أتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما أوصى الرجال بالنساء حيث قال: روى الإمام البخاري في صحيحه, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا".
وفي رواية أخرى للإمام مسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها". رواه مسلم.
وهذا الوصف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس سُبَّة في حق النساء، ولا إنقاصاً من شأنهن؛ لأن هذا الاعوجاج في طبيعة المرأة هو المتمم لمهمتها؛ لذلك نجد أن حنان المرأة أغلب من استواء عقلها، ومهمة المرأة تقتضي هذه الطبيعة، أما الرجل فعقله أغلب ليناسب مهمته في الحياة، حيث يُنَاط به العمل وترتيب الأمور فيما وُلِّي عليه. إذن: خلق الله كلاً لمهمة في الحياة، وقد كان ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، في أزهى عصور المرأة حرية وكرامة وعدلا وإنسانية، ولكن الآن اختلطت الأدوار.
أتأمل في الحديث السابق، فأجد أن المرأة تنكسر من أمور أخرى غير الطلاق......
تنكسر المرأة من إهمال زوجها لها وقوله "إنني أكرهك منذ أول يوم زواج ولا أريد العيش معك"، فالتهديد الدائم بالطلاق سلاحه الفتاك لحل المشكلات، ولأنها حتما ستستسلم منكسرة، فهي لا تعرف ماذا ستفعل إن طلقها ومعها نصف دستة أولاد، بعد أن عودها أن تعتمد عليه في كل شيء ولم يعد لها كيان، فتعيش مكسورة.
تنكسر المرأة من معايرة زوجها بزيادة وزنها أو سمار بشرتها أو عدم جمالها، بل وقد يقارن بينها وبين بطلات الفيديو كليب، ولأنه رجل، فلابد أن يحصل على الحد الأقصى من الاستمتاع في كل شيء حتى وإن كان على حساب البيت الذي بناه برغبته واختياره ولا يرضى لأنانيته بديلا.
تنكسر المرأة حينما يطلب منها أن تقوم بعدة أدوار، بل وتكون المسئول والمحاسب الأول عن صلاح البيت والزوج والأبناء، ثم ينظر إليها بنقص "وهذا شائع جدا بين من يلتزمون بهدي النبي الظاهر"، فيحاول الزوج والمجتمع تكسير مجاديفها فيشار إليها دائما بأنها ناقصة عقل ودين، فالمرأة عندهم ناقصة حتى يظل الرجل هو القيم، حتى وإن كان حائطا مائلا لا يصلح الاستناد عليه.
تنكسر المرأة حينما تقوم بأدوار الرجل في الحياة، فلم يخلقها الله تعالى لذلك، وإن فعلت لعدم وجود البديل، فإنها تعاني من تحمل ما هو فوق طاقتها، فالله خلق المرأة أضعف من الرجل وإن ادعى من ادعى غير ذلك.
تنكسر المرأة حينما تكون وحيدة، ليس لها داعم في الحياة، لأنها من وجهة نظر الناس قوية وتستطيع مواجهة التحديات، ولكنها وإن فعلت لا تستطيع الاستمرار.
تنكسر المرأة حينما تكون بدون زوج، سواء أرملة، أو مطلقة، أو كبر سنها ولم تتزوج، أو اختارت عدم الزواج، فلا تعرف كيف تتعامل مع غضب المجتمع منها وكأنها متهمة بتهمة عدم الزواج، وتحتاج فريق محاماة لتبرئتها، أو يمصمصون شفاههم شفقة وحسرة على حالها، وفي بعض الأحيان قد تصبح مصدر قلق للزوجات المحيطات، فيخشون على أزواجهن منها، "فقد تتحول في لحظة ما إلى دراكولا خطف الأزواج"، أو يظن البعض أنها ستحقد إذا شاهدت ما لا تملك وحتما ستحسد، وحينها تجد نفسها مضطرة أن تنعزل في بعض المناسبات ولا تتعامل بتلقائيتها المعهودة، حتى لا تتألم، لأنها أصبحت: "على رأسها بطحة".
لو كان بيننا النبي صلى الله عليه وسلم الآن لبكى لحال المرأة اليوم. فكثير هو ما يكسر المرأة غير الطلاق ولكن هذا ما في رأسي الآن من أوجاع.
فكفى.
واقرأ أيضاً:
المرأة رؤية واقعية بعيدا عن النصوص النظرية / عندنا فرح / يا ليت قومي يعلمون