اغتيال الحرية (2)
استكمالاً لسلسلة الاغتيالات، ولكن هذه المرة اغتيالاً لآمال شعب بأكمله، أمة بأكملها، اغتيالاً لدموع وآهات أمهات، وزوجات، وأبناء شهداء الثورة المصرية، أكبر عملية اغتيال في تاريخ مصر، اغتيال آمال شعب بأكمله قام بثورة بيضاء فقدنا فيها ما يزيد عن ثلاثة آلاف شهيد، وما تبعها من أحدث محمد محمود، وأحداث ماسبيرو، ومجلس الوزراء وختاماً بأكبر مذبحة شهدتها مصر -في عصرها المعاصر- في أحداث العباسية....
هذه المرة لم تكن سهلة على أي مصري حر ضحى بالغالي والنفيس من أجل أن يتنفس هواء الحرية العبق، الذي لطالما حلمنا به،..... انقض الفلول على الثورة في غفلة منا أو بمعنى أصح في عدم قدرتنا على استكمال ما بدأناه، حيث أن الفلول نعم قلة ولكنها..... قلة تملك المال، والسلاح، والسلطان......
ثمن الحرية غال جدا جدا وقد دفعناه.... ولكن لماذا لم نستحق هذا الشرف؟!! هل اعتاد الشعب المصري على الذل؟! على الإهانة؟! على الرضى بحكم فرعون؟؟؟
آلمني وآلم كل حرٍّ أن نجد الآن، واليوم من يساعد الفلول على النهوض..... بعد دم شبابنا الغالي الذي زهق في ميادين مصر، بعد أن شعرنا بنسيم الحرية الآتي من بعيد، فامتدت يد الغدر لتسد الباب أمامه وأمامنا كي لا نتنفسه...
الثورة التي شهد لها العالم، الثورة التي أذهلت أعداءنا قبل إخواننا..... ثورتنا التي تضيع اليوم من بين أيدينا، من المسئول عن ضياعها، وماذا سنقول للخالق يوم العرض العظيم؟؟!!
يا كل مصري حر، لا تدع أعداءنا يقتلوننا بأيدينا، فما يحدث الآن هو مخطط أمريكي صهيوني للقضاء على الربيع العربي بأكمله، ويؤكد هذا ما قاله "شلومو بن عامي" وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، معبراً عن وجدان غالبية الإسرائيليين حين قال: "إذا تم انتخاب الفريق أحمد شفيق رئيسا لجمهورية مصر، فإن ذلك سيكون ذخرا استراتيجيا لإسرائيل، أهم وأجدى من مبارك نفسه، لأن شرعيته في هذه الحالة ستكون أجدر وأقوى، فهي شرعية ديمقراطية".
ليس لنا سوى أمل واحد وأخير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهو صناديق الاقتراع كما قال الدكتور محمد مرسي في خطابه أمس، أرجوكم ثم أرجوكم أنقذوا مصر، لا تتركوا دماء شهدائنا فهي أغلى علينا من أنفسنا، فهم شباب ضحى من أجلنا فلا تجعلوا تضحياتهم تذهب أدراج الرياح.... مصر أمانة في أعناقنا وكل منا سوف يُسأل يوم الحساب عن صوته.... عن الأمانة ماذا فعل بها.
أنقذوا مصر، أنقذوا الثورة ودماء شهدائنا، وإذا لم يحدث ذلك فالله وحده يعلم كم روحا سوف تزهق لأنها ساندت الثورة...
من أعماق القلب أرجوكم
واقرأ أيضاً:
قانا ...مذبحة إسرائيلية جديدة / مؤتمر حوار الحضارات / الرفق بالحيوان أصبح واجباً.... / كل سنة وحضرتك طيب