"لماذا يتوقع البعض أن تسير الأمور مثل الأفلام العربية، فينتصر البطل ويموت الشرير، والبطل يتزوج البطلة وكله يبقى تمام، نحن واثقون من نصر الله لكننا نعلم أن ما يحدث لابد أن يحدث، فالباطل لابد أن يدافع عن بقائه حتى آخر رمق، ولا ينتصر عليه بعد توفيق الله عز وجل، سوى ثبات الحق، واليقين بأن الحق منتصر ولو بعد حين، هذا ما كنا نشعر به في التحرير أثناء الثورة، وهذا كان من أسباب انتصارنا، الانتخابات ليست نهاية المعركة بيننا وبين باطل متعمق، حتى حينما يفوز الدكتور مرسي (بإذن الله) فلن تكون هذه نهاية القصة بل ربما بدايتها، وأنا من حزب المكملين إن شاء الله ومن حزب الواثقين بنصر الله" ،
نعم لماذا نستغرب ما يحدث ونشعر بالإحباط بمجرد أن يكشر الباطل عن ناب واحد من أنيابه؟ ألسنا كنا نهتف في التحرير "مزهقناش مزهقناش، الحرية مش ببلاش"، فلماذا نتوقع الآن أن تأتي النهاية السعيدة بدون جهود وتضحيات
لماذا نهدر شهورا قاومنا فيها ذلك الميراث الطويل الذي خلفه لنا ذلك النظام الغاشم والذي شوه نفسية وشخصية الكثير من المصريين، لماذا يستطيع الباطل بانتفاشته الزائفة أن يبعث في نفوسنا اليأس بهذه السرعة، فبمجرد أن يهاجمنا نتراجع ونقول لقد كنا مخطئين من البداية
نعم هذه هي الرسالة التي يريد الباطل بالضبط أن يوصلها إلينا، أن الأمر كله بيده وأن جميع خيوط القصة بين أنامله يحركها منذ البداية كما يشاء، وأن كل ما حدث ويحدث وسيحدث هي سيناريوهات حددها بدقة منذ البداية.
لماذا ننسى بسرعة، لماذا خبت فينا جذوة الانتصار والثقة في نصر الله ثم في قدرتنا على الانتفاض والنجاح والتحرر
دعني إذن أنشط ذاكرتي وذاكرتكم ببعض الحقائق:
ألم يكن جمال مبارك إحدى حقائق حياتنا؟ حتى أننا كنا نفكر في كيفية تقبل كونه الرئيس القادم لا محالة، هل دار في خلدنا للحظة - ولو في أكثر حالاتنا تفاؤلا- أن يسقط الطاغية مبارك بشرارة بدأها شباب يضغطون أزرار الحاسوب؟
ألم نكن ننظر للأجيال الصاعدة نظرة حسرة وشفقة ونتساءل بين أنفسنا عن عدد القرون التي يمكن أن نحتاجها لتغيير عقلية ونفسية ذلك الشباب، لكن من بيده خيوط القصة كلها بالفعل -سبحانه وتعالى- أبى إلا أن يرينا نموذجا غيرا لقدرته ومشيئته جل وعلا، وفي 18 يوما تحطمت حقائق حياتنا على صخرة من قدر الله، بشعب هتف بصوت هادر "الشعب يريد...."، وكانت المعجزة.
وتخيل الكثيرون أن هذه هي نهاية الحكاية، لكن الحقيقة أنها فقط كانت البداية، وجمالها أنها كانت بداية ربانية، وستكون نهايتها ربانية بإذن الله.
لذا وكلما رأينا انتفاشة للباطل لابد أن تحضرنا سنة الله التي قررها في الآيات (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)) صدق الله العظيم (الأحزاب22،23)؛
ولنعلم أنها حرب إرادات يفوز فيها من كان أطول نفسا وأقوى إرادة، وعلينا جميعا ألا ننسى هتافنا يوم التنحي حينما هدر الميدان بصوت واحد: "الله.. وحده... أسقط النظام".
واقرأ أيضاً:
مازوخية المصريين: باي باي ثورة! / ساخن من مصر أيام الغضب: أحد الشهيد / الفلول تحييكم! / مازوخية المصريين: ثورة بالقانون وها.. ذي آخرتها!
التعليق: شكرا لك على هذه المدونة الرائعة