في إسرائيل يؤكد لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية أن نظام الأسد تجاوز الخط الأحمر، واستخدم السلاح الكيماوي ضد المعارضة، إنهم يستعجلون التدخل الأمريكي في الحرب الدائرة على الأرض السورية، بينما في أمريكا غاضبون من ذلك، وينفون استخدام الأسد للسلاح الكيماوي، ويحسبون خطواتهم بدقة أكثر، إنهم يفضلون أن تتآكل سوريا من الداخل أكثر، وأن تضعف أكثر قبل أن تمتد اليد الأمريكية والإسرائيلية لقطف الثمرة.
وفي إسرائيل، ووفق تقديرات الحكومة الإسرائيلية يقول "تساحي هنجبي" المقرب من نتانياهو: إن إيران قد تجاوزت الخط الأحمر فيما يتعلق بالسلاح النووي، ليعزز ما قاله عاموس يادلين: إن إيران قد تجاوزت الخط الأحمر الجديد الذي رسمته لها إسرائيل، إنهم بذلك يستعجلون التدخل الأمريكي ضد إيران، ويستحثونها على ذلك، بينما في أمريكا يؤكدون: إن النووي الإيراني ما زال قيد المعالجة الدبلوماسية، ولا حاجة للسرعة.
وفي إسرائيل، أثناء استقبال وزير الدفاع الأميركي هيجل، حذر نتانياهو من شيئين:
أولاً: قيام إيران بتسليح منظمات المقاومة بأسلحة متطورة.
ثانياً: محاولة إيران التسلح بأسلحة نووية.
وفي أمريكا التي تختلف مع إسرائيل حول زمن التدخل ضد سوريا وإيران، في أمريكا يوافقون بلسان وزير الدفاع الأمريكي هيجل على ما قاله نتانياهو، بل يضيف هيجل: إنني أؤمن أننا معا من خلال عمل مشترك تقوم فيه حليفتان وصديقتان، نستطيع أن نعمل بما يخدم دولتك ودولتي ويحوّل المنطقة إلى منطقة أكثر أمانا، ويجعل إسرائيل أكثر أمانا.
ضمن هذا التنسيق الأمريكي الإسرائيلي القائم على جعل المنطقة أكثر أمناً حفاظاً على أمن إسرائيل، يعتبر فتح الأجواء الأردنية للطيران الإسرائيلي فيما لو تحقق، يعتبر تجاوزاً للعقيدة الإسلامية التي لا تجيز نصرة اليهودي على المسلم؛ مهما كان انتماؤه وولاؤه.
وضمن هذا السياق، فإن الإشراف الأمريكي على تدريب وحدات أردنية للتدخل السريع في سوريا، يعتبر تلوثياً لروح الأمة العربية التي لا تجيز مناصرة أعدائها.
وضمن هذا السلوك، فإن تزويد أمريكا للترسانة العسكرية الإسرائيلية بأسلحة متطورة لا تتواجد إلا في يد الجيش الأمريكي، يعتبر مؤشراً على بدء الاستعدادات الجدية للقوات الأمريكية الإسرائيلية لحرب قذرة؛ تختلط فيها أوراق العداوة والصداقة، حرب لا هدف لها إلا تدمير طاقة الأمة الإسلامية، مع تفجير فتنة طائفية تمتد لسنوات، ترتج معها الرؤية السياسية، وتغيير فيها التحالفات القائمة، ولاسيما أن تدمير محور الشر هو عنوان هذه الحرب الخائنة كما قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين.
إن حرباً تؤسس للأمن الإسرائيلي هي حرب معادية للمسلمين جميعاً على اختلاف طوائفهم، وهي حرب معادية للعرب جميعهم على اختلاف مذاهبهم، وهي حرب معادة للفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم الجغرافية والحزبية والسياسية.
واقرأ أيضاً:
وعد عباس ووعد بلفور في نوفمبر/ خابت حسابات القيادة الإسرائيلية/ يقولون في إسرائيل: نتانياهو أرنب/ لنا دولة ولهم الأرض/ صاروخ بدرساوي!/ باب الشمس قرية كرامة ووحدة/ لماذا يتوجب علينا حب اليهود؟/ لاجئات سوريات في قطاع غزة/ جراد