يكون العُـــري أو التعـرِّي النفسي في العلاقة بين:
بين المربي وابنه، بين الأخ وأخيه، بين الزوج وزوجته، بين الصديق وصديقه، بين المدير وموظفيه، بين الحاكم وشعبه.........
حيث يظهر كل واحد أمام الآخر بكامل حقيقته، بأفكاره وقناعاته مهما كانت، ومشاعره وعواطفه مهما احتدت، ونواياه وقراراته مهما بلغت. يظهر الشخص أمام الآخر عارٍ عن كل المظاهر الخادعة وألعاب البرستيج وفنون الإتكيت، أو باللغة العلمية متجرّدا من الدفاعات النفسية DEFENCE MECHANISEMS .
يقول له هذا أنا، اقبلني أو لا تقبلني، تكيّف مع حقيقتي أو لا تتكيّف، قد تكون هذه مشكلتك وحدك...
ظاهرة "العُــري أو التعرِّي النفسي" تشاهد بشكل خاص وواضح جدا عندما يكون التواصل بيني وبين الآخر فعّالا وحقيقيا وصادقا وشفافا، سواء كانت ظروف الحياة اعتيادية روتينية، وهنا يكون التعرِّي النفسي اختياريا، ويحقق فائدة كبيرة (البركة) في الإنتاجية للعلاقة، حيث أن العلاقة الإنسانية القائمة على التواصل الفعّال هي علاقة ذات مردود أكبر على أصحابها بسبب زيادة التفاهم والتعاون.
أما أثناء صدمات الحياة المفاجئة أو أزمات الحياة الشديدة يكون التعـرِّي النفسي إجباريا ولا يكون هنالك مجال البتة للتكلّف أو التصنّع أو البرستيج أو الإتكيت، وإن ظهرت تظهر بشكل عابر وفج ومؤقت.
في الأزمات الشديدة غالبا ما يظهر الإنسان عارٍ بكامل حقيقة نفسه وكنه شخصيته...
ولا تعني عملية التعــرِّي النفسي أن يظهر من خلالها فقط مساوئ أو عورات قذرة فظيعة لم نكن نراها من قبل، بل على العكس تماما قد تٌظهر عملية التعـرِّي النفسي كنوز عظيمة في شخصية الآخر لم تكن بادية لك من قبل، تكون سببا لزيادة أكبر في متانة العلاقة فيما بينكما، الأمر الذي ينعكس إيجابيا على الإنتاجية والإبداع...
قالوا قديما وحديثا والقول حق إذاً
"في الأزمات تظهر معادن الرجال"
نعم وسورية نموذجا...
*اقرأ أيضاً:
هل تصوم النفس ؟! / لماذا حزنت وحزن الكثيرون على ياسينوو ؟