قالت البنت لأخيها: هو كل شيء أمريكا أمريكا؟ تفسر خيبتنا بأمريكا، وترجع ثورتنا لأمريكا؟ ما هذا يا شيخ؟ ما حكايتك؟
قال أخوها: أنت التي عليك أن تبطلي هبلا واستسلاما للأخبار سابقة التجهيز، أفكار جاهزة للتحمير!
قالت: أليس في مقدرونا أن نخيب بمعرفتنا؟ أو نثور بقرارنا؟
قال: أنت لست فاهمة أي حاجة، تحتاجين إلى عملية زرع مخ
قالت: اسم الله عليك، ومن أين تأتى أنت بالتايهة يا روح قلبي
قال: من مخي
قالت: كذا طمأنتني، لأن مخك لا يفرز إلا التبرير والتيئيس
قال: أفضل من مخك الذي لا يشتغل إلا بوصلة خارجية مثل البطارية الضاربة
قالت: لملم نفسك أحسن لك، أو قل لي أي دليل على أن أمريكا وراء كل هذا
قال: برغم أنني أعلم أنك لن تفهمي إلا ما هو في مخك، فسوف أقول لك رأيي وأمري إلى الله.
قالت: بصراحة رجعت في كلامي، إذا كنت ستكرر حكاية أمريكا هذه أنصحك أن تقولها للمجلس العسكري، ربما ينتبه، ويعلن الحرب على أمريكا
قال: ترجعين للسخرية حتى تتجنبي أن تفهمي أي شيء مفيد، ثم إن المجلس العسكري لم يبق له إلا أيام، وليس من حقه أن يعلن الحرب حتى على بورسعيد
قالت: إذن أرسله لمجلس الشعب ، لعله يجد شيئا يتسلى فيه غير الخيبة التي هو فيها والتي جعلت الذين انتخبوه يريدون الذهاب إلى الصناديق ليسحبوا أصواتهم منها
قال: بيني وبينك مجلس الشعب نفسه، أعمى أكثر من الشعب، ولا يشغل أغلب أعضائه حكايات ومؤامرات أمريكا ثم إنهم لا يعرفون أمريكا الحقيقية
قالت: وهل هناك أمريكا حقيقية وأمريكا مضروبة
قال: لا أقصد، قصدى يعنى أمريكا المعلنة، وهي غير أمريكا الخفية
قالت: لا تصعـّبها عليّ اعمل معروفا، سوف أذهب وأسأل أبى
قال: والدنا توقف عن التفكير نهائيا، وهو لم يعد يهمه إن كانت أمريكا أم "سيستا" هي التي وراء الأحداث
قالت: سيستا؟ تعني ماذا؟ هل هي إحدى دول الاتحاد الأوربى؟
قال: بنت حلال مصفى، تماما مثل أبينا، ما رأيك أن تكبرى عقلك وتعملي مثلما يعمل
قالت: وماذا يعمل
قال: يتمطى ويتثاءب داخل محفة "الطيب أحسن"
قالت: وماذا فعلت أنت بمخك يا فالح، أنت ترص الأعداء صفا في مخك، وتنشن عليهم أفكارك، وتطلق عليهم أحكامك "مع وقف تنفيذ"
قال: وقف تنفيذ ماذا؟
قالت: وقف تنفيذ ما يترتب على العداوة، أليس للعداوة تداعيات ومواقف؟ أم أنك صدقت حكاية السلام التمام واكتفيت بالحروب الكلام؟
قال: لست فاهما
قالت: أحسن!! دعنا ننتقل إلى موضوع آخر : تصور أنني وجدت صرصورا في زجاجة البيبسي أمس
قال: جاءك القرف، ما هذا؟ لعله فطر متخمر
قالت: فطر ماذا؟ تصورت في الأول أن "أولاد الشيخ حازم" هم الذين دبروا ذلك
قال: حازم من؟
قالت: حازم بيبسي
قال: بالله عليك ما علاقة هذا بما كنا فيه، عن حكايات أمريكا، ماذا جرى لك؟
قالت: والله ما أنا عارفة، لكن أليس من المحتمل أن يكون ذلك ملعوبا أيضا
قال: ملعوبا من من؟
قالت: من أمريكا هي التي وضعت الصرصور
قال: يبدو أن العدوى قد أصابتك منّى
قالت: أنا أسخر منكَ ومن تفكيرك
قال: أنت حرة، خلّك على عماك حتى يكملوا نهب كل شيء، ونتبعهم صاغرين
قالت: وأنت يا سيد المفتحين، كيف سيحول تفكيرك التآمرى هذا دون النهب والتبعية
قال: سوف أواصل التوعية عبر النت وغير النت ، سوف أتواصل مع العالم لأحول دون التمادى فى المؤامرة
قالت: ثانى!! المؤامرة؟ قل لى بالله عليك هل هذا النت هو الذي سيبني دولتنا؟ أم أنه سيقوم عنا بإكمال الثورة؟ أحيانا أتصور أن الوزراء سيجلسون في بيوتهم وهات يا "شات" حتى يحلها حلال
قال: لولا التواصل الذي حدث بين الشباب لما قامت الثورة
قالت: يا عم روّق، ودعنا نتبين الطريق ونحمل المسئولية بجد، أحيانا أشعر أن النت عندنا قد انقلب محششة، صحيح أنها محششة ظريفة ومسلية، "الشات فات فات وف ديله سبع مقالات"
قال: يا دمّك، ربنا يستر
قالت: ربنا يسهل
قال: ألاّ قولي لي: هو ربنا معنا أم مع أمريكا؟
قالت: ربنا مع الحق
قال: ونحن؟ مع من؟
قالت: مع أمريكا
قال: لماذا نحن مع أمريكا، وأمريكا ليست معنا؟
قالت: إيش عرفني
قال: لأنها مع إسرائيل، وإسرائيل تغار موت من أي شريك أو غريم في علاقتها بأمريكا، ثم إني لا أتكلم عن أمريكا أوباما والست كلينتون أنا أتكلم عن أمريكا الثانية.
قالت: أمريكا الجنوبية؟
قال: بل أمريكا التحتانية
قالت: ما هي أمريكا الجنوبية تقع "تحت" أمريكا الشمالية جغرافيا
قال: شاطرة يا فالحة، أنا أتكلم عن أمريكا المالية السرية البنكية المفترسة
قالت: نعم؟ نعم؟ نعم؟ وأين تقع هذه الأمريكا السرية؟ "بعد الرست هاوس بشوية"؟
قال: بطلي مسخرة، حاولي أن تفهمي
قالت: أفهم ماذا؟
قال: هناك حكومة عالمية تتكون تحت الأرض لتدير العالم لحساب الأغنياء الأغبياء
قالت: ونحن مالنا؟
قال: نحن الثيران الذين نلف في ساقية الدولارات والذهب
قالت: كأنك عبقرينو ترسم الخطط لعم دهب وعم بطوط
قال: قلت لك بطلي
-2-
قالت البنت لأبيها: أخي يا أبي
قال أبوها : ماله؟
قال: يقول إن حضرتك بطلت تفكر
قال: قليل الأدب، هل قال لك هذا؟
قالت: ليس تماما، هو لم يكن يقصد أن ينقص من ذكاء حضرتك أو عبقريتك، لكنه كان يفهمني أنني لن أجد عندك الإجابات التي يعجز هو أن يجيبني عنها
قال: قولي هكذا، أنت تعرفينني يا حبيبتي، أنا عندي كل الإجابات، عن ماذا كنت تسألينه فعجز هذا المتخلف عن الإجابة؟
قالت: عن أمريكا
قال: عن أمـ.... ماذا؟
قالت: أمريكا ، ألم تسمع عنها يا أبي
قال: طبعا سمعت، ..يعني!، لكن ما الذي أدخل أمريكا بينكما
قالت: أنا إيش عرفني، كلما سألته عن سبب ما نحن فيه من خيبة وفلس وغلب وشحاذة، قال لي أمريكا أمريكا
قال: ما لها أمريكا؟
قالت: يقول إنها مسئولة عن كل شيء، حتى الصرصور في زجاجة البيبسي
قال: حتى ماذا؟
قالت: لا أقصد، يعني كان ناقص يقول هكذا ما دامت أمريكا "وراء" كل شيء
قال: وأنتِ ما اعتراضك؟ هل تريدينها "أمام" كل شيء
قالت: ما هذا يا أبي، أنت تمزح؟ أنا أكلمك جدا
قال: هذا ما يبدو عليك فعلا، لكن بصراحة أنا ارتبكت، ما هذا؟ "وراء"؟ "أمام"؟ "بيبسي"؟ صرصور؟ ما كل هذا؟، ولماذا تضيعين وقتك مع أخيك المغفل هذا؟
قالت: أخي ليس مغفلا يا أبي، أنا أتعلم منه برغم اختلافنا
قال: ألا يكفي ما فعلتماه في التحرير وغير التحرير، هل تريدون أن تكملوا عليها وتشتموا أمريكا أيضا حتى تمنع القرشين الذين تفوّتهم لنا كل سنة
قالت: هو يقول إنها تذلنا بهذه المعونة، مع أنها تعرف أننا نصرفها على الجمعيات تبعها، وعلى الجيش الذي لن يحارب إلا بموافقتها، وهي لن توافق أبدا إلا إذا ضمنت أن الحرب ستعلن على ليبيا والسعودية أو حزب الله وإيران، وليس على إسرائيل ولا قطر.
قال: ما كل هذا؟ ما كل هذا؟ هل هذا هو الذي تضيعون وقتكم فيه، وأين المذاكرة؟
قالت: نذاكر لماذا إذا كان الأمر كذلك
قال: كذلك ماذا؟
قالت: اسأل أخي
قال: هل تمزحين معي يا بنت، اغربي عن وجهي الله يخيبك أنت وهو.
-3-
قالت البنت لأخيها: سألته
قال: سألت من؟
قالت: سألت أبي
قال: يا خبر ! ألم أقل لك خله في حاله
قالت: أنت لا تعرف حاله، أبي يشقى طول النهار والليل ليؤكلنا ويعلمنا
قال: أطال الله عمره، لهذا خله في حاله، ولكن ماذا قال لك؟
قالت: قال لي عن ماذا؟
قال: عن أسئلتك، هو أنت سألته عن ماذا؟
قالت: سألته عن أمريكا
قال: يا خبر أسود، وما له هو ومال أمريكا
قالت: وهل احتكرت سيادتك الحديث عنها
قال: أنا أحدثك أنت ولا أحدث أبي المسكين، وماذا قال لك؟
قالت: قال لي الله يخيبـِك
قال: عنده حق الله يخيبك، فعلا
قالت: وقال الله يخيبك أنت أيضا
قال: وهل تنقصنا الخيبة
قالت: آه صحيح، لا تنقصنا ولا تنقص مصر
قال: لا، اسمعي، إلا هذا، مصر ستقوم، وتنتصر حين تعرف عدوها ويعمل أبناؤها وبناتها.
قالت: وهل ستتركنا أمريكا نبنيها؟
قال: غصبا عن أمريكا وكل أمريكا وأي أمريكا
قالت: تصور ؟ أنا أصدقك!!
اقرأ أيضا:
رمضان، والإبداع، والثورة، والواقع / متى نملأ الوقت بما هو أحق بالوقت؟ / جائزة للحصول على ثمن الدواء الجديد لفيروس C