هكذا قرأت هذه الجملة على أحد حوائط قاهرة المعز. وأخذت أتمعن في معنى الجملة. ورنت في ذهني كلمة بريء ومعاني البراءة. فنحن نقول فلان بريء من تهمة كذا أي لم يرتكب الجرم الموجه إليه. ونقول مثلا أن هذا الطفل بريء وهي صفة من صفات الفطرة تتشبع بمعاني النقاء والصفاء. ونقول أحلام بريئة ونصف المشاعر بالبراءة.
وعدت للجملة التي قرأتها.... حسني مبارك بريء، وأخذت أسأل وأتساءل هل من كتب الجملة يقصد أنه بريء من تهمة ما أم أنه يصفه ببراءة النفس!!!! وإن كان مقصوده بريء من تهمة فهل هي تهمة قتل المتظاهرين أم من تهمة قتل الوطن!
أم من تهمة قتل البراءة بما شاع من فساد. فهل هو بريء من قتل البراءة في وجدان الوطن!
أم بريء من قتل أحلام شباب في عمر الزهور قبل أن تتفتح أحلامه ذبلت!
أم بريء من وطن لطخته نفوس ملوثة لم تجد من يوقف فسادها!
أم بريء من أرواح ذهبت في عبارة غرقت بفساد النفوس!
أم بريء من أرواح قتلت وهي على أعتاب بلاد غريبة تبحث عن رزق والرزق في بلدها وفير!
أم بريء من صخور دفنت أصحابها أحياء لم يجدوا مأوى غير أنقاض الصخور!
أم بريء من نفوس قتلها اليأس في أن تحيا حياة آدمية!
أم بريء من أمة تخلفت كانت بين الأمم بهية!
من أي تهمة هو بريء ؟!!
من أي تهمة هو بريء؟!!!!!
واقرأ أيضاً:
مناجاة / نفوس نقية / بلادي جميلة