مبروك لمصر، نهنئ مصر والمؤمنين بها بالنصر الثاني، لقد خلع شعب مصر مبارك في 11 فبراير 2011 وأسقط ذيله في 17 يونيو 2012 في معركة شرسة، الثورة لم تكمل انتصارها بعد ولكنها لن تنهزم، رغم دعاة اليأس والاستسلام. مبروك لشهدائنا فدمائكم لم تسل هباء.
أكتب كلماتي هذه، وما زال دعاة العبودية وأذناب الماضي يحاولون لي النتيجة بإدعائات بلهاء لو استمرت لأدخلت مصر في دوامة الحرب الأهلية، وهذا ما يسعى له مبارك وبقايا نظامه، وحين ذاك لا وقت للمقاطعة ولا للحسابات الطائفية.
والحق يقال ويدافع عنه، لقد انتصر شعب مصر على مخطط الولايات المتحدة وإسرائيل، لقد هٌزِمً عمر سليمان عميل المخابرات الأمريكية، لقد هٌزِمً مبارك وأسرته، لقد هٌزِمً الفساد السياسي، لقد هٌزِمً الحزب الوطني، لقد هٌزِمً دعاة اليأس والاستسلام.
إن كل من شارك في هذا النصر يحق له أن يفخر لأنه لم ييأس ولم يستسلم لدعاوى الترهيب من غضب ممولي الاقتصاد المنهوب، فمصر تملك من مقومات القوه ما يؤهلها للصمود وإعادة البناء.
إن الطريق أمامنا طويل، ويجب أن يبدأ العمل له من الآن، وأول الخطوات مراجعة النفس ودراسة الأخطاء.
- يجب ألا ننسى أن الحزب الوطني لم يستسلم بعد ولن يستسلم بسهولة.. لا هو ولا أشياعه، فالفساد هو أكل عيشهم ودم يجري في عروقهم.
- إن تصارع قوى الثورة على السلطة أمر منطقي، ولكن التصارع بدون دراسة المناخ المحيط وقبل استقرار الثورة وتمكينها هو درب من المراهقة السياسية.
- إن الاستجابة للأكاذيب التي يروجها الإعلام المصري، هو أول طرق الفشل والإحباط، فالإعلام المصري لا يعبر إلا عن مصالح ضيقة لأصحاب تلك المصالح التي تقف وراءه.
- أن من يدًعًون أنهم المثقفون وأنهم هم "الصفوة"، هم سبب مشاكل مصر طوال العام الماضي، فلم يتعلموا شيئا من تاريخ مصر وطبيعة شعبها، ولا من تاريخ الثورات. كنت أتمنى أن يقرأ أحدهم تجربة جنوب أفريقيا بدلا من انخراطهم في تجربة رومانيا.
- إن من افترضنا قيادتهم للثورة، لم يقودوها، بل قادهم هياج الشارع، هذا الهياج الذي ساهم في إشعاله سوء إدارة المجلس العسكري والإعلام و"الصفوة".
- إن دعاة السلبية والمقاطعة خذلوا مصر، ولو لم يعودا لصفوف العمل الجاد سيكونون السبب في هزيمة الثورة.
- إن تصورنا أن التصادم هو الحل هو أمر مدمر لمصر ومستقبلها، ويجب أن يتوافق الجميع بما فيهم المجلس العسكري.
فالكرة ما زالت في ملعب الثورة، والعمل الشاق قد بدأ، وعلى الإخوان أن يدركوا أن وعدهم قد سُجل وأن شعب مصر لا ينسى.
وكلمة لجيش مصر: لقد أشرفتم على انتخابات نظيفة، فلنبحث عن مخرج مشرف فلقد حان الوقت لإنهاء تلك المهزلة، فمحاولات اللعب بالقانون والتلاعب بالدستور سوف تحرق الجميع.
وللإخوان المسلمين: لقد حققتم حلمكم بجهدكم ووقوف المخلصين من أبناء الثورة، تقدمتم على الجميع في أول انتخاب لمجلس شعب شرعي، والآن حققتم انتصارا آخر بمنصب الرئيس، أول رئيس منتخب. فلتعلموا وليعلم رئيسنا محمد مرسي أن هذا النصر هو تكليف ثقيل وليس تشريفا. فلتحفظوا العهد، فهذه فرصتكم وفرصة مصر فلا تضيعوها، ولتكونوا درعا لكل قطاعات الثورة.
ولقناعًتي بأن الإخوان فصيل وطني رغم اختلافى معهم، فقد أدليت بصوتي لمحمد مرسي، ووعدت أنه يوم يحلف اليمين سأكون أول الواقفين بجانبه ولكن في صفوف المعارضة.
إن وعدي قائم، وسوف أقف بجانبك ما لم تحِد عن عهدك لمصر، ولن أكون غير المعارض الإيجابي البناء.
وفقك الله لخدمه مصر وشعبها.
17 يونيو 2012
واقرأ أيضاً:
مازوخية المصريين: باي باي ثورة!/ ساخن من مصر أيام الغضب: أحد الشهيد/ الفلول تحييكم!/ مازوخية المصريين: ثورة بالقانون وها.. ذي آخرتها!