في شهر مارس عام 1961، أعلن الرئيس الأمريكي جون كنيدي، عن بدء برنامج أبولو الفضائي للهبوط على سطح القمر، وكانت الرسالة واضحة وحازمة، ومفادها، قبل نهاية عقد الستينيات على الشعب الأمريكي أن يُهبِط إنسانا على سطح القمر، ويعود به إلى الأرض سالما غانما!
وبدأ العمل بجدٍّ واجتهادٍ وإصرار على تحقيق الهدف المحكوم بزمن، وبعد محاولات متكررة وأخطار، وضحايا، بسبب الحريق الذي حصل عام 1967، الذي قتل فيه ثلاثة رواد فضاء، لكن ذلك لم يمنع التحدي والإصرار والمحاولات.
وبرغم الإخفاقات، لكن المحاولات تواصلت، وتكللت بهبوط أول إنسان على سطح القمر في 20\7\1969، وهو (نيل آرمسترونك)، وكانت المركبة الفضائية، أبولو 11، فكان أول مَن خطى على أديم القمر، ووضع عَلمَ بلاده بكل فخر على ترابه، وعاد إلى مركبته، ومن ثم إلى الأرض.
هذه الجهود الخلاقة كانت محكومة بالعزيمة والإصرار على تحقيق الرسالة أو الإرادة، التي أدركت بأن هناك قدرة على تحقيق ما لم يتحقق من قبل.
هذه حالة ربما غادرت الذاكرة، لأنها فتحت آفاقا شاسعة لسبر أغوار الكون السحيق، حتى أصبح الهبوط على سطح القمر أمرا عاديا، وربما ستكون هناك سفرات سياحية إليه في المستقبل.
والدرس المستخلص، أن الشعوب يمكنها أن تحقق ما تريده، إذا كانت الأهداف واضحة والجهود متظافرة، والعقول متفاعلة، والثقة بالنفس عالية، وطاقات التحدي متنامية ولا تعرف الانكسار.
فكل مجتمع يمكنه أن يكون، ويصنع ما يريد إذا ثبت على أهدافه، ورعى تطلعاته، وتمسك بحبل الاعتصام المتين، المؤزر بطاقات جمعية مصهورة في بودقة واحدة، ساعية لتحقيق إرادة التفاعل الجمعي الخلاّق!!
هو الإصْرارُ في النفسِ انْتصارٌ
فعِشْ أملاً يوافيه اقتدارُ
رسالة أمّةٍ في كُنهِ إلاّ
إذا اعْتصَمَتْ سَيأتيها افَتخارُ
واقرأ أيضاً:
الخَيار المفقود!! / الديمقراطية!! / الفشل الحزبي!! / الديمقراطية بين الفشل والفرصة!!