تعقيب على تحول التوجه الجنسي Transformation of Sexual Orientation
نظرة عامة Overview
بعث لي زميلي الأستاذ وائل أبو هندي الرسالة أدناه للتعقيب عليها. تتحدث الرسالة عن رحلة رجل عبر السنين في حياة مثلية جنسية. يشير الأخ الكريم إلى إدراكه لتوجه جنسي مثلي في داخله منذ عمر خمس سنوات. بعد البلوغ استمر في توجه جنسي مثلي، لكن سلوكه بعد عمر 30 عاماً كان نموذجاً للسلوك المثلي الجنسي من ناحية تعدد الشركاء الذين كانت أعدادهم بالعشرات. استمر هذا السلوك والتوجه حتى بداية العقد السادس من العمر.
يضيف الأخ الكريم إلى معاناة اجتماعية ونفسية وروحية من جراء هذا السلوك. كان ينظر إلى أصحابه ويرى حياتهم العائلية. لم يكن سعيداً بإسرافه في ممارسة العادة السرية يومياً رغم وجود العشرات من الشركاء الجنسيين عبر السنين. أما روحياً فكانت مشاعر الغضب على أشدها وتم توجيهها نحو الباري عز وجل وإنكار وجوده.
قرر الأخ الكريم ضرورة تغيير سلوكه ونجح في تحويل تركيزه إلى الجنس الآخر (النساء) بممارسة قواعد سلوكية تستند إلى الفطرة السليمة أو التفكير أو المنطق السليم. استمر هذا السلوك لمدة عام وأثبت الأخ نجاح عملية التغيير بعد ممارسته الجنس مع امرأة تزوجها وقتياً. بعدها تزوج وهو الآن أب لثلاثة أطفال. بعبارة أخرى نجح الأخ الكريم في العبور من شاطئ المثلية الجنسية خلال عام وانتهى على شاطئ الغيرية الجنسية. لذلك لابد من قراءة رسالته وتوجيه الشكر له على مشاركته الموقع بتجربته الشخصية.
*** أرسل أحمد (60 سنة مسلم من إيران وظيفته "كاسب") يقول:
بدأ الشذوذ معي منذ سن الخامسة من العمر واستمر إلى سن الخمسين حيث كانت وخاصة بعد سن الثلاثين ممارسات كاملة وبالعشرات مع مراقبة مواقع إباحية وممارسة العادة السرية يوميا بأفكار شذوذ جنسي ووقتها كنت أنكر وجود الله بالكامل وذلك لسؤالي في حينها كيف يحاسبنا الله على شيء هو ابتلانا به ولا يوجد علاج له ولا يمكن تبديله حيث حاولت كثيرا ولم أستطع حيث كنت أعاني معاناة شديدة فقط هو الله يعلم كم كانت وكم كانت معاناتي شديدة جدا عندما أرى أقراني لهم عوائل وأهلي يلحون علي بالزواج ولم يكن لي أي ميل نحو الجنس الآخر حيث كنت مقتنعا اقتناعا كاملا بأن الشذوذ يخلق مع الإنسان ولا يمكن تبديله ويجب التأقلم معه كما في النظرية الغربية.
إلى أن عثرت بالصدفة على موقعكم وبقيت لمدت 6 أشهر أتابع الاستشارات الخاصة بالشذوذ وكذلك مواقع خيرة أخرى ومن وقتها بدأت بالصلاة وبدأت بتغيير أفكاري كلها وبدأت أدرك جيدا أن الإنسان هو نفسه يغذي السلوك الخاطئ واتبعت النقاط المنشورة في موقعكم بالكامل حيث ابتعدت بالكامل عن أي شيء يثيرني ولو بالشارع حيث كنت لا أنظر إلى أي جزء من أجسام الشباب والتي كانت تثيرني جدا وبالعكس كنت أنمي نظراتي إلى الجنس الآخر وبتلذذ وكنت أراقب القنوات التلفزيونية الخاصة بعرض الأزياء والخاصة بعرض المبارايات النسائية وكنت أغمض عينيه وأتخيل نفسي بأنني أمارس ما كان يثيرني من مواقف الشذوذ الجنسي ولكن بالعكس أي مع النساء التي كانت تظهر في هذه القنوات ثم بدأت أتدرب بنفس الشيء مع أي امرأة في مخيلتي ومن ثم بدأت أمارس العادة السرية مع نفس الأشخاص التي تدربت على النظر لها في هذه القنوات ونجحت في ذلك واستمرت هذه التمارين لحوالي السنة
وفي ذلك الوقت بدأت أدرك بأن للشذوذ علاجا وأن الله سوف يحاسبنا لأنه بأيدينا ومن بعد ذلك أقمت أول عملية جنسية ناجحة وكاملة عن طريق الزواج المسيار حيث أن مذهبنا يسمح بذلك وكنت أجن من الفرح ولم أصدق ما قد جرى ولكن هذا الشيء قد أعطاني ثقة عالية بنفسي ومن ثم تزوجت ولي الآن 4 أطفال والحمد لله.........
تعقيب Commentary
إن هذه التجربة في غاية الأهمية لجميع مستخدمي الموقع. ليس هناك أعظم من مشاركة الناس بتجربة شخصية نفسية أو اجتماعية. إن قضية التوجه الجنسي المثلي مصيرية للكثير من الأفراد وخاصة الرجال دون النساء وفي جميع المجتمعات غرباً وشرقاً. ما سأتطرق إليه باختصار هو وجهة نظر شخصية مبنية على دراسات وكتابات في مختلف الاختصاصات. هناك عدة أبعاد لقضية المثلية الجنسية لابد من التطرق إليها على انفراد رغم تداخل الأبعاد بعضها ببعض.
البعد الاجتماعي:
لا يزال السلوك الجنسي في جميع أنحاء العالم يخضع لقيود اجتماعية من شأنها تنظيم الحياة الاجتماعية والعائلية. هذه القيود أشد صرامة في العالم الشرقي الإسلامي العربي مقارنة بالعالم الغربي من ناحية المضمون أولاً وبعدها الإطار الذي توضع فيه.
إن ممارسة اللواط بين الذكور لا يعتمد فقط على التوجه الجنسي للفرد ويمكن ملاحظة وتتبع ذلك في بعض استشارات الموقع. إن من غير المنطقي أن نعلل ممارسة اللواط أحياناً بين الذكور استناداً إلى نظرية التوجه الجنسي البيولوجي أو بعبارة أخرى إن الإنسان يولد إما مثلياً أو غيرياً. رغم أن الفكرة الأخيرة أصبحت أشبه بالمعتقد الإنساني في المجتمعات ولكنها لا تستند إلى الآن على دراسات علمية مفصلة تم تكرارها.
لا تخلو أدبيات صاحب الأغاني من كثرة الإشارة إلى اللواط في الحياة الاجتماعية أيام العصر الأموي والعباسي في التاريخ الإسلامي. أما في الغرب فيمكن ملاحظة وتتبع هذا السلوك في الكثير من الأدبيات ودفاعها عن بيوت الدعارة في القرن السادس عشر، وعلى أنها توفر متنفس للغريزة الجنسية للرجال وتحد من شيوع ممارسة اللواط في المدن، وما يصاحب الأخير من أمراض تناسلية خطرة ومدمرة للحياة الزوجية العائلية. بعبارة أخرى يمكن مناقشة البعد الاجتماعي للواط بين الذكور في العالم العربي الإسلامي هذه الأيام بارتباطه بعدم وجود المنفذ التي يمكن من خلاله يتم تصريف وتهذيب الغريزة الجنسية.
العرف الاجتماعي الآخر يتعلق باختلاط الرجال بعضهم ببعض. هذا الاختلاط تراه مقبولاً في جميع البلاد العربية الإسلامية. لا حرج في خروج الرجل مع رجل، وأن يمسك الرجل يد صاحبه، وحتى حضن الرجل لصاحبه وتقبليه بكل حرارة. هذا السلوك بريء في الغالبية العظمى من الرجال ولكنه في عين الوقت يوفر الغطاء الواقي أحياناً والذي لا يثير الشبهات على وجود علاقة جنسية بين رجل وآخر. أما أن يمسك رجل يد امرأة تربطه بها علاقة حب بريئة أو يخرج معها، فالنتيجة هي كارثة اجتماعية تلحق بالفتاة والرجل على حد سواء. بعبارة آخرى يمكن القول أن الأعراف الاجتماعية التي تمنع اتصال الرجال بالنساء في مراحل ما قبل الزواج تتناسب عكسياً مع تشجيع الاتصال بين أفراد الجنس الواحد وبعدها يوفر هذا الاتصال منفذاً لتصريف الغريزة الجنسية.
لا أظن أن هناك غلوا في مقالة أن حضارتنا الجنسية في العالم العربي والإسلامي أصبحت تعتمد برمتها على سلسلة من التناقضات والنفاق الذي لا حدود له. ترى المشاكل الجنسية تخضع للتشريح العلمي الاجتماعي والنقاشات الإعلامية ولكن في عين الوقت هناك جدران مشيدة تحجب الإنسان عن ثقافة جنسية سليمة وعلمية، تمنع اتصالا بريئا وصحيا بين الجنسين وتشجع الاتصالات بين أفراد الجنس الواحد كبديل أكثر قبولاً وتغض نظرها عن ممارسة اللواط بين الرجال والسحاق بين النساء. قد يقبل المجتمع ممارسة اللواط خلف الكواليس ويتقبل السلوك الجنسي المثلي في الخفاء ولكنه لا يقبل اكتساب هوية جنسية مثلية.
إن رسالة الأخ الكريم تعكس الحقيقة الأخيرة فرغم إسرافه في سلوك يعكس التوجه الجنسي المثلي ولكنه لم يكتسب هوية مثلية جنسية فالمجتمع الذي يعيش فيه لا يتقبلها وهو أيضاً لم يكن مقتنعاً بها.
البعد النفسي:
إن تجربة الأخ الفاضل يمكن النظر إليها عبر استعمال أكثر من نموذج نفسي. يشير الأخ إلى توجه جنسي مثلي منذ عمر الخمسة أعوام. من الصعب القبول بأن الطفل في هذا العمر له إدراك حول التوجه الجنسي وربما استرجاع الذاكرة بصدد هذا الأمر تأثر بتجاربه المثلية في مراحل أخرى من الحياة ومحاولة الذات تبرير سلوك تسبب في معاناته من عواطف سلبية ومؤلمة بعد عمر البلوغ.
رغم ذلك لو جزمنا بأن الأخ الكريم كان له توجه جنسي مبكر فيمكن أيضاً تعليله بالتفاعلات والرقابة العائلية التي لم تنتبه ولم توضح للطفل طبيعة سلوك اتخذ إطاراً جنسياً. من جراء غياب الحدود الواضحة والصريحة والصحية في داخل العائلة تم تصريف طاقة الطفل بممارسة سلوك جنسي بدلاً من الانتباه إلى تلبية احتياجاته التعليمية والبدنية بصورة صحية. بعبارة أخرى تم دفع الطفل لا شعورياً نحو تفاعلات شخصية مثلية بدأت تنمو وتكبر في داخله حتى عمر البلوغ.
بعد الدخول في أعوام المراهقة لم يتوفر للمراهق فرصة لتعريف هويته الجنسية كما هو مألوف في هذه المرحلة وتولد له ارتباك نفسي حسمه نحو التوجه الجنسي المثلي. بعبارة أخرى يمكن القول بأن الأخ الكريم وبفضل تجارب الطفولة تولدت فيه هوية جنسية ثنائية التوجه وتخلص من التنافر المعرفي واكتسب هوية جنسية مثلية كان نوافذها سهلة المنال بفضل الأعراف الاجتماعية المذكورة أعلاه.
لكن هناك رأي آخر يتعلق برغبة الإنسان لتجاوز أزماته الوجودية مع تقدم العمر . الحياة المثلية الجنسية تتعارض مع قيام وحدة عائلية في المؤسسة الاجتماعية إن كان ذلك في الغرب أو الشرق. نظر الأخ الكريم لأصحابه في المجتمع وحياتهم ضمن كيان عائلي يعطي للإنسان ارتياح نفسي ومعنى لوجوده. بعبارة أخرى في هذه المرحلة من الحياة وبسبب الخوض في علاقات مثلية جنسية مؤقتة خالية من التقارب العاطفي يبدأ الإنسان بالبحث عن معنى لوجوده ويكتشف أن الحياة لا معنى لها Meaningless هذه الأزمة الوجودية تتعلق أيضاً بالبعد الروحي للفرد وتفسر إنكار الأخ الكريم في مرحلة من حياته لوجود الله عز وجل وغضبه على العقيدة الدينية.
الحياة المثلية الجنسية بين الذكور خاصة حياة صعبة وحتى في العالم الغربي. رغم تشريع القوانين في أوربا وأمريكا لتثبيت العلاقة المثلية كما هو الأمر في الزواج المدني بين رجل وامرأة، لا تزال الحياة المثلية تفتقد إلى الاستقرار النفسي والاجتماعي في أغلب الحالات. في الآونة الأخيرة حاولت المؤسسة السياسية فرض سلطتها على المؤسسات الدينية لتشريع الزواج بين المثليين ليتم عبر الكنيسة (البروتستانتية دون الكاثوليكية). أدت الضغوط السياسية إلى أزمة بين الحكومة المحلية الاسكتلندية والكنيسة. الأزمة الأخيرة تكررت أكثر من مرة في أمريكا أيضاً. إن محاولة تطبيق الكثير من الأعراف الاجتماعية على السلوك المثلي الجنسي ليس من الضرورة سيؤدي إلى حل الأزمات النفسية التي تواجه الذكر المثلي جنسياً أو تساعد في القضاء على العداء الخفي أو الظاهر المصوب نحوه اجتماعياً.
رغم أن الأدبيات العالمية (وكذلك العربية القديمة) لا تخلو من قصص الحب المثلي بين الذكور ولكن السلوك الجنسي المثلي يمكن وضعه أحياناً في إطار نرجسي. إن السلوك الجنسي المثلي المألوف أعلاه في تعدد الشركاء مع غياب العلاقة العاطفية يمكن وصفه بسلوك تدمير النفس Self – Destructive Behavior من جراء هذا السلوك تبدأ عملية تراجعية نحو النرجسية، ومن خلال هذه العملية يبدأ توجيه الغريزة الجنسية نحو الإنسان نفسه. يمكن ملاحظة هذا المرحلة النرجسية البدائية أحياناً في الإدمان على المواقع الإباحية، بل وتفسير هذه الظاهرة التي تطرق إليها الأخ الكريم. إن العملية الجنسية الصحية تتكامل وتندمج بعلاقة حب عاطفية، ومن يحب يفكر أولاً بإعطاء البهجة لمن يحب وبعدها لنفسه. أما اللواط فأمره غير ذلك في الكثير .
هناك الكثير من الاستشارات التي تشير إلى إغواء بعض الذكور لغيرهم وممارسة اللواط معهم. هذا الإغواء لا يستند إلا إلى تنفيس الغريزة الجنسية فقط ولا يسبقه أي نوع من أنواع التقارب العاطفي ويتم مع تعتيم الأضواء وفي ظلام دامس. هذا السلوك له بعد إجرامي وخاصة في إغواء الذكور دون السن الشرعي لممارسة الجنس ولكن الطامة الكبرى بأن تعريف هذا العمر في بلاد الشرق غير واضح ولا يشير إليه أحد من قريب أو بعيد. من جراء ذلك يمارس المجتمع عملية دفاعية نفسية ذهانية تتميز بإنكار هذه الجرائم وتحوير حقيقة ما يجري خلف الكواليس.
في مرحلة ما من الحياة يكتشف الفرد بدائية السلوك النرجسي وطبيعته المدمرة. حدث ذلك للأخ الكريم وبدأ بعملية التغيير مستعملاً مبادئ سلوكية تتناسب مع نضوجه ومدفوعاً بعزيمة وتصميم فردي تنهي العزلة والتهميش الاجتماعي الذي أصبح واضحاً أمام عينيه.
البعد المعرفي السلوكي:
يمكن دراسة تجربة الأخ الكريم أيضاً من خلال النموذج المعرفي السلوكي لتفسير قراره والأهم من ذلك خطته التي أشار إليها في رسالته والتي اعتمدت على مبادئ العلاج السلوكي.
إن ممارسة اللواط في ظل الظروف الاجتماعية أعلاه يصبح مع الوقت سلوكاً متكرراً . هذه المقولة يمكن تطبيقها على الفاعل وحتى أحياناً على المفعول به. هناك العديد من الاستشارات التي تصل الموقع من المفعول به الذي يصعب عليه مقاومة رغبات الفاعل وتراه يدخل في دوامة من جراء ممارسة عمل لا يرغب به ولا يقوى على مقاومته خوفاً من الفاعل وابتزازه بدعوى الفضيحة الاجتماعية. يحدث التنافر المعرفي لعدة أسباب:
1- رغبات جنسية ثنائية التوجه.
2- صحوة الضمير أو الذات المثالية في الإنسان.
3- تعارض السلوك الجنسي المثلي مع العقائد الروحية الدينية.
4- رغبة الإنسان في التطور شخصياً.
يمكن استطلاع التنافر المعرفي في وصف الأخ الكريم لمعاناته وتجمع العوامل الأربعة أعلاه. إن الحياة مع تنافر معرفي لمدة أيام يولد الكثير من القلق والاكتئاب أما تواجده على مدى أعوام فقد يؤدي إلى تدمير شخصية الفرد كلياً. تم حسم التنافر المعرفي من خلال اللجوء إلى تطبيق المبادئ السلوكية خلال فترة أقل من عام.
البعد الطبي:
في عصرنا هذا تم شطب المثلية الجنسية من مجلدات تصنيف الاضطرابات النفسية المستعملة في جميع أنحاء العالم. أصبحت كلمة الشذوذ الجنسي غير مقبولة ولا يجوز استعمالها علنياً أو مهنياً. ربما يستنتج البعض أن تجربة الأخ الكريم تأكيد لوجهة النظر الحديثة وأن التوجه الجنسي هو مسئولية الفرد نفسه وله حق الاختيار في تعريف سلوكه ضمن القانون وحمل الهوية الجنسية الغيرية أو المثلية.
المقولة السائدة ضمن المجتمعات العالمية بأن التوجه الجنسي ربما له مكانه الخاص في دماغ الإنسان. يحدث الكثير من الارتباك في تفسير العبارة الأخيرة ويظن البعض بأن هناك منطقة في دماغ الإنسان تقرر التوجه الجنسي. هذا غير صحيح والمقولة الأصح هي أن هناك علاقة بين التوجه الجنسي ومناطق في دماغ الإنسان ولكن هذا لا يعني بأن هذه المنطقة إن وجدت هي صاحبة القرار الأول والأخير. هناك حالات تشير بأن النصف المتسلط 3 من الدماغ له علاقة بالتوجه الجنسي وربما يتأثر بعوامل عضوية بحتة ولكن أي منطقة من الدماغ تتصل وتشتبك بمناطق لا عد لها ولا حصر في الدماغ نفسه والأخير يتأثر بعوامل بيئية متعددة.
كان شطب المثلية الجنسية من تصنيف الاضطرابات النفسية عاملاً في شحة الدراسات العلمية في مجال التوجه الجنسي. يضاف إلى ذلك أن الحديث والخوض في هذا المجال والوصول إلى نتائج لا تتوازى مع الرأي السياسي قد يشكل إحراجاً لأي باحث علمي. بعدها قد يتم الباحث نفسه بأنه مصاب بالرهاب المثلي Homophobia.
السؤال الأخير: هل يمكن مراجعة الطبيب النفسي للتخلص من التوجه الجنسي المثلي؟.
إن مراجعة الطبيب النفسي هي مسئولية المراجع أولاً واستعداد الطبيب أو المعالج النفسي ثانياً لتقديم خدمات ضمن حدود اختصاصه. يجب توخي الحذر في مثل هذه المراجعات وإن حدثت فلابد من تواجد النية الصادقة والعزيمة الفردية للتغيير دون ضغط عائلي على المراجع. كذلك يجب تقييم نوايا المراجع فالبعض منهم قد تكون غايته إثبات أن لا حل لمشكلته ويستعمل الاستشارة لتبرير سلوكه الجنسي. هذه المراجعات غير مسموح بها في الغرب ويتجنب الطب النفسي التطرق إليها. أما في العالم العربي الإسلامي فلا حرج في مثل هذه المراجعات والصراحة أن موقع مجانين ناقش هذه الأزمة الاجتماعية النفسية بصورة علمية ويتقبل الكثير من الآراء من مستخدمي الموقع والمستشارين على حد سواء.
المصادر:
1- Frank V(1997). Man’s Search for Meaning. Pocket
2- Friedman G (1988). The idea of Narcissism in Freud’s Psychoanalysis. International Review of Psychoanalysis 15: 499 – 514
3- Jawad S Sideboothams C Sequira R Jamil N (2009). Altered Sexual Orientation Following Dominant Hemisphere Infarct. J Neuropsychiatry Clin Neuroscience 21:3
4- Mandeville B (1714). The Fable of the Bees or Private Vices, Public Benefits.
واقرأ أيضاً:
ميول مثلية، شذوذ جنسي Homosexuality-Sodomy / نفسجنسي: وسواس الشذوذ الجنسي OCD Homosexual Anxiety / يا عزيزي ... كلنا مجانين !!!!