الأحلام تتحقق بالإرادة والإصرار، والتواصل والإيمان المطلق، بقدرات الذات، ومؤثرات الموضوع. فالأحفاد يتمتعون بأحلام الأجداد. والأبناء يعيشون أحلام الآباء. فكل جيل يعيش حلم جيل أو أجيال سبقته، فالحياة نهر يجري، وكل موجة صاحبة إرادة وتمتلك حلما، فتنهض متحدية التلاشي، ومعلنة أن حلمها سيتحقق.
والأمم والشعوب المعاصرة، حققت أحلامها، التي جسدها قادتها، فالصين انطلقت إلى أحلامها، بعد أن أوقد أنوارها قادتها، وكذلك أمريكا، تعيش حلم القادة الذين انطلقوا بمشروع الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية، فكل مجتمع يعيش حلما، ويحقق حلما بإرادة قادته.
والعرب في بداية انطلاقهم، حققوا أحلاما دعى إليها قادتهم، ابتداء من الرسول الكريم، فكانت أيامهم أحلاما، وأقوالهم طاقات أفعال، غنية بالإرادة والإصرار، والإيمان بتحقيق الأحلام.
والتأريخ الإنساني، يحدثنا على أن أي حلم، لا يتحقق من غير قيادة مؤمنة به، وتسعى إليه بنكران ذات، وإخلاص وتواصل وتفاني وإصرار.
وفي مجتمعاتنا، تحول الحلم الديمقراطي، إلى وهم، وربما إلى مستحيل سياسي وفكري وثقافي وسلوكي.
وإلى سراب واضطراب، ومأزق للدمار والخراب، وذلك لفقدان القيادة المؤمنة به حقا.
ولا تزال القيادة غائبة!
وبرغم الطاقات الحالمة، ذات القدرات الواعدة، لكن فقدان القيادة المتفقة مع إرادتها، والقادرة على توظيفها للانطلاق نحو البناء والرقاء، تسبب في انبعاجات مدمرة، وتأثيرات خطيرة، وتداعيات مريرة.
ودخل المجتمع في دوامة الانهيارات الشاملة، التي أوجدت آليات التنافر والتناحر، والتماحق الوطني، والتشظي والتشرد الأليم.
فهل سنمتلك القيادة القادرة على تجسيد حلمنا، لكي نكون في عصرنا؟!!
واقرأ أيضاً:
التكرير الديمقراطي!! / التحدي ينبوع الأمل!! / الديمقرطية بين الكائن والكامن!! / الحل في العقل!!