فيديو قصير عن طفل صغير يبدو أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وجد احتياجه الخاص من الحب الصادق. ليس من إنسان مفتول العضلات، ولا إنسان ذي منصب وجاه، ولا إنسان تجري على لسانه الكلمات المُنَمَقة. لكنه وجد احتياجه من كلب مفتول المشاعر، ذي قلب يستحق لقب قلب، ذي إحساس ومشاعر دافئة، تجري على لمساته المعاني الصادقة.
كم أتحرق شوقاً لأجد صديقا مثله يشعر بي، يلمسني برقته، يهدي إلي حباً صادقاً، يعرف معنى العطاء.
كثيرون هم من حولنا في هيئة بني الإنسان... قليلون هم في تعاملات الإنسانية... كثيرون هم من تعتليهم قسوة المشاعر... نادرون هم من تعزف قلوبهم سيمفونية العطاء...
أحياناً يلف بنا ظلام وحدة المشاعر ونتوق لو نجد صديقا صدوق القلب والوجدان... نعطي ونحاول أن نكون أصدقاء... وتهزمنا مشاعر الحزن حين لا نجدهم لنا أصدقاء. نجد قليلا من الاهتمام وكثيرا من الفرار الجارح حين نكون في ضعفنا. فتهزمنا مشاعر تخيِّب الآمال وتجرح الوجدان.
تُرى ماذا سينقص منهم لو أحبونا مثلما أحببناهم. ماذا سيخسرون لو تركوا قلوبهم قلوب!!!
يقتربون حين يحتاجون رِفقنا.... ويهرعون مبتعدين حين نكون في ضعفنا!
نصبح لا نريد رفق الإنسان المغمور بأنانية جارحة... ونتمنى رفق الحيوان الذي يفهم لغة القلوب... تُحبه فيُحبَك... ترفق به فيغمرك بلمسات حانية...
أستغرب كثيرا حين يُطلق البعض على إنسان لقب حيوان مُعتبراً في ذلك إهانة. رغم أن كثيرا من البشر لا ترتقي قلوبهم لتصبح في منزلة رفق قلب حيوان!
نحن من تخلينا عن آدميتنا وتخلينا عما كرمنا به الله، وأصبح البعض لا يرقى حتى لماكينات الصرافة التي تضع بها رصيدا تستطيع سحبه وقت الحاجة، فيصبحون ماكينات تضع بها الرصيد وحين تحتاج أن تسحب تقول لك "عفوا رصيدك لا يسمح!". الماكينة تسحب فقط ولا تعطي!
فلنجرب أن نحظى بقلوب رحيمة تُعطي وفي عطائها أخذ! لنجرب أن نعطي كما نبحث دائما عن الأخذ. لنجرب أن نترك قلوبنا تدق فتغير مضمون هيئتها عن الجماد.
فلنجرب أن نستحق لقب إنسان! ولا أظن أننا سنخسر لو أصبحنا كائنا في منزلة "إنسان".
واقرأ أيضاً:
همسات بحر / لكي تستحق لقب: إنسان / عمار الشريعي.... لن نقول وداعاً / ردود على كتاب وهم الإله