الأزم: الجدب والمَحْل، والأزمة: الشدة والقحط، وجمعها إزَمٌ. والمتأزم: المتألم لأزمة الزمان.
ويقال: أصابتنا أزمة وآزمة أي شدة. ومآزم الأرض: مضايقها. والأزم: إغلاق الباب والإمساك والقطع بالناب أو السكين. والآزمة: الناب، وجمعها أوازم.
يبدو أن عقليتنا التي نسميها بالسياسية لا تعرف الحكم إلا بالأزمات، لأنها ربما تجهل مهارات حل الأزمة، كما أنها تستغلها لتستولدها أزمات، ظنا منها بأنها ستلهي الشعب وتشغله بها، فتفوز بنعمة الكرسي وسطوته ومحفزاته، وما يمليه عليها من إستئثار بحقوق الوطن والشعب.
كما تتخذ من الأزمة كجدار لحماية فسادها وسلوكها المنافي للقيم والأخلاق والمعايير والقوانين المتعارف عليها في مجتمعات الأرض الحية والميتة.
ومشاريع الأزمات دائرة مفرغة سيئة النوازع والتطلعات، ويكون ضحيتها الإنسان البريئ البسيط، الذي يفني عمره لأجل لقمة عيشه، وقليلا من الكرامة والعزة التي صارت أبعد من نجمة الزهرة.
وكم تكرر هذا الأسلوب في القرن العشرين وبعده، بأزمات الأحزاب والأحزاب والعشيرة والعشيرة والطائفة والطائفة وغيرها وغيرها.
ولا تخفى كيفيات الاستثمار في الشدائد وتطويرها ومحاربة فرَجَها لتحقيق أطول فترة بقاء في الكرسي، حتى تنتهي إلى كربةٍ أشد وأدهى، والأمثلة واضحة ومتواصلة.
واليوم تعمّ مجتمعاتنا هذه السياسة البدائية القاسية الخاسرة المرهقة، حيث يتحقق رهن الشعب بالأزمات خصوصا بعد قيام الثورات. وكل ثورة بقافلتها التحزبية السلطوية الجديدة تمارس ذات الفعلة، وتدير الحكم بأسلوب إفتعال الأزمات وتطويرها، لكي تغطّي على عجزها وفقدان رؤيتها ، وتوحلها في الكرسي ورمال السلطة، التي لا تعرف منها مخرجا، ولا تجد وسيلة لإدارة مسيرة الحركة إلى أمام.
ولهذا فلكي تكسب الوقت وتوهم الجماهير، لابد لها من صناعة أزمة، وبعضها أقدمت على قرارات وإعلانات تتمثل في كونها إجراءات أزموية مدروسة لإشغال الناس، وتحويل أنظارهم عن الأهداف المنشودة، والتي لا تمتلك الأحزاب الحاكمة قدرة على إستيعابها وتوظيفها للمصلحة العامة.
وإن صحت هذه الرؤية، فأن الأوضاع ستشتد وتتطور وستدخل المجتمعات في متاهات خاسرة، تؤكد بقاء العاجزين عن القيادة في الكراسي، التي ستوَظّف لتدمير المصلحة الحزبية والوطنية، كما حصل لجميع أحزابنا السياسية في القرن العشرين وبداية هذا القرن، مما يبرهن على أن الأحزاب لا تصلح للحكم في بلداننا، لأنها تتناسى الوطن والإنسان، وتُغرَم بالكراسي وحسب!
واقرأ ايضًا:
الذات والثورة...! / الرؤية الثورية / اليقظة الثورية / التدمير الثوري / الدفاعية الثورية / صورة ثورة...! / مرسي والكرسي