وُهِبنا العقل، وهو معيار وجودنا وبوصلة سلوكنا، وذخيرة ذاتنا، وجوهر صيرورتنا.
المجتمعات بعقول أبنائها.
والسياسات برهان العقل، وعنوان الحكمة والحلم، والحمق والسفه والبلاهة والبُقل.
والإناء ينضح بما فيه.
و"دليل عقل المرء فعله".
والأقوال تتبدل بتأثير العقل.
والمشاكل لا تصل إلى حل دون فعل العقول.
والزمن يترعها بالتجارب، ويصقلها بالأدلة والحجج والبراهين والأحداث والتفاعلات، التي تثري مداركها، ومدارات رؤيتها، وآفاق بصيرتها.
ولا قوة لمن لا عقل له.
ولا حياة صالحة إذا غاب عنها العقل.
والحياة تزان بالعقل.
والمجتمعات المتقدمة ذات عقول متنورة وفعالة.
وفي عصر فسيح وتوارد متغيرت وتطورات وتفاعلات جارية كالسيل العرمرم في أروقة البشرية، لا بد من إعمال العقول وتلاقحها وتفاعلها، واستحضار نظرتها في عواقب الأمور، وتقدير الخلل والقصور.
فالفرد منا، ما عاد قادرا على أن يكون صاحب الرأي السديد، ولا بإمكانه أن يكون لوحده هو الرشيد.
ولهذا فإن المجتمعات المتقدمة ذات عقول متبصرة متنورة متعاونة، تمحص الحالات وتقدر التطورات، وتعين أصحاب القرار على اتخاذ ما هو أصوب من الإجراءات.
فتجدها قد مضت بسلامة، إلى حيث تريد وتهدف الإرادة المقدامة.
وكم وجدناها تتروى وتستحضر طاقات الحلم والحكمة والتدبير والتقدير، لكي تأتي بما هو نافع وبصير.
وبهذا فهي متأهبة لحل مشاكلها، وابتكار خططها، ورسم خارطة مسيرتها وتقدمها، وتحولها من حال إلى حال، فيه أفضل ما يمكن أن يُنال.
وفي تأريخنا القديم، تداولت العقود صراعات وحروب نكود، وما أوقفها إلا العقل والحلم، وصدق التقدير والنظر في عواقب الأمور.
ولنا عبرة في حرب داحس والغبراء، ووقفة مع زهير بن أبي سلمى، وهو يلخص الصيرورة الإنسانية المثلى، ويرى ما يترشح من هذه الصراعات، وكيف لنا الخلاص من شرورها، ووضع أسس المحبة والسلامة والأمان والأخوة والرقاء.
فلنتدبر الأمور والأحوال بعقولنا الرشيدة، ونستخلص الحلول المفيدة، فالعقول المتفاعلة المتعاونة تصل إلى نتائج سعيدة.
فاجمعوا رؤوسكم حول طاولة البصيرة والروية، لتبتكروا ألف حل وحل لأية قضية!!
و"لا مالَ أعْوَدُ مِن العقل"
واقرأ أيضاً:
المواكبة والحياة!! / تخلفنا أم تأخرنا؟!! / إنها العنتريات يا عبلة!!