تتدهور حالتي النفسية -كسائر من تبقى من السوريين-
فأفكر أني سأكتب وأبث كل ما في قلبي، وأقول كل ما يزعجني...
باعتبار اختصاصكم، وخبرتكم في التعامل مع الطوارئ والكوارث...
وكذلك لأنكم خارج الأحداث..، فالأطباء النفسانيون عندنا أصبحوا بحاجة لأطباء نفسانيين!!
لكن أحس الكلمات تضيع مني..، حتى الدموع أحس بها في المآقي لكن يستحيل أن تخرج..
أحيانًا أتمنى الموت... وأخرى يتملكني الخوف من الرحيل، وأنا أرى الخطر يقترب شيئًا فشيئًا...
هناك أشياء أصبحت تحلق فوقنا...
المعزوفات اليومية...، ولمحاسن الصدف، ها أنا أسمع قصفًا عنيفًا لحظة كتابتي لكلمة "المعزوفات"!!!
أتخيل بيتنا حطامًا، خاصة عندما أنظفه! لماذا أزيل الغبار؟ غدًا سيصبح كومة من الأحجار!!
لكني أتابع عملي بيأس...، لا يمكن أن أحكم على نفسي بالعيش فوق المزابل من الآن!
يا سلام...، تعال واسمع، ما زال الطبل يغني!
كنا ننظر إلى الأطفال، فيطير بنا الخيال ليرسم مستقبلهم وكيف سيكونون يا ترى؟
كنا نحلم بأولادهم أيضًا!!
أما الآن فلا أرى عند النظر إليهم، إلا أثار السكين على رقبتهم الغضة...، وأعينهم المغمضة...
أتساءل: ماذا يشعرون حينئذ يا ترى؟!
أسأل نفس: بأي طريقة سأموت؟ وهل أجد من يدفنني؟
أعلى أمنيات الناس اليوم، أن يموتوا دون معاناة، وأن يجدوا قبرًا...
لولا الإيمان لأصبحنا في خبر كان... إذ كثيرًا ما نسمع عن شخص هرب من حيِّه، أو مدينته اتقاء للموت...، وإذ به يقتل في المكان الذي هرب إليه!
قد تقول لي: ما شاء الله، كل هذه الأسطر، وتقولين هربت مني الكلمات؟!!
وأقول: هذه الأسطر غيض من فيض!!
يقطّع قلبي، -بل يفرمه- جشع الجشعين، الذين يستغلون حاجة إخوانهم لجمع زبالة الدنيا التي ستنفعهم إن قطعت رقابهم!
يشعرني باليأس، أولئك المقيمين على ظلم أخوانهم وأهليهم، وعلى عقوقهم، وعلى غفلاتهم، وهم يرون كل هذا..
وهم يرون الموت يقترب منهم كل يوم!!
كيف نستنزل رحمة الله تعالى ونحن على هذه الحال؟
لكن هناك ما يشعل شعلة من الأمل في القلب، وعلى الأرض..
هه..
يكفي هذا...، فلا فائدة من الكلام إلا بعض التنفيس...
راحة مؤقتة، ثم تعود الحالة ذاتها -بل أشد- كلما سمعنا ورأينا، وانتظرنا...
دعواتكم بالفرج لبلدي...
وبحسن الخاتمة لساكنيها...
واقرأ أيضاً:
أسرتي صامتةٌ.. لكني أعشق حديثها!/ برنامج ((خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ))/ الدقائق الأخيرة من شهر رمضان تنسحب بصمت/ فن الصبر/ الصمت أيام الصراخ (الثورة)