ﺇن كنت من متابعي أفلام الكرتون فمن الممكن أن تكون قد شاهدت فيلم "الملك الأسد"، الفيلم الذي استمتع بمشاهدته الكثيرون كبارا وصغارا... ولعلك تتذكر جزءا من أحداث هذا الفيلم عندما سيطر الأسد القاتل على مملكة الحيوانات واستشرت الضباع في الغابة.... ولعلك أيضا تتساءل ما علاقة هذا الفيلم بما سأرويه.
مجموعة من الركاب في إحدى عربات القطار يتحدثون بصوت مرتفع عن أحداث الثورة والانتخابات راسمين لوحة مشرقة لمستقبل مصر في يد الفريق أحمد شفيق وأخرى ملبدة بالغيوم لما ستعانيه مصر لو وقعت في قبضة اﻹخوان المسلمين. ثم بدأ أعضاء "الفريق" الذين أعلن قاﺋدهم –على حد قوله – أنه أحد ضباط الشرطة الذين عانوا ظلم النظام السابق -أيضا على حد قوله- في اتهام اﻹخوان المسلمين بأشياء مختلفة لست بصدد الخوض في تفاصيلها وﺇذا بأحد الركاب يقف ويطلب منهم ﺇما التوقف عن هذا الحديث أو أن يأتوا بالدليل على ما يقولون. واحتدم الحوار وتلاحمت الأصوات وبدأت الضباع في الظهور من بين المقاعد محاولة اﻹيقاع بالفريسة حتى أعرض الراكب عن جهلهم وقرر عدم الخوض معهم أكثر من ذلك .التف المؤيدون حول قائد الفريق وانتهى المشهد.
أنا لست من مؤيدي اﻹخوان المسلمين ولكنني لم ولن أنسى من سرق الأعمار وقتل النخوة وربى الحقد وزرع الجبن وحصد الألسنة ووووووو.
قرأت في مقال للدكتور وائل أبو هندي عن (متلازمة ستوكهولم) فهل أصيب شعبي الحبيب الصبور المهاود بهذه المتلازمة؟ ثم أين أنت يا سيمبا؟ وللا هاكونا ماتاتا؟
واقرأ أيضاً:
المؤتمر الإقليمي الثاني لعلم النفس (تقرير) / بطلا تسونامي العرب
التعليق: لقد نجحت الأديبة ريم والي في الربط بين قضية اللا مبالاة والشعب المتخبط في قطار يفقد من فيه عند محطات السقوط مع انتظار الجميع للشخص الوحيد الفعال السيمبا أو السوبر مان وانهيار الحلول بين شعب متخوف من تسلط رجعية دينية لم يتفهم تطورها واحتلال نظام قتله لكنه مقتول اعتاد على سكين قاتله
وكأنه قد قام بثورة ليخلع نظام وينظف تحته ثم يضعه مرة أخرى مقتنعا ومستمتعا بجهله ويستمر قطار الحياة في انتظار سيمبا محرر للعقل سيمبا تائه في عالم الهاكونا ماتاتا مُغيب ينتظر من يذكره بمجده ..
التشبيهات رائعة تعلن عن مولد أديبة لها فكر خاص مترقبة للأحداث تتحرك في قطارها الراصد لتطورات وانفعالات عالم متحول .. في انتظار مقالة جديدة وعالم أوسع شكرا
لموقع مجانين على اختياره للمبدعين
عبدالرحمن بكر