رغم تعليمات "نتانياهو" إلى كافة المسئولين الإسرائيليين بألا يحرقوا "أحمد شفيق" وأن يكفوا عن التدخل في الانتخابات المصرية، وعدم إظهار أي شهوة تجاه المرشح أحمد شفيق، وذلك من منطلق المثل المصري الذي يقول: "داري على شمعتك تقيد". رغم تلك التعليمات الرسمية الصارمة، فقد جاء حديث "شلومو بن عامي" وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، معبراً عن وجدان غالبية الإسرائيليين حين قال: "إذا تم انتخاب الفريق أحمد شفيق رئيسا لجمهورية مصر، فإن ذلك سيكون ذخرا استراتيجيا لإسرائيل، أهم وأجدى من مبارك نفسه، لأن شرعيته في هذه الحالة ستكون أجدر وأقوى، فهي شرعية ديمقراطية".
هذا الكشف الدقيق عن الوجدان الإسرائيلي تجاه المرشح الفريق أحمد شفيق يثير الدهشة والغرابة من هؤلاء الإسرائيليين الذين يرقصون طرباً لشفيق، وفي الوقت نفسه لا يرحمون حسني مبارك المسئول عن الفريق أحمد شفيق، والذي سمح للإسرائيليين أن يمتصوا زهر مصر، وأن يأكلوا ربيعها ثلاثين سنة، هؤلاء الإسرائيليون الذين يتمنون فوز الفريق أحمد شفيق، ويحلمون بذلك ليل نهار، أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه التلفزيون الإسرائيلي، أن 51% من الإسرائيليين يعتبرون الحكم على المخلوع حسني مبارك كان مخففاً، وكان يجب أن يكون أكثر صرامة. وكأنهم في ذلك يعترفون أن ما أفسده حسني مبارك وعاد بالنفع على الإسرائيليين كان أكثر بكثير مما يعرفه المصريون أنفسهم، وعليه كان يجب أن تشدد العقوبة على مبارك، وقد كشف الاستطلاع أن نسبة 27% من الإسرائيليين فقط يتعاطفون مع المخلوع مبارك، واعتقدوا أن الحكم كان قاسياً، وكان يجب أن يكون مخففاً أكثر.
استطلاع الرأي الذي عرضه التلفزيون الإسرائيلي يقول: إن 16% فقط من الإسرائيليين يرون أن الحكم على المخلوع حسني مبارك كان عادلاً. إن هذه القلة الإسرائيلية لا تعني أن غالبية الإسرائيليين يجهلون أهمية مبارك ومكانته في نفوسهم، وأثره على حياة كل إسرائيلي في المنطقة، على العكس من ذلك، فقد صار معروفاً في كل بيت إسرائيلي أن مصدر الأمن والرخاء والرفاهية التي ينعم فيها يهود إسرائيل، هي من فضائل نظام المخلوع حسني مبارك، ويكفي أن مركز دراسات الأمن القومي الصهيوني، قد نشر أخيراً دراسة للجنرال "غابي سيبوني" جاء فيها: "كان نظام مبارك، يمثل حجر الزاوية الأهم في النظام الإقليمي بالنسبة لإسرائيل، وكان أهم ضمانة لإفلاتها من أي عزلة إقليمية، علاوة على الدور المركزي الذي لعبه نظام مبارك في مواجهة التحديات الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل".
واقرأ أيضاً:
خيار العودة إلى "الميدان" وثورة المصريين الثانية / انتخبوه وعارضوه / قراءة نفسية في ملحمة الأمل المصرية / ماذا لو زُورت الانتخابات لصالح شفيق؟