بني الإنسان. وربما يحاول جاهدا أن يفعلها لكنه لا يستطيع. فحتى لو حاول وضع حجرا بديلا لقلبه كما قال صلاح جاهين سيذوب الحجر وتغلبه رقة المشاعر التي تهذبت في نفسه منذ شب على الدنيا.
وأعود لسؤال هل نقبل أن تكون مادية نعيشها وضغوط تحيط بالجميع أن تكون عذرا لبلادة المشاعر وقسوة قلوب تؤلمنا؟؟ وهل مادية الحياة هي التي ولَّدت القسوة أم القسوة هي التي أعمت القلوب عن حياة النفوس النقية.
أعتقد أننا من نملك أفعالنا، ونفوسنا التي تجوب بداخلنا تتحرك وفقا لما نؤمن به. نستطيع أن نختار أن يكون النقاء والصفاء محرك نبضاتنا فنرسل نبضات قلوبنا النقية لتصبح همسات رقيقة للعالم من حولنا فنجعله أكثر دفئا. وكذلك نستطيع أن نجعل بلادة المشاعر طريقنا فيصبح عالمنا أكثر قسوة.
نستطيع أن نعيش لأنفسنا وفقط ونوهم أنفسنا أن سعادة الذات المطلقة هي طريقنا لحياة أفضل. ونستطيع أن نعيش لأنفسنا وللآخرين. أن نجرد أحلامنا من حب الذات. أن نجعل الأحلام تداعب دنيا نقية.
نستطيع أن نهذب نفوسنا ببسمة نرسلها أو بكلمة رقيقة نصدق فيها. أن نشعر بآلام أخرى ونضمد جرحا منها.
وحتى إن آلمتنا قسوة نفوس لم تستطع أن تتخذ من النقاء طريقا فيكفينا شرفا أن نفوسنا تستطيع أن تعلو فوق ذلك كله. ألا نكون شريكا في قسوة وجمود جارح. يكفينا شرفا أن يكون لنفوسنا هدف سامِ نجوب به رحلة حياتنا بلا أحقاد تفسد رؤيتنا. بلا أثقال تجردنا من فطرتنا.....
واقرأ أيضاً:
مناجاة عم سمير / مناجاة / حسني مبارك بريء