لا خيار أمام جميع مكونات المجتمع في المنطقة، إلا خيار العمل والحياة معا وسوية، ولا خيار عندهم إلا هذا الخيار.
على المجتمع أن يواجه نفسه ويتأمل حاضره ومستقبله، وأن يعي ويدرك ويتفهم ويتعقل ويتفاعل ويتفاءل، من أجل صيرورة أفضل وحياة جامعة مستوعبة أجمل.
وأي خيار عدا الحياة والعمل معا، يعني الانتحار الجماعي والهلاك الحضاري الحتمي.
فمكونات المجتمع حققت وجودها المقتدر الفعال والمؤثر في مسيرة الأجيال، لأنها ابتكرت آليات ومهارات العمل وفقا للمصلحة الجامعة المانعة، التي تكفل الحقوق والواجبات وتؤمن السلامة ورجاحة المصير.
وقد تمازجت مكونات المجتمع بأنواعه وأطيافه، وصنعت الوجود المعبر عن التفاعل الإنساني الحضاري، الساعي نحو تأكيد الاقتدار الجماعي الصالح.
وما يجري اليوم، هو اعتداء سافر على قيمة الحياة، وإرادة الإنسان الطامحة نحو صيرورة متماسكة، واقتدار متمكن ومنتج ومنفتح على آفاق المستقبل والأجيال.
وهذا التفاعل السلبي، لا يتفق ومفردات وعناصر زمن الانفتاح الوهاج في الأرض.
فتكنولوجيا التواصل المعلوماتي والإعلامي قد أثرت على صناعة الحياة، وأوجدت صيغا من التواصل لم تعهدها البشرية قبل عقد من الزمان.
وقد صار المجتمع الأرضي متقاربا أكثر، ومتعارفا ومنفتحا ومبسوطا على شبكات الإنترنيت، ومتفاعلا مع مفردات الحياة الجامعة، المتلاحقة التطورات والتبدلات والإضافات النوعية الأصيلة.
وضمن هذا السياق الإنساني المعلوماتي الحضاري الدفاق، تبدو التفاعلات السلبية القائمة في مجتمعات المنطقة، نوع من الانحراف والانحدار إلى هاوية الاندثار والخسران.
ولهذا فأن وعي جسامة الأحداث، وغرابة التطورات والنشاطات، والخروج من مأزق دوامة الصراع الدامية، يتطلب العمل الجاد الواعي، لحقيقة أن المجتمع لابد له أن يؤمن بأن الخيار الأوحد الذي يملكه، هو إيجاد آليات ومفردات العيش وفق سياقات وطنية جامعة، بعيدا عن اللون الواحد، لأن الدنيا ما عادت تتحرك وتتحقق إلا بكل ما يمكن تفاعله من الألوان.
فاللون الواحد حالة منقرضة، والألوان المتعددة المتفاعلة تصنع الخلود والإبداع الخلاق.
فالمجتمع يتفاعل بكل ما فيه من عمائم ومذاهب وأحزاب ومدارس، وصفوف بتلاميذها وفرقها ومجاميعها، مثلما تتفاعل مجتمعات الدنيا المعاصرة، وفقا لمواد دستورية واضحة صالحة راجحة جامعة.
واقرأ أيضاً:
على مائدة الغداء!! / القوة الأمّارة بالويلات!! / المُلاوَمَة!! / الفشل الحزبي!!