عزيزي الأستاذ الكبير عمار الشريعي؛
يقولون أنك فارقت الحياة وتدمع العيون كلما سمعت تلك الكلمات.... فهل فارقتنا حقا؟
ربما فارقتنا إلى عالم أفضل، عالم بلا أحقاد... بلا أوجاع... بلا كره دون وضوح الأسباب، فهل سنقول كما يُقال في مثل هذه الأحوال بأن أعمالك ستبقى معنا وأنك حي بها؟ نعم ستبقى أعمالك معنا. لكن كنا نريد مزيدا منها. كنا نريد مزيدا من فنٍ محترم راقٍ. فن يحيي الرقة في الأرواح. فن يعلمنا أن نرقى لأن نحب بعضنا. فن يعلمنا معنى الأصالة معنى الفخر بالهوية. كنا نريدك معنا حين تزداد ظلمة ليل فتخرج لنا بألحان تحيي الأمل في النفوس.
لقد كنت كما يقولون كفيفا..... كفيف العين لا كفيف القلب والمشاعر... لا كفيف الموهبة.. لا كفيف الضمير
علمتنا درسا قاله يوما إيليا أبو ماضي:
ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر إني أرى من ذوي الأبصار عميانا
ترن في أذني كلمات سمت في بحر ألحانك، هي كلمات سيد حجاب تذكرنا بما نعيشه الآن. أتَذكُر تلك الكلمات التي لحنتها عن بلدي، عن نيل سلسبيل؟ أتَذكُر تلك الكلمات التي أذبتها في ألحانك فلمست أوتار القلوب فصارت تغني معك.
حبيبتي من ضفايرها طل القمر
وبين شفافيها ندى الورد بات
ضحكتها بتهز الشجر والحجر
وحنانها بيصحى الحياة في النبات
حبيبتي بتعلمني أحب الحياة
من حبي فيها حياتي شمس وربيع
والحب في الدنيا دي طوق النجاة
لولاه يضيع قلبي المحب الوديع
يا حلوة يا بلدنا يا نيل سلسبيل
بحبك أنت رفعنا راسنا لفوق
لو الزمن ليِّل ما يرهبنا ليل
شوقنا في عروقنا يصحي شمس الشروق
للحلوة قلب كبير يضم الولاد
وزاد وزوادة وضلة وسبيل
الموت والاستشهاد عشانها ميلاد
وكلنا عشاق ترابها النبيل
كنا نريد مزيد من مشاعر ألحان تلمسنا فتُهدي القلوب حنانا وصبرا. كنا نريد مزيد من ألحانٍ تشعرنا برفق المشاعر... تخرجنا من جمود مادي أرهقنا.
قلوبنا عليك تدمع قبل أعيننا... ولا أستطيع أن أقول لك وداعاً... بل أقول إلى لقاء في عالم أفضل بإذن الله
واقرأ أيضاً:
بلادي جميلة / همسات بحر / لكي تستحق لقب: إنسان / الحيوانات أحياناً أحن كثيرا من الإنسان!