الثورة السورية بين العنف واللاعنف2
إن محاولة التغيير دون عنف ولا حتى بقصد الدفاع عن النفس تساعد كثيراً على توضح الأمور وانجلائها وعلى تغيير قناعات الكثيرين من الذين لا مصالح شخصية لهم مع الباطل الذي نريد تغييره ومن الذين خدعهم هذا الباطل وأوهمهم أنه الحق وأنه الصواب. الصراع عادة له هدفان أولهما تغيير القناعات وثانيهما كسر الإرادات، أما الصراع الذي يهدف إلى إبادة الخصم إبادة تامة فلا يمكن أن يكون له مكان في النضال من أجل التغيير الاجتماعي والانتقال من مجتمع القهر والكبت والقيود إلى مجتمع الحرية والعدل والمساواة.
والصراع في سورية اليوم يهدف إلى تغيير ديمقراطي يشارك فيه الجميع ويستفيد منه الجميع، وحتى ينجح لا بد أن يقتنع أغلب السوريين بالثورة وعدالة قضيتها فيشاركوا فيها كُلٌّ حسب استطاعته، ولا بد لنجاحها من سحب البساط من تحت النظام ليفقد أية شعبية يمتلكها، فإذا فقد كل شعبيته فسيسقط لا محالة، وقد يسقط وقتها على أيدي بعض دعائمه وبمباركة وتأييد حلفائه المخلصين الذين سيجدون مصالحهم مع نظام بديل فيدعمون التغيير.
في سورية ما تزال الثورة سنية إلى حد بعيد، ومشاركة أبناء الطوائف أخرى فيها فردية ومحدودة ومترددة، وهذه السلبية من الطوائف الأخرى تصب في رصيد النظام الذي يعتبرها مؤيدة له طالما أنها لم تَثُر عليه حتى الآن. والطوائف السورية غير السنة ليست صامتة لأنها سعيدة في ظل النظام أو مستفيدة أكثر من غيرها، بل لأنها خائفة من البديل القادم أن يكون أسوأ بالنسبة لها من النظام الحالي، وبخاصة في قضايا الحريات الدينية والمواطنة، وهم لن يشاركوا بقوة ويقدموا أرواحهم إلا إن ضمنوا أن المستقبل سيكون أحسن ومكانهم في المجتمع السوري سيكون محفوظاً لهم كسوريين لهم ما لباقي السوريين من الحقوق وعليهم ما على باقي السوريين من الواجبات، ووصولهم إلى هذه القناعة يحتاج من الثورة أن تبقى سلمية مئة بالمئة وأن تتجنب الطائفية تجنباً كاملاً؛
أما إن تسلحت وأخذت المنحى الطائفي سواء من انطلاقها من طائفة السنة أو بتركيز عدائها على الطائفة العلوية فإن مخاوف الطوائف الأخرى من المستقبل ستتعاظم وستدفعهم إلى الاستجابة لدعوات التسلح وتكوين الميليشيات الطائفية لحماية أنفسهم في البداية ولتقسيم المنطقة (سورية ولبنان) إلى دويلات طائفية متناحرة في النهاية. لا يمكن للثورة أن تتسلح دون أن تنزلق في مستنقع الطائفية. وعندما تتسلح الثورة وتمارس القتل فإن أثرها في تغيير القناعات يصبح ضئيلاً جداً ويستمر أنصار النظام في الالتفاف حوله وتأييده إلى آخر مدى.
أما أعداد الشهداء فكلنا يعلم أنها منذ تكون الجيش الحر وصار يعلن تحرير بعض الأحياء من سلطة النظام تضاعفت مرات ومرات، ولم تكن هنالك حماية حقيقية للمتظاهرين والمدنيين، بل اضطر النظام إلى التعامل مع الأحياء التي تعلن تحررها تعامله مع بلاد معادية هو في حرب معها يستحل فيها كل شيء من أجل الانتصار. صحيح أن ذلك جعله يرتكب جرائم أكثر وينكشف أمام الجميع، لكن كان يمكن تحقيق قدر أكبر من تعرية النظام بشهداء أقل بالطرق السلمية إن تأمنت تغطية إعلامية قوية.
إن بقاء الثورة تلعب دور الضحية له أثر بالغ في تغيير قناعات ومواقف واتجاهات الأغلبية التي مازالت صامتة، وبالتالي تغيير ميزان القوى ضمن المجتمع، لكنها القوى غير العسكرية، تلك القوى التي لا يمتلك النظام منها الكثير، وهو عاجز عن المحافظة على ما لديه منها. إنه بغبائه وغروره يخسر كل يوم قدراً من قوته غير العسكرية أي من شعبيته وشرعيته وتعاطف الكثير من السوريين معه، وعلينا أن لا نساعده باستعجالنا وانفعالنا كي يحول الصراع إلى حرب أهلية طائفية سيكون هو المنتصر فيها وفي أسوأ الاحتمالات يقسم المنطقة وينشىء دولة علوية تستأثر بالثروة الغازية العظيمة المكتشفة تحت شرق البحر الأبيض المتوسط، لأن أية دولة علوية ستقوم ستضم الساحل السوري كله وطرابلس لبنان، وسيبقى للسنة دويلة داخلية مخنوقة لا سواحل لها.
ليس الحرص على سلمية الثورة المطلقة وعلى التزام مبدأ اللاعنف فيها نوعاً من الطوباوية والمثالية غير الواقعية التي لا يلجأ إليها إلا الضعفاء والمقهورون، إنما هي قوة أخلاقية وتفوق في القيم على الخصم يحرجه ويفقده تعاطف الصامتين، بل ويفقده بعض أنصاره الذين لديهم بقية من قيم وأخلاق، بينما هو عاجز عن مواجهة الثورة في هذا المجال الذي لا يمتلك فيه أية مقومات تعينه على التغلب عليها.
تحتاج المحافظة على سلمية الثورة إلى أن يتمتع الثائرون بالثقة بأنفسهم والثبات والرسوخ على الأسلوب الذي يجيدونه ولا يحتاج إلى إمكانات كثيرة، والنظام في الوقت ذاته لا يستطيع مواجهته إلا بالتنازلات أمام الثورة وهذا غير وارد لديه على الإطلاق بسبب غروره بقوته وتقليله من شأن الثورة وتوفر الدعم الخارجي له، أو بمزيد من القتل والبطش مما يعني المزيد من الهزيمة له أمام الثورة من الناحية الأخلاقية والمزيد من زوال انخداع الكثيرين به وبأنه نظام ملتزم بقضايا الأمة وليس عصابة من المنتفعين على حساب الشعب المغلوب على أمره.
لكن السلمية وتقديم الشهداء دون دفاع عن النفس لن يفيد إن كان في السر ولم يعلم به أحد، لذا لا بد من سلاح الإعلام لفضح النظام وفضح جرائمه، والذين يُظْهِرون الكرم والاستعداد لتمويل تسليح الثورة سيساعدون الثورة أكثر لو أمَّنوا للثوار وسائل اتصال تمكنهم من نشر أخبار مصورة لما يحدث من احتجاجات سلمية وقمع وحشي لها، إن هاتفاً محمولاً يتصل عن طريق الأقمار الصناعية أخطر على النظام من دبابة.
ولنرجع إلى الحديث النبوي الصحيح الذي قص علينا فيه قصة الغلام المؤمن الذي نشر عقيدة التوحيد في بلد يدعي ملكه الألوهية، وقد روى الحديث الإمام مسلم في صحيحه، وخلاصة القصة أنه كان ملك قديماً يدعي الألوهية وله ساحر يعينه في التأثير في عقول الناس، وكبر الساحر في السن فطلب من الملك أن يبعث إليه غلاماً يعلمه السحر يحل محله في خدمة الملك بعد موت الساحر. بعث الملك غلاماً إلى الساحر ليتعلم منه السحر، وكان الغلام عندما يذهب إلى الساحر كل يوم يمر في طريقه على راهب، فصار يقعد إلى الراهب ويسمع كلامه فأعجبه كلام الراهب عن رب العالمين.
ومرت الأيام وفي ذهن الغلام حيرة بين كلام الساحر الذي يؤله الملك وكلام الراهب الذي يقول لا إله إلا الله. وذات مرة اعترض حيوان مخيف طريق الناس وعجزوا عن قتله، فلما رأى الغلام ذلك قال في نفسه اليوم أعرف من الذي على حق الراهب أم الساحر، وأخذ حجراً وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس في طريقهم، ورمى الدابة المخيفة بحجره الصغير فقتلها، وتيقن أن الراهب على الحق فذهب إليه وأخبره بقصة الدابة المخيفة وكيف قتلها، فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني وإنك ستُبْتَلى، فإن ابتليت فلا تدل علي.
صار الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع به جليس للملك كان أصيب بالعمى فجاءه بالأموال والعطايا طالباً منه أن يشفيه، فقال له الغلام إني لا أشفي أحداً إنما الذي يشفي هو الله، فإن أنت آمنت دعوت الله فشفاك، فآمن جليس الملك بالله وحده ودعا له الغلام فشفاه الله.
ذهب الرجل ليجالس الملك كما كان يفعل قبل أن يصيبه العمى فسأله الملك: من رد عليك بصرك؟ فقال: ربي. فاستغرب الملك وسأله مستنكراً: ولك رب غيري؟ فأجاب الرجل: ربي وربك الله. جن جنون الملك وأمر بتعذيب جليسه حتى دلهم على الغلام المؤمن وأنه هو من علمه الدين الجديد، فجاؤوا بالغلام فحاول الملك بالرفق ثنيه عن دينه الجديد واستعادته إلى الولاء له فأخفق، فأمر بتعذيبه حتى دلهم على الراهب، ثم نشروا جليس الملك والراهب بالمنشار لما رفضا ترك دين الحق والعودة لعبادة الملك، وأمر الملك جنوده أن يأخذوا الغلام إلى أعلى الجبل ويطلبوا منه الارتداد إلى دين الملك فإن أبى رموه من أعلى الجبل ليموت، لكن الغلام دعا الله فاهتز الجبل وسقط الجنود وعاد الغلام إلى الملك سالماً، فأمر الملك جنوداً آخرين أن يأخذوا الغلام إلى عرض البحر وأن يرموه في البحر إن هو رفض العودة إلى عبادة الملك، فدعا الله فأغرق الله الجنود وعاد الغلام إلى الملك سالماً؛
وقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال الملك المتلهف على قتل الغلام: وما هو؟ قال الغلام: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع شجرة ثم تأخذ سهماً من كنانتي وتضع السهم في كبد القوس وتقول باسم الله رب الغلام ثم ترميني بالسهم فإن فعلت ذلك قتلتني. ففعل الملك كل ذلك أمام حشود الناس فآمن الناس بالله وحده وتركوا عبادة الملك، ثم أمر الملك بحفر أخدود وإضرام نار فيه يلقى فيها كل من يصر على الدين الجديد، والأخدود مذكور في سورة البروج: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ {1} وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ {2} وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ {3} قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ {4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ {5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ {6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ {7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {9} إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ {10}}.
انظروا إلى الغلام المؤمن كيف وظَّف استشهاده لنشر دعوة الحق، فكان موته دون دفاع عن النفس، لكن بذكاء ودهاء، وأمام جموع الناس،كان وبالاً على الملك المتأله وزلزالاً لملكه. الشهداء واقعون لا محالة سواء دافع الجيش الحر عن المتظاهرين أم لم يدافع، لكن علينا التفكير والتساؤل: أي الأسلوبين يجعل دماء هؤلاء الشهداء وصمة عار وفضح لنظام لا أخلاق له بحيث يفقد الاحترام والتأييد من كل الشرفاء ولا يبقى معه إلا المنتفعين الذين ما أن يشعروا أن هناك بديل محتمل حتى يلتفوا حوله ويتخلوا عن النظام الذي خدموه واستفادوا منه لأن العلاقة بينهم هي المنفعة لا المحبة والوفاء؟. لا تستهينوا بالناحية الأخلاقية التي لا يقدر النظام على الانتصار فيها، فمنها يستمد أي نظام شرعيته، وإذا فقد النظام شرعيته فقد معها شعبيته وصار سقوطه حتمياً.
النظام حريص على عسكرة الثورة وعلى تحويلها إلى صراع طائفي وقد فصلت هذه النقطة في مقالاتي الثلاثة السابقة عن الثورة السورية، لكنني في هذا المقال أريد أن أبين أنه ليس النظام وحده من يحرص على عسكرة الثورة وجعلها طائفية، هنالك إسرائيل وأمريكا اللتان ليس في منظورهما خير من النظام إلا تحقيق حلمهم في الشرق الأوسط الجديد، أي تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية. لذا فإنهم لا نية لهم بأي تدخل عسكري مثل الذي قاموا به في ليبيا حتى لو تكفلت الدول العربية النفطية بكلفته، لأنهم لا يريدون بديلاً عن النظام إلا التقسيم والدويلات الطائفية.
إنهم مازالوا على استعداد للرضى ببقاء النظام في حال انتصاره على الثورة لأنه وقتها سيكون أضعف كثيراً ومستعداً أكثر للسير في ركابهم وخدمة مصالحهم، أما مجيء نظام ديموقراطي حقيقي كما هو الحال في ليبيا فليس مما ترحب به إسرائيل بل هو ما تخشاه وتحرص على تأخيره، لأن أي حكم ديمقراطي في سورية لن يكون مريحاً لإسرائيل بعد الصحوة الإسلامية التي تعم المنطقة وبعد الشحن القومي الذي مارسه النظام منذ حوالي خمسين سنة.
إسرائيل، وأمريكا التي لا تجرؤ على مخالفتها، تحرصان على بقاء النظام، وإلا فالحل البديل المقبول منهما هو تقسيم البلاد، لذا هم لا يزعجهم الفيتو الروسي والفيتو الصيني في مجلس الأمن، بل يعطيهم عذراً لتقاعسهم في تقديم أية حماية حقيقية للسوريين من نظامهم. هم لا يريدون تقديم هذه الحماية، بل هم يعطون النظام الضوء الأخضر تلو الضوء الأخضر والتطمين تلو التطمين ليتورط أكثر في جرائمه، الأمر الذي إما أن يؤدي إلى القضاء على الثورة، وهو شيء ترغب فيه إسرائيل وأمريكا، أو يؤدي إلى المزيد من الاستنجاد من السوريين بالتدخل الخارجي الذي يُعْرَض عليهم بدلاً منه تسليح الثورة ممثلة بالجيش الحر ووضعها على طريق الحرب الأهلية الطائفية التي لن تقف إلا بعد تقسيم المنطقة.
هم ليسوا في عجلة من أمرهم ومرور الوقت وارتكاب النظام للمزيد من الجرائم يخدمهم سواء انتصر النظام على الثورة أو تحولت الثورة إلى حرب أهلية طائفية. أمران أحلاهما مُرٌّ بالنسبة للسوريين وأكثرهما مرارة حلو بالنسبة لإسرائيل، فعلى كلا الحالين تكون هي المستفيدة ونكون نحن الخاسرين.
وهنالك فرنسا ومعها أوربا لا تريد التدخل الخارجي أو عسكرة الثورة وتحولها إلى حرب طائفية تقسم البلاد، لا حباً فينا ولا حرصاً علينا، ففرنسا هي التي قسمت سوريا ولبنان إلى دويلات طائفية بمجرد أن احتلتهما، ولم تتوحد سورية الحالية ويبقى لبنان مفصولاً عنها إلا بعد نضال طويل شارك فيه السوريون بكافة طوائفهم، وهذا تاريخ معروف وسهل الاطلاع عليه لكل من يستخدم الانترنت. فرنسا لا تريد تدخل أمريكا ولا تريد العسكرة والتقسيم لأنهما سيؤديان إلى خسارتها لسورية ولبنان كمنطقتي نفوذ وكمستعمرتين سابقتين، والذي يراقب الجهود الفرنسية والتي يقوم بها حلفاء فرنسا في الوطن العربي من حكومات أو شخصيات عامة بعضها ممثلة لفصائل من الثورة السورية يلاحظ هذا الحرص الفرنسي على إقناع السوريين وغيرهم أن التدخل الأجنبي العسكري وعسكرة الثورة خطأ كبير وأضراره أكثر من فوائده.
مع ذلك علينا أن لا نتوقع من فرنسا أكثر مما هي مستعدة لتقديمه، فهي إن نجح التوجه إلى عسكرة الثورة والصراع الطائفي والتقسيم فسيكون المسيحيون والعلويون حلفاءها، وستحرص على ولائهم ليبقى لها موطئ قدم في المنطقة وورقة تستعملها كلما احتاجت إليها. الفرنسيون لن يدخلوا معركة لا قِبَلَ لهم بها مع إسرائيل وأمريكا رغم أنهم لا يفضلون ما ترغبان به من تقسيم، لكنهم واقعيون كما أثبتت تجربة التحالف الدولي ضد العراق حيث انضموا إليه ليفوزوا ببعض الغنائم ولا يخرجوا من المولد بلا حِمَّص كما يقال، وهم سيفعلون الأمر ذاته إن لزم بالنسبة لسورية ولبنان.
ويتبع >>>>>: الثورة السورية بين العنف واللاعنف4
واقرأ أيضاً:
ما يحدث في سورية إلى أين؟3 / ما لنا غيرك يا الله(3) / الطائفية والثورة في سورية3